افتتاح الدورة الأولى من معرض “غازي عينتاب للكتاب العربي”
تجمع أحرار حوران – وردة الياسين
افتتحت “الجمعية الدولية لناشري الكتاب في تركيا” تحت شعار ” الكتاب وطن”، معرض غازي عينتاب للكتاب العربي” في دورته الأولى، بين (21 – 26) كانون الأول/ ديسمبر2021، ويشارك في المعرض أكثر من (100) دار نشر عربية من مختلف المدن التركية.
وإلى جانب عدد كبير من الكتب الفلسفية والدينية والاقتصادية والسياسية، وكتب الأدب والروايات والتنمية الذاتية والبشرية، خصص في المعرض قسم لكتاب الأم والطفل، ويقيم المعرض مجموعة من الفعاليات كتوقيع الكتب والمحاضرات الأدبية والثقافية والأمسيات الشعرية.
وقال المسؤول الإعلامي في المعرض الدكتور “كمال بن جعفر” في حديثه لتجمع أحرار حوران، إن هذا الحدث الثقافي يهتم بنشر الثقافة العربية والتعريف بالكتاب العربي، ويُعَرِّف أيضا بأعمال الكُتّاب العرب، مضيفاً أن هذا الحدث يشكل جسراً لمد وربط أواصر الثقافة والفكر بين العرب والأتراك.
وأشار “بن جعفر” إلى أن المعرض في الجنوب التركي ينتظره العرب والأتراك على حدٍ سواء وهناك نسبة كبيرة من الأتراك تهتم بالثقافة العربية، لذلك يعد هذا المعرض فرصة لتلبية رغبتهم الفكرية والثقافية، لاسيما الذين تعذر عليهم السفر إلى إسطنبول وزيارة معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي الذي أقيم مؤخرا.
وتابع، “كذلك هناك طلاب أتراك ومن دول غير عربية موزعين عبر الجامعات التركية، يدرسون اللغة العربية والشريعة الإسلامية والتاريخ والحضارة العربية الإسلامية، وهم بأمس الحاجة إلى مصادر وكتب تهتم بكل ما هو عربي، بهدف الاستفادة منها في إطار الدروس أو في إطار إعداد مذكرات ورسائل التخرج، وفضلا عن الكتب فكل المهتمين بالثقافة والكتاب العربيين على موعد أيضا مع مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية التي تقرب الجمهور أكثر من الثقافة العربية، دون أن ننسى جمهور الأطفال، فقد خصصت إدارة المعرض قاعة خاصة بدور النشر التي تهتم بمجال نشر كتاب الطفل. بالإضافة إلى برمجة مجموعة من الفعاليات والنشاطات الترفيهية والتعليمية للأطفال”
ومن جهته، أوضح الدكتور “مهدي الجميلي” ، رئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، أن فعاليات معرض غازي عنتاب للكتاب العربي بدأت في الحادي والعشرين من هذا الشهر، معلنةً انطلاقة حدث ثقافي جديد على غرار معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، الذي حقق نجاحاً مشهوداً في دورته السادسة قبل شهرين.
“ستكون البداية نسخة مصغرة من معرض إسطنبول، وسيكون المعرض محليّاً رغم مشاركة عدد جيد من دور النشر العربية من خارج تركيا عن طريق وكلائها أو فروعها الجديدة في تركيا، وستكون هذه الدورة اختباراً لتفاعل قراء وجمهور الكتاب العربي في الجنوب التركي، كما أنها ستكون فرصة لاستقطاب جمهور الكتاب العربي من العراق والشمال السوري، وعلى هذا التفاعل سنبني تصوراتنا المستقبلية، وسنحدد صورة المعرض في الدورات القادمة، هل نبقيه محليًّا أم ننطلق به إلى الصبغة الدولية” وذلك بحسب “الجميلي”.
ورأى “فؤاد زينو” ، من دار نشر التفكير الحر، وهي دار نشر في السعودية وتركيا – تنشر الكتب الفكرية والفلسفية والتاريخية وكتب الروايات، أن أهمية المعرض تأتي من أنه يتواجد في غازي عينتاب جالية عربية كبيرة، فضلاً هن أن غازي عينتاب تضم عدد لا يستهان فيه من اللاجئين السوريين، وهؤلاء السوريين محرومين من الكتب العربية، بسبب صعوبة دخولها إلى تركيا، لذلك فإن وجود معارض للكتب العربية سيكون فرصة لقدوم الكتب العربية من خارج تركيا، وفرصة لازدهار المكتبات العربية في غازي عينتاب “.
ويعتقد السيد “خالد الوهب”، مدير دار نون /4 / للنشر والطباعة والتوزيع في غازي عينتاب بوجود أهمية خاصة للمعرض في مدينة غازي عينتاب فيقول: ” المعارض العربية مهمة جدا في كل المدن التركية، واعتقد أن لها في عينتاب أهمية خاصة كون عدد السوريين تجاوز الـ 400 ألف سوري حالياً”
كما أكد “الوهب” على أن المعرض إحياء للغة العربية ولاسيما عند الأطفال السوريين، فيقول: ” يتواجد في المعرض قسم خاص للأطفال وهذا أمر ملح وهام، فالأطفال السوريين في تركيا يعانون من مشكلة الحفاظ على اللغة العربية، كونهم يقرؤون ويكتبون باللغة التركية، وبالتالي فإن تشجيعهم على القراءة باللغة العربية سيكون ذا أهمية للحفاظ على اللغة وإحيائها لديهم، مشيراً إلى أن المعرض خطوة للاندماج بين الاتراك والسوريين.
ووصفت ريان صابر (18 عاما)، طالبة بكلوريا في تركيا المعرض بـ ” رائحة الوطن”، وتقول: ” عندما دخلت إلى المعرض استنشقت رائحة الوطن، فنحن الطلاب السوريين في تركيا بدأنا ننسى لغتنا العربية، وحتى أننا أصبحنا نتحدث بين بعضنا باللغة التركية، وكانت سعادتي لا توصف عندما شاهدت الحروف العربية والكتب العربية”.
ولكن ريان مثل أغلب الزوار الأخرين للمعرض يضعون ملاحظة على ارتفاع أسعار الكتب وعدم قدرتهم على شرائها.
والجدير بالذكر، أن عدد اللاجئين السوريين على الأراضي التركية وحتى عام 2021 بلغ 3.627.481 لاجئاً سورياً، وتصدرت إسطنبول قائمة الولايات التركية من حيث عدد السوريين بـ 511.498 سورياً، تليها غازي عينتاب بـ 452.420، ثم هاتاي بـ 436.384 سورياً، وذلك بحسب موقع “Multeciler Dernegi” التركي المتخصص بشؤون اللاجئين.