ما أسباب قلة المياه في بلدة معربة شرقي درعا؟
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
يعاني أهالي بلدة معربة في ريف درعا الشرقي من نقص كبير في مياه الشرب التي تضخ إليهم عبر شبكات المياه الرئيسية في البلدة والتي تزداد يوماً تلو الآخر، في ظل ارتفاع أسعار المياه من الآبار الخاصة.
وقال “علي المقداد” اسم مستعار لأحد أبناء البلدة ، أن المياه لم تصل إلى منزله الواقع جنوب البلدة منذ شهرين، في حين أن بعض الأحياء الأخرى تصلها المياه بشكل دوري ولفترات طويلة تصل إلى أكثر من 14 ساعة.
وأوضح “المقداد” أن السبب في ذلك يعود إلى فساد موظفي المياه في البلدة ودخول الوساطات والمحسوبيات، فضلاً عن الرشاوى التي يتقاضوها من بعض الأحياء ليأخذوا حصص أحياء أخرى، مشيراً أنه يتم جمع مبالغ مالية من كل منزل لصالح موظف المياه بحجة عدم اكتفائه بالأجر الشهري الذي يتقاضاه من وظيفته، ومن يدفع أكثر يأخذ مياه أكثر.
وأشار “المقداد” إلى أن أهالي البلدة قدموا شكاوي عديدة للمجلس البلدي فيها لكن المجلس لم يضع حداً لهذه التجاوزات، مشدداً على مشاركة المجلس للموظفين في عمليات الفساد.
اقرأ أيضاً.. أهالي معربة بين مطرقة الإهمال وسندان الفساد!
وبدوره، عزا أحد المسؤولين في البلدة أسباب قلة المياه إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وعدم انتظامه على لوحات الآبار الكهربائية ما يسبب الكثير من الأعطال، وبالتالي توقف البئر لعدة أيام حتى يتم رفعه وإصلاحه ومن ثم إعادة تركيبه.
وسبق أن أطلق أهالي البلدة ومغتربيها في آب 2021 حملة لجمع التبرعات، وذلك من أجل شراء قطعة أرض لتشييد بئر ماء جديد ورفده بالشبكة الرئيسية التي تغذي أحياء البلدة، بعد حصولهم على موافقة من مجلس محافظة درعا نتيجة للحاجة الملحة لوجود بئر ثالث في البلدة، من أجل تخفيف معاناة السكان الناجمة عن شح المياه.
ولكن سرعان ما اصطدم المشروع بعائق ارتفاع الأسعار وتأرجحها بشكل مستمر، حيث أن الحملة غطت فقط ثمن قطعة الأرض في حين تكفل شخصاً واحداً بحفر البئر وتغطيته بكافة المستلزمات كالغاطسة والأنابيب المعدنية، الأمر الذي ضاعف القيمة المتفق عليها أثناء تبرعه.
اقرأ أيضاً.. النظام يمنح الترخيص لتشييد البئر.. والأهالي يتحملون التكلفة!
ويشتكي أهالي البلدة من ندرة وصول التيار الكهربائي ومياه الشرب إلى منازلهم، نتيجة بيعهما من قبل قيادات عسكرية محلية في اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من قبل روسيا، لأصحاب المشاريع والمعامل وآبار المياه الخاصة، ومزارع الدواجن، ومكابس الطوب مقابل مبالغ مالية ضخمة تسلم لهم شهرياً.