دير العدس: حصاد الأرواح
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
على غير عادة الأخبار الواردة من محافظات الجنوب السوري، والتي تحمل عادة أخبار اغتيالات لمدنيين وعسكريين على اختلاف توجهاتهم وولاءاتهم.
يأتي خبر انفجار حافلة تقل أكثر من 40 مدنياً في طريق عودتهم من السهول الزراعية المحيطة ببلدة دير العدس، شمالي درعا، بعد ليل شاق أمضوه في حصاد موسم توقعوا أن يكون لهم نصيب من إنتاجه.
باغتهم الموت، وانفجر لغم من مخلفات حربية تعّمد النظام تركها في المنطقة ليفتك بـ 10 أجساد معظمهم من الأطفال والنساء، ويترك 32 آخرين في مشافي ليست مهيئة لاستقبال مثل هكذا حالات.
الحادثة حوّلت موسم الحصاد في الجنوب من حصاد المواسم الزراعية لحصاد أرواح، وفناء أجساد نحيلة أنهكها الفقر والتعب، حياة بعضهم كانت تدمي القلب، وموتهم يضاعف الألم مرات.
من بين الضحايا طفلة لم تتجاوز 13 من عمرها، كانت ضحية خلاف عائلي عاشت حياتها بعيدة عن والدها بعد طلاق والدتها، وانتقاله للعيش في لبنان، قضت الطفلة برفقة خالها واثنين من أولاده كانت تسعى لتأمين احتياجاتها ظلمتها ظروف الحياة.
سيدة أخرى تجاوزت الخمسين عانت الأمرين بعد تعدد زيجات زوجها وتحمل أعباء أطفالها، خرجت لذات السبب وماتت لذات الغاية في رحلة كان الشقاء عنوانها.
أي ذنب فعلوا ولماذا قتلوا وهل تكتب نهايتهم وقف شلال الدماء في المنطقة، الإجابة على هذه الأسئلة برسم سلطة الأمر الواقع التي تريد لهم الموت وتقدمه إليهم تماماً مثل سعيهم إلى الحياة والبحث عن سبل عيش كريم.
لكلٍ منهم حكاية يطول شرحها ويصعب التعبير عنها، وتعجز اللغة عن وصف مآسيهم، اختلفت أسماؤهم وأعمارهم، تشابهت ظروف حياتهم، وحصد الموت أرواحهم معلناً نهاية رحلة التعب.