سورية دولة عجوز.. والهجرة مستمرة
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
ما تزال قوات النظام والميليشيات المدعومة من قبل إيران في محافظة درعا، تضيق الخناق على الشبان فيها لدفعهم إلى الهجرة خارج البلاد، وذلك من خلال سلسلة من الانتهاكات التي تنفذها بحقهم وأهمها عمليات الملاحقة والاغتيال.
واضطر آلاف الشبان من مختلف قرى وبلدات المحافظة وخاصة في الريف الغربي منذ سيطرة النظام على درعا في منتصف 2018 إلى مغادرة البلاد هرباً من الواقع الأمني والاقتصادي الذي تفرضه تلك الميليشيات.
وفي هذا الصدد قال قيادي سابق في فصائل المعارضة لتجمع أحرار حوران إن الميليشيات المدعومة من قبل إيران تعمل على دفع الشبان للهجرة عبر محورين أحدهما الضغط عليهم من خلال عدم الاستقرار الأمني وتنفيذ سلسلة من الاغتيالات بحق مدنيين وعسكريين سابقين في الجيش الحر، أو تنفيذ عمليات اعتقال على الحواجز المنتشرة في المحافظة والتي تطورت مؤخراً إلى عمليات اقتحام ومداهمة.
بينما تركز في محورها الآخر على تسهيل طرق التهريب البشرية سواء إلى لبنان والذي تعتبر ميليشيا حزب الله اللبناني هي المسؤولة عنه، أو إلى الشمال السوري عبر ضباط النظام المتعاونين مع إيران، وذلك لقاء مبالغ مالية تمول نفسها عبرها وتزيد من رقعة المتعاونين معها، بحسب القيادي.
اقرأ أيضاً.. درعا: حملة اعتقالات جديدة.. تصفية حسابات أم مخاوف؟
وأوضح القيادي الذي يتحفظ تجمع أحرار حوران عن ذكر اسمه لأسباب أمنية أن الهدف واحد في كلا المحورين وهو رغبة إيران القوية في بسط نفوذها على درعا والقنيطرة من دون وجود تهديد حقيقي من فئة الشباب والتي كانت هي الفعّالة خلال سنوات الثورة السورية، حيث تدرك إيران أن الجنوب السوري يحوي الآلاف من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية ومعظمهم يرفض الانضمام إلى فروع النظام الأمنية والميليشيات التي تعمل إيران على توسيع نفوذها في المنطقة.
وتابع، يدرك كلاً من النظام وإيران أن تلك الفئة قد تعود إلى تهديد وجودها في المنطقة وإفشال مشاريعها التوسعية في حال لاقت الظروف والدعم المناسب، خاصة مع وجود قياديين وعناصر سابقين من الجيش الحر رفضوا الخروج في قوافل التهجير عام 2018، وما زالوا مخلصين للثورة السورية، ووجود مجموعات مسلحة تستهدف عناصرهم بين الحين والآخر الأمر الذي قد يزيد أعداد هذه المجموعات.
وفي تموز 2021 انطلق أكثر من ألفي مهاجر من مدينة نوى غربي درعا في قوافل شبه يومية إلى خارج سوريا هرباً من الواقع الأمني وسوء الأوضاع الاقتصادية وعدم توفر فرص عمل، بحثاً عن حياة جديدة وبعيدة عن الممارسات القمعية التي تنفذها قوات النظام والميليشيات في المنطقة.
اقرأ أيضاً.. كيف تعمل إيران على تحويل الجنوب السوري لضاحية جنوبية ثانية؟
وأوضح “محمد الصفدي” (25 عاماً) في حديثه لتجمع أحرار حوران، أنه كان أمام ثلاثة خيارات أحلاهما مر، الأول البقاء في مدينته مما يشكل خطراً عليه كونه عنصراً سابقاً في فصائل الجيش الحر مما يرجح أنه على قوائم الاغتيالات أو الاعتقال، والثاني إجباره على الالتحاق في الميليشيات الأمنية وتنفيذ انتهاكات بحق أبناء وطنه، في حين اختار الثالث وهو مغادرة البلاد.
وسجل مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران 636 قتيلاً خلال عام 2021، ويشمل ذلك على من قتل في محافظة درعا، بغض النظر عن مكان توّلده، بما فيهم قتلى الجنايات، وقتلى قوات النظام في درعا، بالإضافة إلى أبناء محافظة درعا ممن قتلوا خارجها.