درعا قبل جريمة الحراك ليست كما بعدها
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
في الحادي عشر من آذار /مارس نشر تجمع أحرار حوران تقريراً بعنوان “رحى المخدرات تطحن الشباب في درعا… وجرائم بالجملة” وبعد أقل من شهر على نشر التقرير شهدت المحافظة أكثر من جريمة قتل عن سابق الإصرار والتصميم، أكثر تلك الجرائم بشاعة، تلك التي وقعت في مدينة الحراك شرقي درعا، والتي راح ضحيتها طفلين أصغرهم لم يتجاوز الستة أشهر، وبعد ساعات على الجريمة أعلنت قوات النظام القبض على الفاعل في أحد فنادق العاصمة دمشق، والذي كان يتخذه المجرم محطة للهرب إلى إحدى المحافظات البعيدة.
وبعد يوم واحد من إلقاء القبض على المجرم بثت وسائل إعلام النظام اعترافاته، من دون الحديث عن تعاطيه للمخدرات أو الأسباب التي أوصلت شاب في العشرين من عمره للقتل والسرقة وربما محاولة الاغتصاب، حيث تحاول ماكينة النظام الإعلامية غض الطرف عن كل ما له علاقة بالمواد المخدرة، وتتعاطى مع تلك المواضيع بحذر شديد وبتعليمات صارمة تتلقاها من مخابرات النظام وحلفائه الإيرانيين أصحاب المسؤولية المباشرة عن نقل وتصنيع وتهريب تلك السموم.
اقرأ أيضاً.. الجنوب السوري.. محطة تزويد الأردن والخليج بالمخدرات
تعتبر جريمة الحراك من أفظع الجرائم التي ارتكبت خلال الأشهر القليلة الماضية، فالضحايا جميعهم أطفال، والمجرم في سنّ شبابه الأولى.
أن يتحول حدث مثل هذه الجريمة إلى تاريخ أمر ليس مستبعد، وأن تقارن الجرائم التي تلي جريمة الحراك بها أيضاً مقبول، سيقارن الأهالي هناك بين جريمة ما وجريمة الحراك أيهما أقل فظاعة وأي المجرمين كان أكثر رحمة بضحاياه، فحدود النقاش لن تتجاوز ما يُعتبر خطوطاً حمراء، ولن يسمح النظام بالخوض بأسباب الجرائم ولن يسمح أيضاً بالقصاص من المجرم، فالمصلحة تقتضي أن تستمر الجريمة، وأن تكون سبباً في إشغال الناس بعضهم ببعض وطلب النجدة من النظام وحلفائه الذين ساهموا في نشر الفوضى وإيصال المجتمع إلى ما وصل إليه عبر تلك السموم التي يسهل الاتجار بها وترويجها.
اقرأ أيضاً.. أهالي الحراك يستفيقون على جريمة بشعة بحق ثلاثة أطفال!
قبل أحد عشر عاماً كان هناك أسباب موضوعية للثورة بعضها يتعلق بالعوامل الاقتصادية والخدمية، لكن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي كانت وعلى علّاتها باتت رحمة مقارنة بمئات الأسباب التي تستوجب الثورة اليوم، والثأر لضحايا لم يكن لهم ذنب سوى أنهم ولدوا في بقعة جغرافية تسيطر عليها عصابة أدخلت عصابات جديدة إليها.