سقف الحرية ارتفع في سوريا الأسد!
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
نقلت إذاعة شام اف ام الموالية للنظام السوري تجمع عشرات العائلات بالقرب من جسر الرئيس وسط العاصمة دمشق، وأجرى مراسل الإذاعة مقابلات مع عددٍ من ذوي المعتقلين في سجون النظام.
اللافت هذه المرة أن النظام منح وسائل الإعلام الصلاحية في نقل الحدث، وأعطى الناس حق التعبير عن أوجاعهم، التي ظلت طوال سنوات بعيدة عن الأضواء وممنوع الحديث فيها.
يعتبر النظام قضية المعتقلين من القضايا الأكثر حساسية، ويمنع الحديث عنها عادة، إلا أن الظروف أجبرته هذه المرة، فضيحة مجزرة التضامن أكبر من أن تصفها كلمات.
والحق أن انتشارها كالنار في الهشيم داخل سوريا وخارجها، دفع بعض الموالين للنظام المطالبة بمحاسبة مرتكبيها، ما يعني صراحة بداية تململ الحاضنة الشعبية، وتجاوزها الخطوط الحمراء التي يحرم النظام على أتابعه الخوض فيها.
ولا شك أنّ النظام قد قبل مكرهاً أن تنقل وسائل إعلامه حدث الإفراج عن معتقلين، وترك للأهالي المساحة للحديث عن طول انتظارهم لهذه اللحظة، التي مر عليها 10 سنوات عند البعض.
صحيح أن الحديث في موضوع كهذا ليس مستساغاً ولم تعتد آذان الموالين سماعه من قبل، وهناك حالة من الاستهجان في الأوساط الموالية والمعارضة من السماح لأم أن تقول علانية وسط دمشق أن ابنها مفقود منذ سنوات وهي تنتظر منذ أيام لحظة الإفراج عنه، في حين تطلب سيدة ثانية أن تعرف مصير أقاربها أحياء أم أموات لأنها ما عادت قادرة أن تحتمل.
فقط مثل هذه الأحاديث هي الضامن لعودة الموالين إلى أماكنهم الطبيعية التي ينبغي أن يكونوا فيها، دفاعاً عن الوطن وسيّده!
ولا غرابة أن نقرأ أو نسمع من الأشخاص الذين سبق أن طالبوا بمحاسبة مرتكبي مجزرة التضامن في قادم الأيام عن حكمة الرئيس والحرية التي منحها للمعتقلين بخروجهم من السجن، ولذويهم بالحديث في وسائل الإعلام، هنا فقط يكون النظام قد شعر بالأمان مجدداً، وإلى حين خروج مقاطع جديدة عن مجازر جديدة يعاودا الكرة.