نقل ميليشيات إيرانية من درعا إلى ريف حمص
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
تعيش محافظة درعا منذ التسوية الثانية في أيلول 2021 حالة من الفلتان الأمني، حيث تشترك عدة جهات بإشعال المحافظة بعمليات الاغتيال، وتنفيذ عملية اعتقالات في فترات متفاوتة، وذلك في سبيل بسط إيران سيطرتها على المحافظة الأهم جنوب سوريا.
اغتيالات جديدة ما الهدف منها؟
شهدت محافظة درعا منذ مطلع شهر نيسان الجاري 10 عمليات ومحاولات اغتيال، استهدفت أشخاصًا من خلفيات مختلفة، حيث استهدفت عملية اغتيال القيادي في قوات العرين المدعومة من قبل إيران “وسيم أبو حوبي” عبر زرع عبوة ناسفة بسيارته في مدينة درعا، قامت وحدات الهندسة التابعة للنظام بتفكيكها من سيارته دون تسجيل إصابات.
ويعد أبو حوبي المرافق الأبرز للقيادي “وسيم المسالمة” متزعم قوات العرين، الذراع العسكري لجمعية البستان المدعومة من قبل إيران.
كما طالت عملية اغتيال في حي البحار بدرعا البلد، القيادي السابق في فصائل المعارضة، محمد المسالمة، المعروف محليًا بـ”هفو”، من خلال تفجير عبوة ناسفة بسيارته، ما أدى لإصابته بجروح.
ويعد المسالمة من أبرز المطلوبين للنظام السوري، حيث يتهمه النظام السوري بالانتماء لتنظيم داعش.
عملية اغتيال أخرى، في بلدة أم ولد في ريف درعا الشرقي، استهدفت القيادي التابع للمخابرات الجوية “محمد علي اللحام” الملقب بـ (أبو علي)، لكنه نجا منها فيما أصيب مرافقه محمد معروف بجروح.
ويوم الخميس الفائت جرت محاولة اغتيال القيادي المحلي في الأمن العسكري “أيسر الحريري” في حي القصور في مدينة درعا، ضمن المربع الأمني، وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها الحريري لمحاولة اغتيال.
اقرأ أيضاً.. التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر آذار/مارس 2022
وحسب مصادر لـ”تجمع أحرار حوران” فإن الجهات الأمنية في محافظة درعا والمرتبطة بالميليشيات الإيرانية تحاول خلال الفترة الحالية الإبقاء على حالة من الترقب والرعب بين أهالي المحافظة، كي لا تشهد أي تحركات مناوئة للوجود الإيراني.
وأضاف المصدر أن هناك تحركات شهدتها الميليشيات الإيرانية في مناطق مختلفة في سوريا، منها انتقال عدد من عناصر هذه الميليشيات وخاصة مقاتلي حزب الله، من مناطق مختلفة باتجاه بلدة مهين في ريف حمص الشرقي، وذلك على خلفية قيام القوات الروسية بتسليم مستودعات مهين العسكرية إلى إيران، والتي تعتبر المستودعات الأكبر في سوريا، ولذلك ومن خلال هذه الاغتيالات تحاول الميليشيات الإيرانية لفت الرأي العام إليها لإشغاله عما يجري حاليًا في مهين، لذلك تستهدف عمليات الاغتيال شخصيات متنوعة التوجه، لكن يجمع بينها أنها تنحدر جميعها من محافظة درعا.
اعتقالات نهاية التسوية.. تمهيد لتهجير من تبقى!
مع نهاية مدة التأجيل للخدمة العسكرية للمتخلفين من أبناء درعا في نيسان 2021، والتي كانت مدتها عام كامل، بدأت حواجز النظام الأمنية بالتدقيق على فئة الشبان ممن هم في سن الخدمة الإلزامية، حيث انتهت مع بداية نيسان الحالي فترة التأجيل الممنوحة لأبناء المحافظة، لتضعهم أمام خيارين، الأول الالتحاق بالخدمة العسكرية، أو التخلف عنها وتحول من يتخلف إلى مطلوب لتتم ملاحقته أمنيًا من جديد.
ولكن حسب المعطيات على الأرض، فإن النظام يقوم في كل عام وبعد نهاية مد التأجيل بمنح تأجيل آخر يترافق مع منح أذون للسفر، وهذا ما فعله في العام الماضي، حيث عمم في 17 أيار/مايو 2021 على شعبة التجنيد في درعا بمنح أذن سفر للمؤجلين عامًا كاملًا، وحسب مراقبين فإن النظام سيقوم بتكرار نفس الآلية خلال الشهرين القادمين.
وفي 6 نيسان الجاري، قال مراسل تجمع أحرار حوران إنّ حاجز منكت الحطب أجرى عمليات تدقيق كبيرة على الهويات الشخصية وأوراق التسوية للمارّين خلاله بهدف الإمساك بالشبان المتخلّفين الذين انتهت مدة تأجيلهم للخدمة العسكرية.
يرى مختصون أن أسلوب دفع فئة الشبان للسفر أو الهجرة من محافظة درعا، بطريقة نظامية كان الخيار الأفضل للنظام السوري وبدفع مباشر من إيران، التي تسعى لتفريغ الجنوب السوري من الفئة القادرة على مقاومتها، لاستكمال مشروعها في بسط السيطرة على الجنوب، والسيطرة على البوابة العربية نحو السعودية ودول الخليج، والاقتراب ما أمكن من حدود الجولان المحتل، لتكون بيدها ورقة ضغط في أي مفاوضات مع الغرب، أو أي مفاوضات تتعلق بوجودها في سوريا.
اقرأ أيضاً.. كيف تعمل إيران على تحويل الجنوب السوري لضاحية جنوبية ثانية؟
وبالإضافة لذلك فإن النظام، وعلى الصعيد الاقتصادي يستفيد بشكل كبير من خلال منح جوازات السفر، خاصة مع إعلان مديرية الهجرة والجوازات قبل أيام عن قرب وصول المواد الأساسية لطباعة جوازات السفر، إضافة إلى الرشاوى التي تدفع خلال عملية استخراج الجوازات، أو خلال عملية التأجيل للخدمة الإلزامية.
ويسعى الشبان من أبناء المحافظة إلى مغادرتها، وتعتبر لبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة وإقليم كوردستان العراق أبرز الوجهات التي يقصدها أبناء المحافظة في محاولة لإيجاد بيئة لعمل وحياة أفضل، فيما تستمر إيران بالتغلغل في الجنوب في محاولة لتحويله ضاحية جنوبية أخرى.