بعد اشتباكات استمرّت لساعات.. اللواء الثامن يتدخل وبوادر اتفاق!
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
أفاد قيادي في اللواء الثامن في درعا لتجمع أحرار حوران بالتوصّل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح خمسة عناصر من قوات النظام جرى أسرهم في الحي الغربي لمدينة جاسم، صباح اليوم الثلاثاء 15 آذار، بعد اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين محليين مطلوبين للنظام، مقابل سحب النظام للتعزيزات العسكرية التي وصلت إلى المدينة ظهرًا.
وأوضح القيادي بأنّ اللواء الثامن دخل كوسيط بين وجهاء مدينة جاسم وضباط النظام خلال اجتماع عقد في مقر الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بعد ظهر اليوم.
وأشار إلى أن ضباط فرع أمن الدولة هددوا خلال الاجتماع بقصف أحياء مدينة جاسم ومن ثم اقتحامها في حال عدم إطلاق سراح أسرى النظام الخمسة، وإعادة الآليات العسكرية التي استولى عليها مقاتلون محليّون في المدينة صباح اليوم.
وأشار إلى أن ضباط النظام طالبوا الوفد المفاوض بتسليم مجموعة من الأشخاص مطلوبين لأجهزة النظام الأمنية، الأمر الذي لاقاه الوفد بالرفض القاطع.
وفي السياق ذاته، لفت القيادي في حديثه إلى أن الوفد المفاوض حمّل النظام مسؤولية الاشتباكات التي جرت اليوم، كون دخولهم كان غير مبرر إلى المدينة ودون التنسيق مع المجموعات المحلية فيها.
وكان مقاتلون محليّون من أبناء مدينة جاسم تصدوا لمحاولة اقتحام دورية أمنية مشتركة الأحياء الغربية لمدينة جاسم فجر اليوم الخميس، لتدور اشتباكات عنيفة فيما بينهم أسفرت عن سقوط أكثر من 10 قتلى لقوات النظام والعديد من الجرحى، بالإضافة لعطب ثلاث آليات بشكل كامل.
وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد مدني برصاص طائش نتيجة الاشتباكات في الحي الغربي لمدينة جاسم، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وكانت قوات النظام قد استقدمت تعزيزات عسكرية مؤلفة من سيارات زيل مليئة بالعناصر، وأخرى تحمل رشاشات مضادة للطائرات من عيار 23، إلى مقر عمليات فرع أمن الدولة في المركز الثقافي بمدينة جاسم، من عدة مواقع عسكرية في محيط الصنمين وأخرى من كتيبة جدية واللواء 15 شرقي مدينة انخل.
ويعرف عن جهاز أمن الدولة بأنه مدعوم من قبل ميليشيات إيرانية، خاصة مع تكرار عمليات المداهمة في مدينة جاسم، الأمر الذي يُسفر عن توترات أمنية كبيرة في المنطقة، وحالة من الفوضى والهلع والخوف لدى الأهالي، خاصة مع تعليق الدوام المدرسي في مدينة جاسم نتيجة اقتحام قوات النظام وقوع الاشتباكات المسلحة.
وسبق أن هدد نظام الأسد في تشرين الأول 2021 باقتحام المدينة وقصفها بالمدفعية في حال لم تُسلّم 200 قطعة سلاح كشرط لإجراء التسوية فيها، والتي جرت في 3 من تشرين الأول 2021، بعد التوصل لاتفاق.
وتشهد محافظة درعا فلتان أمني كبير في ظل استمرار عمليات الاغتيال الموجهة والتي تستهدف عناصر سابقين في فصائل المعارضة أو عناصر تابعين للنظام وعملاء للأجهزة الأمنية، حيث تشير أصابع الاتهام في كثير من الأحيان للمليشيات الإيرانية التي تحاول من خلال هذه العمليات تثبيت نفوذها وإحكام قبضتها بشكل أكبر على المنطقة.