متى ستنتهي الاغتيالات في درعا؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبدالله
شهدت محافظة درعا أكثر من 10 عمليات اغتيال في الأيام الثلاثة الماضية، وهو حال المحافظة منذ تسوية 2018، إذ لا يكاد يمر يوم على المنطقة من دون تسجيل عملية اغتيال، أو محاولة باءت بالفشل.
ومع تعدد اللاعبين على الأرض، وتنوع الوسائل المستخدمة في تنفيذ تلك العمليات، بات جلياً أن الهدف منها واحد، على الرغم من تعدد المُستهدفين والأهداف.
بعد اتفاق التسوية تسربت أنباء من مكاتب قادة الفروع الأمنية في المحافظة مفاداها أن قوائم مطلوبين للتصفية قد وضعت، وبات تنفيذ هذه العمليات قريباً، وأن كل فرع من فروع النظام الأمنية قد أعد قائمة بناء على لوائح المطلوبين والمعلومات التي يملكها عن المنطقة.
وفي تلك الفترة أيضاً تسربت بعض المعلومات من مكتب رئيس فرع الأمن العسكري في المحافظة لؤي العلي عن نية الأخير إشعال فتيل الثأر في مختلف قرى وبلدات الجنوب، لاشغال الأهالي عن النظام ومخططاته.
ولتنفيذ هذه العمليات جرى تجنيد مجموعات محلية بالتنسيق مع العلي لاستهداف شخصيات معينة، وبث الشائعات لاحقاً عن منفذي العملية من عائلات ثانية قد تكون على خلاف سابق معها، وهو ما جرى بالفعل وأثمر عن عمليات قتل راح ضحيتها العشرات بناء على تلك المعلومات المضللة التي بثتها أجهزة النظام الأمنية.
ولفهم الواقع في درعا وأبرز اللاعبين في ملف الاغتيالات وجب تفصيل بقية المجموعات، وليس بعيداً عن مخطط النظام، وأحد أركان هذا المخطط إطلاق يد بعض مجموعات تنظيم الدولة، التي كان أغلب قادتها في سجون النظام، من الذين اعتقلهم بعد السيطرة على مناطق التنظيم في حوض اليرموك عام 2018.
أطلق النظام سراح بعضهم لإتمام مخططه، مثل هذه الخلايا تستهدف معارضي النظام، وتعتبرهم هدفاً أكثر من النظام نفسه، وهي المصلحة المشتركة للطرفين سواء جرت بتنسيق مسبق أو من غير تنسيق فالهدف والنتيجة واحدة.
وفي هذا الملف يلعب الإيراني دوراً محورياً يخطط ويجند وينفذ العمليات، فكل من يقف في وجه تجار المخدرات وعمليات التشييع والتمدد الإيراني يُعتبر هدفاً والتخلص منه ضروري لإتمام ما تسعى إيران لتحقيقه على المدى القريب والمتوسط.
ولهذه الغاية زجت إيران بداية بقوات الفرقة الرابعة التي اتخذت من عدد من المواقع في الجنوب السوري مقراتٍ لها، ثم ما لبثت أن أعلنت الانسحاب منها بناء على تفاهمات إقليمية مع الضامن الروسي، وخرجت قوات الرابعة بعدها إلى مناطق في ريف دمشق، مع إبقاء مجموعاتها المحلية في المنطقة.
وبعد انسحاب الرابعة سلّم الإيراني ملف الاغتيالات وتنفيذ مشروعه للمخابرات الجوية التي تعمل اليوم على إتمام ما بدأته الرابعة في التخلص من معارضي النظام والايراني في الجنوب.
وبناء على ما تقدم فالثابت الوحيد في معادلة المنطقة هو الإيراني وبقية اللاعبين متغيرات، بما فيهم أبناء المنطقة، فالمجموعات المحلية التي تحاول الحد من نشاط فروع النظام الأمنية والتصدي للمشروع الإيراني لا طاقة لها على تحمل الخسائر، ولا تمتلك إمداد بشري ولوجستي يمكنها من الاستمرار في تنفيذ أعمال على المدى الطويل.