متى سيأتي الرد على الغارات الإسرائيلية؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
شنّت مقاتلات إسرائيلية غارات جوية على مواقع للنظام السوري والميليشيات الإيرانية المتمركزة في مصياف بريف حماة، يوم السبت 9 نيسان/أبريل، أسفرت عن دمار بعض المواقع التي تسيطر عليها تلك الميليشيات.
الغارات الإسرائيلية هي الأولى بعد تسلم قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء “تومر بار” منصبه قبل أيام، لكنها لن تكون الأخيرة بحسب الوقائع التي تشير إلى ازدياد نفوذ إيران في سورية بعد انشغال القوات الروسية في حرب أوكرانيا.
سبق تلك الغارات تحصين إيراني لبعض المواقع في المنطقة المستهدفة، وتجهيز مواقع أخرى لتكون مستودعات لأسلحتها ومواقع لميليشياتها.
وكعادة النظام وحليفه الإيراني تتعامل وسائل الإعلام المحلية مع الخبر على انتهاك إسرائيلي لمواقع داخل الأراضي السورية من دون الإشارة إلى طبيعية تلك المواقع، وتجنب ذكر أعداد القتلى والجرحى وجنسياتهم ،بالإضافة لإقحام جملة تصدت دفاعاتنا الجوية لعدوان إسرائيلي ضمن الخبر.
والواقع أن تلك الدفاعات سبق لها أن تصدت غير مرة القصف الإسرائيلي، لكن المفاجأة كانت بسقوط صواريخ الدفاع الجوي في اربد الأردنية وقبرص اليونانية، ما جعل الرد بحد ذاته مادة دسمة للتهكم والسخرية.
والحقيقة أنّ الرد في مثل هذه الحالة لا يقتصر على النظام، فخسائره تكاد تكون معدومة، إلا من بضع عناصر لم يسبق للنظام أن ادخلهم في حسابات الربح والخسارة، عادة ما تكون خسائر إيران وميليشياتها مضاعفة من تلك الضربات.
مطلع آذار/مارس اعترفت إيران بمقتل اثنين من ضباطها برتبة عقيد في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط مطار دمشق الدولي.
اقرأ أيضاً.. بعد يوم من الغارة الإسرائيلية.. إيران تعترف بخسائرها
الرد الإيراني الخجول جاء بعيداً عن الجولان المحتل التي تتمركز قواتها على بعد مرمى حجر، قصفت إيران محيط السفارة الأمريكية في كردستان العراق، من دون خسائر تذكر جراء تلك العملية.
إيران التي تحاول جاهدة السيطرة على سورية عمومًا والجنوب السوري خصوصًا تبتعد مئات الكيلومترات عن إسرائيل عندما تقرر الرد على مقتل قادتها، وهو ما يعني أن السيطرة على المنطقة لأغراض وغايات بعيدة كل البعد عن معركة مرتقبة أو صدام محتمل مع إسرائيل.
يعزز هذه الفرضية ما فعتله إيران سابقًا، إذ أدخلت مجموعة من الصواريخ قصيرة المدى إلى مدينة جاسم في ريف درعا الغربي، في أيار /مايو 2018 خلال فترة سيطرة المعارضة على المنطقة، كان الهدف من تلك الصواريخ إطلاقها من مناطق سيطرة المعارضة على إسرائيل، وهو رسالة إيرانية في حينها لإسرائيل مفادها أن السماح للوجود الإيراني وسيطرة النظام على المنطقة الجنوبية يقي إسرائيل مصارع السوء وهو ما حدث بعد أقل من شهرين من الحادثة.
إذًا من نافل القول اليوم أن يكون هناك رد حقيقي من النظام وحليفه الإيراني الذي يدعي عدائه الأزلي لإسرائيل، ومن غير المتوقع أن تُقدم إيران على فعل كهذا إطلاقاً من مواقعها في الجنوبين السوري واللبناني، وستبقى الأراضي السورية عرضة للقصف الذي يتناسب وتوسع السيطرة الإيرانية.