هل انتهى شهر العسل بين الأردن والأسد؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
تصاعدت حدة التصريحات الأردنية خلال الأيام الماضية ضد جيش النظام السوري وحليفه الإيراني.
واتهمت تلك التصريحات التي صدرت بداية عن ضباط من قادة الصف الأول في الجيش العربي ومن ثم الملك شخصياً، اتهمت النظام السوري بالتواطؤ مع الميليشيات الإيرانية وفتح المجال أمام عمليات التهريب التي تشهدها المنطقة، والتي باتت تشل عبءً ثقيلاً على الأردن، إذ لا يكاد يمضي يوم من دون ضبط شحنة مخدرات قادمة من الأراضي السورية، ما دفعت الأردن إلى فرض قواعد جديدة للاشتباك وإعلان النفير شبه الدائم في المنطقة الشمالية على طول خط الحدود مع سورية.
هذه التطورات تأتي بعد إنفراجة سياسية واقتصادية بين الجانبين، يبدو أن نهايتها باتت أقرب مما نتوقع، وأشد ايلاماً للطرفين من أي وقت مضى.
كانت الأردن بعد عام 2018 قد خطبت ود النظام وحركت المياه الراكدة بين الجانبين منذ بداية الثورة السورية، وبررت ذلك بالأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها، جراء إغلاق معبر نصيب لسنوات، والمعبر هو رئة المملكة الشمالية، تسبب إغلاقه بارتفاع أسعار بعض السلع، وحرمان المملكة من عوائد العبور المفروضة على سيارات النقل الخارجي.
تلى إعلان فتح المعبر جملة من التصريحات من الجانبين كسرت الجليد وسمحت بزيارات من جانب النظام إلى الأردن بعد قطعية ظنّ البعض أنها ستدوم إلى الأبد.
زار المملكة وزير الدفاع السوري السابق، علي أيوب، برفقة مجموعة من الضباط في أيلول/سبتمبر 2021 لمناقشة الوضع الأمني على الحدود الشمالية للمملكة ووضع حد لعمليات التهريب، وسبق تلك الزيارة زيارة وزيرا النفط والكهرباء إلى المملكة وتلاها زيارات أخرى، نتج عنها إقالة وزير الدفاع بعد أشهر وزيادة عمليات التهريب منذ بداية العام الحالي بمعدل محاولة كل يوم.
وتوحي التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأردنيين اليوم بأن صبر الأردن قد بدأ ينفذ، خاصة وأن الملك قالها صراحة أن التصعيد محتمل وأن جميع الخيارات مطروحة.
وليس مستبعداً أن تعيد الأردن إغلاق معبر نصيب وإحكام السيطرة على كامل الشريط الحدودي لضمان وقف عمليات التهريب ونشاط المجموعات الإيرانية على الطرف المقابل للحدود هذا الخيار وبالرغم من تبعاته يبقى أفضل الممكن وسط هذه الظروف ووسيلة ضغط قد تجبر النظام على وضع حد لتلك المجموعات، وإعادة النظر في علاقة سورية مع محيطها العربي.
لكن يشكك البعض باحتمالية اقدام الأردن على خطوة كهذه في وقت تعاني فيه من أزمة داخلية وأوضاع اقتصادية سيئة، وهو ما يعني أن التصريحات الأردنية جاءت بهدف لفت انتباه الشارع الأردني إلى المخاطر الخارجية التي تحيط بالمملكة.
وخلاصة القول سواء كانت هذه التصريحات ما هي إلا مقدمة لعلاقة جديدة بين الأردن والنظام السوري بعد أن استشعرت خطر التطبيع ولمست نتائجه، التي سبق لمعارضين أن حذرو الأردن منها، ولعل من واجبنا التذكير وعلى الأشقاء العرب التدبير فالمثل الشعبي يقول “عدو جدك لن يودك، وإن ضحك لك لن يخاويك”.