متعاطو المخدرات بدرعا.. لا سبيل للعلاج بعيدًا عن المربع الأمني!
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
“صرنا نخاف نمشي بالشارع لحالنا وحتى شوفيرية (سائقين) السيارات صاروا يخافوا يتنقّلوا بين القرى بسبب الخوف من قطع طريقهم وسرقة سياراتهم” هكذا يصف أبو أنس ابن أحياء درعا البلد، الوضع في محافظة درعا كاملة اليوم، مع انتشار المخدرات وازدياد نسبة متعاطييها.
وفي ظل غياب الدور الحكومي لحل آفة انتشار المخدرات وردع المروجين لها، فإن محافظة درعا تغرق أكثر يومًا بعد يوم بهذه الآفة ويبرز ذلك بشكل أوضح في المناطق البعيدة عن المربع الأمني حيث لا وجود لمراكز علاج المدمنين، في حين أنّ نظام الأسد يسهّل للميليشيات الإيرانية المحليّة القيام بمهام ترويج المخدرات وإنتاجها في الجنوب السوري.
ومن جهته أفاد الناشط أبو إلياس البلد لتجمع أحرار حوران، إنّ هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون بعلاج أنفسهم بعد أن سقطوا ضحية لمروجي المخدرات وسوقهم لتعاطيها، لكنهم يمتنعون عن ذلك كونهم مطلوبون للنظام ولا وجود لمراكز لعلاجهم سوى في درعا المحطة حيث تنتشر أفرع النظام الأمنيّة.
لذا يطالب أبو أنس والكثير من أهالي المناطق البعيدة عن نفوذ نظام الأسد والمربع الأمني بإيجاد وتجهيز مراكز لعلاج المتعاطين وإصلاحهم ويشدد في حديثه لتجمع أحرار حوران، إن غياب هذه المراكز من شأنها تضخيم هذه الآفة بدلًا من محاربتها.
ولفت أبو أنس لضرورة وجود مراكز العلاج بعيدة عن المربع الأمني والمراكز الأمنيّة التابعة لنظام الأسد في مدينة درعا ومناطق الريف، لأن معظم الشبّان يتخوفون من التردد لتلك المناطق خوفًا من الاعتقال أو سوقهم للخدمة العسكرية لاسيما بعد انتهاء مهلة التسوية الممنوحة للمتخلفين والمنشقين عن الجيش قبل أيام.
وأكد أبو أنس، إنّ ازدياد الجرائم وعمليات السرقة تمخضت عن انتشار المخدرات بشكل كبير وغير مسبوق في المحافظة، وذلك منذ سيطر نظام الأسد على الجنوب السوري كاملًا في تموز 2018، وهو ما تسبب بوصول إيران وأذرعها إليه وتفعيل نشاطاتهم في إنتاج وترويج المخدرات.
ونهاية نوّه أبو أنس لوجوب لفت أنظار المنظمات الإنسانيّة والطبيّة للسعي من أجل إنشاء مركز لعلاج متعاطي المخدرات بالسرعة القصوى، مضيفًا أنّه أصبح الشخص لا يؤمن على أطفاله ونفسه في الطرقات خوفًا من تعرضه لعملية سرقة أو خطف وابتزاز من قبل عصابات أو أفراد من المتعاطين بغية حصولهم على الأموال لشراء الحشيش والمخدرات.
شاهد أيضًا.. بعد سيطرة النظام وانتشار المخدرات.. جرائم بشعة في درعا
وقبل سيطرة النظام على محافظة درعا، كان عدد من الممرضين والأطباء أنشأوا مركزاً لعلاج المدمنين في بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي وهو الوحيد من نوعه في المحافظة حينها، وشهد المركز إقبالًا كبيرًا من المدمنين خاصة مصابي الحرب الذين كانوا يعانون من إصابات بالغة اضطرّتهم لتناول الحبوب المخدرة ومن ثم تسببت بإدمانهم عليها.
وأُغلق هذا المركز بعد سيطرة النظام، كونه كان بإشراف وحراسة فصائل معارضة إلى جانب أن جميع المعدات الطبية نهبت منه من قبل عناصر النظام الذين عفّشوا جميع المشافي الميدانية والمراكز والنقاط الطبيّة التي أنشأها الأهالي وبعض المنظمات الداعمة التي كانت تنشط تلك الفترة.