“سوتشي” إذا ما عقد .. سيكون خنجراً قاتلاً للثورة !
تجمع أحرار حوران – أبو ربيع الحوراني
لم تكتفِ روسيا بتدخلها السافر في الشأن السوري وعدوانها العسكري المستمر والمعلن إلى جانب النظام المجرم في حربه الدموية ضد شعبه فحسب، بل راحت تسعى وبكل وقاحة لقطف ثمار هذا العدوان سياسياً من خلال مؤتمرات كثيرة دعت إليها كان آخرها وأخطرها على الإطلاق مؤتمر “سوتشي” الذي تحاول من خلاله فرض حلول سياسية وفق رؤيتها الخاصة تهدف للقضاء على الثورة والإبقاء على النظام المجرم لضمان بقاء مصالحها.
يأتي هذا رغم التصريحات المتكررة لبعض المسؤولين الروس بأن مهمتهم في سوريا تنتهي بانتهاء حملتهم العسكرية للقضاء على “الإرهاب” ، إلا أن السياسة الروسية القذرة استلمت زمام الأمور وبدأت تستقطب دون عناء بعض “المعارضات السورية” المصنعة مخابراتياً والتي تدور في فلك النظام وتسويقها على أنها هي من تمثل إرادة الشعب السوري في محاولة منها لخداع المجتمع الدولي وتمرير مخططاتها الخبيثة.
هذه المخططات التي تتقاطع بلا شك مع تطلعات النظام ورؤيته للحل من خلال الإبقاء على “الأسد” المجرم ونظام حكمه المستبد في عملية التفاف وقحة على القراراتِ الدولية لإنهاء الثورة ، محاولة بذلك تسويق نفسها على أنها هي الراعي الوحيد لمصالح الشعب السوري ، هذا الشعب الذي أمعنت في قتله وتشريده وتهجيره خدمة “للأسد” وأركان حكمه.
وتحاول روسيا من خلال مؤتمر “سوتشي” ايصال رسالة مزيفة للغرب بأنها قد انتصرت في حربها على “الإرهاب” وتسعى الآن لإيجاد حلول سياسية من خلال احتواء السوريين للتحاور فيما بينهم لإضفاء صفة الشرعية على النظام المجرم وإنهاء ملف الثورة لأنها لم تقتنع بعد ولا تريد أن تقتنع بأن ما يجري في سوريا هي ثورة شعب على نظام مجرم وفاسد.
وقد رفضت قوى الثورة والمعارضة المشاركة بمؤتمر “سوتشي” انطلاقاً من ثوابتها الراسخة وإيماناً بعدالة قضيتها تجاه شعبها والدماء التي سالت من أجل نيله الحرية ورحيل النظام، معتبرة أن مساعي روسيا ليست سوى محاولة مكشوفة للالتفاف على إرادة الشعب السوري، وسحب ملف الثورة من التداول في المحافل الدولية والتهرب من الاستحقاقات الدولية التي تتمثل بالقرارين 2254 / 2118 وإعادة فرض وتثبيت نظام الأسد من جديد كنظام “شرعي”.
ورغم رفض هذه القوى المشاركة بهذا المؤتمر إلا أن روسيا ما زالت تصر على عقده “بمن حضر” في عملية تهميش واضحة ، هدفها تمرير مخططاتها بكل يسر وسهولة ودون منغصات، وهو ما تسعى إليه مع حليفتها إيران من خلال التنسيق عالي المستوى بينهما لإضفاء صفة الشرعية على هذا المؤتمر كبديل لـ “جنيف” وذلك للتهرب من القرارات الدولية وطمس الحقائق للتغطية على الجرائم التي ارتكبتها مع إيران بحق الشعب السوري على مدار سنين مضت.
وقد استطاعت روسيا مؤخراً من إقناع الولايات المتحدة بصحة رؤيتها تجاه الحل في سوريا، وبجدوى مؤتمر “سوتشي” وهذا ما بدا واضحاً من خلال البيان المشترك الذي صدر في أعقاب اللقاء الذي جمع “بوتين” و “ترامب” وما تبعه من تصريحات لترامب طالب من خلالها أطراف النزاع في سوريا بضرورة الانخراط بعملية السلام، في إشارة أمريكة واضحة بقبولها الطرح والرؤية الروسية بكل تفاصيلها، وهذا مؤشر خطير للموقف الأمريكي تجاه الثورة السورية.
وعلى المعارضة السورية أن تعي وتدرك مدى الخطر الذي ينتظرها من خلال مؤتمر “سوتشي” القادم الذي تسعى روسيا وإيران من خلاله سحب الشرعية من قوى الثورة والمعارضة، والإمساك بورقة الحل السياسي، ما يشكل خطراً كبيراً يهدد مستقبل الثورة إذا ما تبنت الأمم المتحدة هذا المؤتمر بمخرجاته كمسار سياسي جديد بديلاً عن جنيف .!!
تنويه : المقال يعبر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.