الجمعيات الخيرية.. قوة إيران الناعمة في سوريا
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
تعتبر جمعية الزهراء في درعا، أحد أوجه القوة الإيرانية الناعمة في سورية، حيث يعمل الإيرانيون في سورية بطرق متعددة، منها القوة العسكرية عبر الميليشيات، ومنها القوة الناعمة وهي الأخطر على السوريين وتتم من خلال الجمعيات “الخيرية”.
تأسست جمعية الزهراء في حلب في العام 2013، بدوافع خيرية معلنة، تستهدف علاج الجرحى وتقديم المساعدات الإنسانية، وهي أحد أهم البوابات التي تدخل منها إيران، لكنها لم تتمكن من دخول محافظة درعا حتى استعاد النظام السيطرة عليها في تموز/يوليو 2018، بعد اتفاق التسوية.
متى تأسست الجمعية في درعا؟
افتتحت جمعية الزهراء في مدينة درعا، نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2018، من قبل ممثل الخامنئي في سوريا، “آية الله أبو الفضل الطبطبائي”، حيث ضمت في إدارتها كلًا من، محمد الصيدلي، وهو من الطائفة الشيعية من أبناء مدينة درعا، ونائبه عاطف شحادة الطلب.
وتهدف الجمعية من الناحية الشكلية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفقراء ودعم الحالات الإنسانية التي تحتاج للعلاج الطبي والعمليات الجراحية، لكن في الحقيقة تعمل لأهداف على المدى البعيد، أهمها نشر التشيع في محافظة درعا، وفي سبيل ذلك تقوم بضخ أموال كبيرة، بالإضافة إلى الإشراف على شراء العقارات، وأيضا تقوم بأعمال أمنية، من خلال التنسيق مع الفرقة الرابعة ومكتب الأمن التابع لها، والمشاركة في بعض العمليات الأمنية من خلال ذراعها الأمني المعروف بـ”أسود جمعية الزهراء”، والذين شاركوا في حملة على بلدة الكرك الشرقي في ريف درعا الشرقي أواخر العام 2020.
نشاطات الجمعية
تعمل جمعية الزهراء في نشاطات تختلف عن جمعية البستان، وترتبط بمكتب ممثل الخامنئي مباشرة، فيما ترتبط البستان بالحرس الثوري الإيراني، وهناك أهداف أساسية للجمعية.
ومن أبرز أهدافها الإشراف على عمليات التشيع في المحافظة، حيث ترتبط الجمعية بعلاقة وثيقة مع مديرية أوقاف درعا، حيث كان مدير أوقاف محافظتي درعا والسويداء “أحمد الصيادي” في مقدمة مستقبلي الطبطبائي، ومن المرحبين بافتتاح الجمعية عام 2018.
وكان من بين مستقبلي الطبطبائي كلاً من مفتي درعا “بسام المسالمة”، ومدير الزراعة بدرعا “عبدالفتاح الرحال”، وشخصيات عسكرية أخرى.
وفي هذا السياق، حصل “تجمع أحرار حوران” على معلومات تشير إلى أن مديرية الأوقاف في درعا تقوم بإرسال عدد من خطباء وأئمة المساجد لحضور دورات ثقافية دينية، تنظمها المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق، والواقعة بالقرب من ساحة المرجة.
اقرأ أيضاً.. هل تسعى إيران للسيطرة على مديرية أوقاف درعا ؟
وقد أكد أحد خطباء المساجد في ريف درعا الشرقي، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لتجمع أحرار حوران، أنه حضر دورة لمدة 15 يوم في المستشارية الإيرانية، تضمنت محاضرات حول الفقه في المذهب الشيعي، وتم توزيع مكتبة من الكتب الفقهية للمذهب للحضور في نهاية الدورة.
وللجمعية علاقة في التنسيق لعمليات التشيع، مع مجموعات نشر التشيع الموجودة في بلدة قرفا في ريف درعا الأوسط، والتي تقوم بالتنسيق معها حالياً من أجل التحضير لتوزيع وجبات إفطار خلال شهر رمضان المقبل.
من جهة ثانية، تعمل الجمعية، من خلال بعض أعضائها على شراء العقارات لمصلحة مكتب الخامنئي في سوريا، حيث تقوم الجمعية بتمويل عمليات الشراء، وخاصة في مدينة درعا، وعلى الأوتوستراد الدولي، وفي محيط مدينة درعا.
وأبرز من يقوم بعمليات الشراء “عاطف الطلب” وهو من سكان مدينة درعا، وهو تاجر عقارات قديم، وتربطه علاقات قوية بالأجهزة الأمنية، وخاصة بفرع الأمن العسكري.
وتتم عمليات الشراء والتسجيل بأسماء أشخاص محليين، وبتسهيل من دائرة السجل العقاري في مديرية العقارات في المحافظة التي باتت أحد أهم بؤر الفساد.
جمعية الزهراء والفرقة الرابعة
ترتبط جمعية الزهراء، مع الفرقة الرابعة، من خلال رئيسها محمد الصيدلي، وبرز الارتباط بشكل كبير خلال الحملة العسكرية الأخيرة على درعا البلد، حيث اتخذت الفرقة الرابعة من “فيلا” تعود للصيدلي في ضاحية درعا، غرفة عمليات لها، إضافة إلى مقرات لقوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة، ولمكتب أمن الرابعة، وقوات أسود العراق في أبراج الضاحية، القريبة من غرفة العمليات الرئيسية.
وتشير معلومات، إلى أن الجمعية تعمل على تجنيد عناصر من أبناء المحافظة في جناحها العسكري “أسود جمعية الزهراء”، حيث يتم إيكال مهام أمنية لهم تتعلق بإجراء دراسات لمصلحة مكتب أمن الفرقة الرابعة، والإشراف على تنفيذ بعض عمليات الاغتيال.
ومن الجدير بالذكر، أن إيران تسعى بكل قوة للبقاء جنوب سوريا، للاستفادة من جغرافيا المنطقة، التي تعتبر البوابة الكبرى للخليج العربي، وللضغط على إسرائيل من خلال وجودها بالقرب من حدود الجولان المحتل، كما تعمل على شن حرب دينية وثقافية من شأنها إحداث تغيير سلبي في مكونات المحافظة.