الإدمان ظاهرة لا علاج لها
تجمع أحرار حوران – معاً من أجل درعا
أدت سيطرة النظام على محافظة درعا منتصف عام 2018، بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته فصائل الجيش الحر مع قوات النظام، إلى انتشار المواد المخدرة والحشيش بشكل كبير في المحافظة، وتحويلها إلى مركز لتهريب تلك المواد إلى دول الجوار.
وأدى انتشارها الواسع في المحافظة وسهولة الحصول عليها، إلى تعاطي العديد من الشبان وإدمانهم عليها، ما انعكس سلباً على المجتمع المحلي وارتفاع نسبة الأعمال الإجرامية.
“محمد الفريد” اسم مستعار لشاب من مدينة درعا (26 عاماً)، بدأت معاناته مع الإدمان عندما كان عمره 22 عاماً، وخرج من السجن بعد أن قام والده بتسليمه لفرع الأمن الجنائي بسبب عجزه عن ضبطه أثناء تعاطيه المخدرات.
يروي “الفريد” لتجمع أحرار حوران، “سبب إدماني كان تحريض من أصدقائي وحثي على فوائد المخدرات وكيف بمقدورها تعديل المزاج، مع العلم أنني لم أكن أتناول أي نوع منها ولا حتى السجائر، وما ساعدني على ذلك هي أن المخدرات و بكل أنواعها، كانت تباع بكثرة في المؤسسات التعليمية”.
ويتابع، “أول حبة كبتاغون حصلت عليها كانت بقصد التجربة، حيث قدمها لي أحد أصدقائي في الجامعة، لكن سرعان ما وجدت نفسي أتقاسم معهم ذلك النوع من المخدرات بشكل يومي، والذي طالما كان بالنسبة لي من الكبائر الذي من غير الممكن أن ارتكبها، لأدخل بعدها في مرحلة إدمان استمرت ما يقارب 4 سنوات”.
وأوضح “الفريد”، أن شراء الكبتاغون والحشيش لم يكن بالأمر الصعب، فالتجار الذين يبيعونه منتشرين في كل مكان ومعروفين للجميع سواء للمدنيين أو العسكريين.
وبدوره، بيّن والده الملقب بـ “أبو قاسم” أنه تلقى العديد من الشكاوي من سكان الحي الذي يسكن فيه، مضمونها أن ابنه يقوم بسرقة ممتلكاتهم ليلاً، حتى يستطيع شراء المخدرات، مشيراً أنه كان يلاحظ عليه عدّة تغييرات في سلوكه وحياته أثناء فترة التعاطي.
“حاولت مراراً وتكراراً أن أحبس ابني في المنزل، وأن أمنعه من الخروج وشراء المخدرات لكن دون جدوى، حتى اضطررت في نهاية المطاف إلى تسليمه لفرع الأمن الجنائي، ليخرج منها متظاهراً أنه أوقف التعاطي”.
اقرأ أيضاً.. الجنوب السوري.. محطة تزويد الأردن والخليج بالمخدرات
والجدير بالذكر أن قوات النظام سهلت للميليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله إدخال المواد المخدرة إلى محافظة درعا، وساهمت بشكل كبير بنشرها وترويجها بين أهالي المحافظة عن طريق مجموعات مسلحة محلية جندتها لهذا الغرض.