بالتزامن مع مبادرة “حتى آخر خيمة”.. ناشط من درعا يطلق مبادرة لكفالة الأيتام
تجمع أحرار حوران – يوسف المصلح
أطلق ناشط إعلامي من محافظة درعا يوم الجمعة 28 كانون الثاني، مبادرة لمشروع كفالة الأيتام فيها، وذلك في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تمر فيها العائلات وفقدانهم المعيل الوحيد لهم.
وفي التفاصيل قال الناشط الإعلامي المعروف باسم “أبو إلياس البلد” لتجمع أحرار حوران إنّ الفكرة جاءت نظراً للمعاناة الكبيرة التي يمر بها الأيتام والذي وصل عند معظمهم إلى ترك المقاعد الدراسية والانخراط في سوق الأعمال الشاقة، إضافة إلى دفع النساء للعمل بأعمال يصعب على الرجال القيام بها، وذلك من أجل تأمين أدنى مستويات المعيشة.
وأشار في حديثه إلى أنّ توقف عمل المنظمات التي كانت تكفل الأيتام وتساهم في التخفيف عنهم منذ سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018 كان كارثياً وأدى إلى تفاقم المشكلة في ظل ازدياد أعداد الأيتام نتيجة الفلتان الأمني الذي تشهده المنطقة وكثرة حالات الوفاة نتيجة الاغتيالات أو الاعتقالات.
اقرأ أيضاً.. المبادرات الشعبية الحل الذي ينتشل درعا من تحت أنقاضها
“نظراً للقبضة الأمنية التي يفرضها النظام على الناشطين الإعلاميين والمدنيين، نواجه صعوبة كبيرة في عمليات إحصاء الأيتام، ولاسيما أن معظم الإحصائيات أتلفت عند سقوط الجنوب عسكرياً، لكننا نحاول الوصول إلى المكاتب التي كانت تعمل على كفالة الأيتام من الخارج لنحصل على نسخ من تلك الإحصائيات، وبعدها يتم إضافة الأيتام ما بعد تموز 2018” وذلك بحسب المصدر.
وفي سياق الحملة، أوضح “أبو إلياس” أنّ المبادرة انطلقت من منشور على صفحته الشخصية في تطبيق “فيسبوك” واستهدفت المعارف الشخصية، متمنياً أن تزداد رقعة تأثيرها خلال الأيام القادمة من أجل تغطية أكبر عدد من الأيتام الأشد فقراً.
وأضاف أن “المبادرة شخصية لا تمثلها أي جهة، ولا أتسلم شخصياً مبالغ مالية من أي طرف، المتبرع يتواصل مباشرة مع العائلة المستهدفة، ويكمن دوري في توجيه المتبرع إلى الأيتام الأكثر تضرراً في الوقت الراهن من خلال تأمين تواصل معهم”.
“وغطّت المبادرة في اليوم الأول كفالة 5 أيتام بشكل دائم في محافظة درعا، إضافة إلى إرسال مبالغ مالية إسعافية لـ 10 أيتام حتى انتهاء فصل الشتاء، وتلقينا وعود لكفالة 22 آخرين خلال الأيام المقبلة”، وفق أبو إلياس.
ويتمنى “أبو إلياس” أن يتم تغطية جميع الأيتام الذين فقدوا معيلهم الوحيد في محافظة درعا، لتتوجه بعدها المبادرات إلى مرضى السرطان الذين يتكلّفون مبالغ مالية طائلة مقابل العلاج، بالإضافة إلى الحالات الإنسانية شديدة الفقر تدريجياً.
وتعاني العائلات في مناطق سيطرة النظام من تردي الأوضاع المعيشية التي تتزايد بشكل ملحوظ نتيجة عجز النظام عن دعم الاقتصاد ومساهمته في تأجيج الأزمة من خلال القرارات المتتالية لرفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية في ظل تدني الأجور الشهرية واليومية وتصنيف 80% من العائلات السورية تحت مستوى خط الفقر.
وسبق أن أطلق مغتربون من بلدة معربة بريف درعا الشرقي في تشرين الثاني 2020 حملة لكفالة العائلات الأشد فقراً في البلدة، حيث غطت الحملة خلال الشهر الأول من انطلاقها 72 عائلة، و 135 عائلة خلال الشهر الثاني.
وتبقى المبادرات الشعبية هي الحل الوحيد الذي ينتشل درعا من تحت أنقاضها، ولاسيما بعد توقف عشرات المنظمات والجمعيات الإغاثية عن عملها في الجنوب السوري، حيث عمدت المبادرات بجانب ذلك إلى ترميم المشافي والمدارس والمرافق الخدمية.
اقرأ أيضاً.. جهود شعبية لا تنقذ تدهور القطاع الصحي بدرعا
وسبق أن أعلن فريق ملهم التطوعي عن حملة حملت اسم ”حتى آخر خيمة” في 23 كانون الثاني الجاري، لنقل العائلات السورية المهجّرة في مخيمات الشمال السوري إلى وحدات سكنيّة تنهي معاناتهم وتوفر لهم الدفء في ظل انخفاض درجات الحرارة والعواصف الثلجيّة التي تضرب الشمال السوري.
وانطلقت الحملة بعد مقطع مصور نشره الفريق، لسيدة مسنة تطلب إنقاذ أهالي المخيم الذي غطته الثلوج بنقلهم إلى بيوت، مما أثار تفاعلاً كبيراً، وسلّط الضوء على ضرورة تقديم حل جذري ينهي معاناة النازحين في المخيمات، وفق ما قاله الفريق.
ونجح الفريق بجمع أكثر من مليوني دولار لإيواء أكثر من 500 عائلة مهجّرة في الشمال السوري.