قيادي في اللواء الثامن: الضغوطات الروسية تزعزع هيكلة اللواء الثامن بدرعا
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
أدت تغير سياسة قيادة الاحتلال الروسي تجاه اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام شرقي درعا، وممارستها حزمة من الضغوطات على قيادة اللواء من أجل القبول بإنشاء معسكر لهم في البادية السورية، يكون مركز انطلاق لعناصرهم التي ستشارك في معارك عسكرية قادمة ضد تنظيم داعش فيها، إضافة إلى قطع الكتلة المالية بين الحين والآخر، إلى زعزعة استقرار اللواء.
ودفعت هذه الضغوطات مئات العناصر وقادة الدرجة الثانية إلى الهروب خلسةً إلى خارج البلاد، لاسيّما بعد سحب البساط بشكل جزئي من اللواء وخسارته جزء كبير من سلطته على المنطقة، وخوفاً من اعتقالات قد تطالهم في المستقبل.
وفي هذا الصدد، قال قيادي في اللواء الثامن لتجمع أحرار حوران إنّ عدم الحماية الكافية لعناصر اللواء في الآونة الأخيرة وانقطاع الدعم تدريجياً عنهم، إضافة إلى تحويل التبعية المباشرة إلى شعبة المخابرات العسكرية 265 في السويداء، دفعت عدد من العناصر يتراوح بين 100 إلى 150 عنصراً إلى ترك اللواء، ومغادرة معظمهم إلى خارج البلاد.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أنّ من بين الفارّين هناك العشرات من قياديي الصف الثاني وقيادات المجموعات، مشيراً إلى أنّ اللواء يقوم برفع أسمائهم على أنّهم فارين من الخدمة.
وبيّن المصدر أنّ الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرة اللواء الثامن تتجه للأسوأ، ولا يستبعد شن المخابرات الجوية عمليات أمنية وتنفيذ حملات اعتقالات فيها، لاسيما أنّ بعضها لم تخضع لعملية التسوية التي أجرتها اللجنة الأمنية مؤخراً في عموم محافظة درعا.
بدوره قال أحد الفارّين وهو في إحدى الدول المحاذية للقارة الأوروبية، إنّه فر من اللواء بعد تيقنه بشكل كبير أنّ روسيا تسعى لتحويل اللواء لخدمة نظام الأسد، ونقضت جميع الوعود التي قطعتها خلال تسوية تموز 2018، إضافة إلى عجز قيادة اللواء عن مجاراة الأوضاع الراهنة، ما يرجح التضحية بالعناصر وزجهم في محارق البادية، أو زجهم في المعتقلات.
“وما أثار الخوف لدينا هو تسليم منح مالية بالليرة السورية مقدمة من شعبة المخابرات العسكرية لـ 400 عنصر، ما يؤكد على تحويل ولاء اللواء مستقبلاً لنظام الأسد، وبالتالي ستصبح أوامرنا من ضباطه”، وذلك بحسب العنصر.
اقرأ أيضاً.. روسيا توقف الرواتب الممنوحة لعناصر اللواء الثامن في درعا
وفي بلدة معربة بريف درعا الشرقي، أخلى اللواء الثامن جميع حواجزه المنتشرة على مداخل البلدة، وذلك نتيجة لتخلّي عدد كبير من العناصر عن اللواء وفرار بعضهم الآخر إلى خارج البلاد، إضافة إلى قطع الرواتب الشهرية عنهم، نظراً لأنّ عدد كبير منهم كانوا يضعون شبان مدنيين مكانهم خلال الحراسة، مقابل نصف المنحة المالية المقدمة من روسيا، مستغلين بذلك الأوضاع الاقتصادية السيئة لدى الشبان وعدم توفر فرص عمل لهم.
يذكر أنّ اللواء الثامن تم تشكليه بقيادة “أحمد العودة” قائد ما كان يسمى “فرقة شباب السنة” التابعة للجيش الحر، بعد سيطرة نظام الأسد على محافظة درعا في تموز 2018، ويضم نحو 1600 عنصراً، معظمهم عناصر سابقين في فصائل الجيش الحر.
وخرج “العودة” في السابع من تشرين الأول 2021، إلى الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، مع وصول عملية التسوية وتسليم السلاح إلى مناطق نفوذه شرق درعا، والتي استثنت مركز قيادة اللواء في مدينة بصرى الشام وبلدة معربة، ليطل في نهاية شهر تشرين الثاني بصور من روسيا دون توضيح سبب تواجده هناك.
وفي 23 حزيران 2020 أعلن “العودة” عن نيته في تشكيل جيش موحد في حوران يضم عدد كبير من المقاتلين “مهمته ليست حماية حوران وحسب بل ليكون الأداة الأقوى لحماية سوريا”، وذلك خلال كلمة ألقاها في مجلس عزاء مقاتليه في مدينة بصرى الشام، والذين قضوا في ال 20 من الشهر ذاته جراء انفجار عبوة ناسفة بحافلة كانت تقلهم على طريق بلدة كحيل بريف درعا الشرقي، فما هو مستقبل المنطقة؟ وأين الجيش الذي تحدث عنه؟
اقرأ أيضاً.. قيادي في اللواء الثامن: اللواء في “مهب الريح” وملفات عناصره في شعبة المخابرات العسكرية