إيران روسيا.. استثمار “داعش” للتوسّع!
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
تحاول إيران تسخير كل الظروف الممكنة من أجل تواجدها في سوريا بشكل عام والجنوب السوري بشكل خاص، ولتبرير هذا الوجود، تستغل إيران أي تحرك روسي، وتعمل على توظيف تنظيمات متطرفة كتنظيم داعش، وبذلك تغطي تواجدها في الجنوب من جهة، وتوصل رسالة للعالم أن الروس لا يزالون يسيطرون عل المنطقة، بالإضافة لوجود تنظيم داعش الذي يمارس جرائمه من جهة أخرى.
الهجوم على قاعدة التنف
قبل نحو أسبوع تعرضت نقطة حوش مطرود، التي تعتبر أحد مقرات “جيش مغاوير الثورة” لهجوم جوي بطائرات روسية، ما أدى لأضرار مادية، وتقع نقطة حوش مطرود قرب قاعدة التنف في منطقة الـ55 كم.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، نقلت في اليوم التالي للهجوم عن مسؤولين عسكريين أميركيين، بأنهم يحذرون من خطر صدام مباشر بين القوات الأميركية والروسية في سوريا، ويتهمون القوات الروسية بما أسموه خطوات استفزازية.
بينما نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية، عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله، إن الروس قد حققوا، على الأرجح، هدفهم المتمثل في إيصال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن بإمكانهم الهجوم دون القلق من الانتقام.
وبحسب مصادر لـ”تجمع أحرار حوران”، تحاول روسيا من خلال هذا الهجوم إيصال رسائل متعددة، أبرزها إثبات قدرتهم على الرد على فصيل مدعوم من قبل الولايات المتحدة، وذلك بعد أن اتهمت روسيا “مغاوير الثورة” بتفجير عبوة ناسفة في الآونة الأخيرة بدورية روسية نجم عنها مقتل عدد من الجنود الروس وإصابة آخرين، فيما نفى الأمريكان الرواية الروسية واعتبروا أنها حجة لتنفيذ الهجوم.
والرسالة المهمة الثانية، التي تود روسيا إيصالها وتصب بشكل مباشر في صالح إيران، وهي أنها لا تزال تسيطر على الجنوب على الرغم من سحب عدد من قواتها من قواعد في محافظة درعا، وسيطرة إيران على هذه القواعد وتعزيز تواجدها فيها في الأيام القليلة الماضية.
وأشارت هذه المصادر، إلى أن إيران تعمل لإظهار التواجد الروسي أنه التواجد الأساسي في الجنوب لنفي الاتهامات الموجهة لها بتعزيز نفوذها في هذه المنطقة.
الاستثمار الإيراني بداعش
في السابع عشر من الشهر الحالي، على جثة مقطوعة الرأس، في سهول المدينة، وقد أكد مصدر محلي لـ”تجمع أحرار حوران”، أن القتيل هو مصطفى منذر علوش، وهو من محافظة حماة، وكان قد التحق بالخدمة الاحتياطية قبل نحو شهر، ونُقل إلى درعا، مشيرًا إلى أن علوش كان أحد معارضي النظام السوري.
وأشار المصدر إلى أن علوش كان قد اختطف قبل مقتله بيوم واحد، مبينًا أن الطريقة التي قُتل بها، هي طريقة تنظيم داعش، ولكن هذه الطريقة لم تحصل في المحافظة منذ أكثر من عامين.
وأيضًا، في الثامن عشر من الشهر الحالي، عثر الأهالي في بلدة نصيب على جثة الشاب صقر مصطفى شهاب الختم، وهو من عشائر البدو في بلدة نصيب، في ريف درعا الشرقي، وكان لاجئا في الأردن وعاد قبل نحو عام، وقد قتل بطريقة النحر من العنق، وجاء قتله بعد أن اختطف من قبل مجهولين قبل مقتله بعدة أيام.
بحسب مصادر مطلعة، فإن ما لا يقل عن 100 عنصر وقيادي من تنظيم داعش، ممن اعتقلهم النظام بعد عملية التسوية في درعا في 2018، تم الإفراج عنهم على دفعات، بشرط أن يقوموا بتنفيذ عمليات لصالح الأجهزة الأمنية، والميليشيات الإيرانية.
وأكد المصدر توزع العناصر في مناطق مختلفة من المحافظة، من بينها محيط مدينة جاسم، ومحيط منطقة المزيريب، وفي حوض اليرموك، وبعض بلدات الريف الشرقي، وريف القنيطرة وبمعرفة من الأجهزة الأمنية.
المصدر أشار إلى أن إيران تستثمر في التنظيم بطريقتين، الأولى لإظهار أن من يقوم بعمليات القتل هو التنظيم نفسه، وأن ضحايا القتل من المدنيين ومن قوات النظام، أما الطريقة الثانية فهي إيجاد مبرر لاقتحام بعض المناطق التي تعتبر سيطرة الميليشيات عليها رخوة لضبطها وتركيز وجودها فيها بشكل كامل، وسبق أن استغلت الميليشيات وجود عناصر التنظيم لشن حملة بقيادة الفرقة الرابعة قبل عام على درعا البلد وأحياء طريق السد ومخيم درعا، لافتًا أنّ احتمال تكرار مثل هذه العمليات العسكرية وارد جدًا في المرحلة القادمة.
من الجدير بالذكر أن إيران لن تفوت أي فرصة لتعزيز نفوذها في الجنوب السوري، بصرف النظر عن الأساليب التي تتبعها، فهدفها بات واضحًا وهو إغراق المنطقة بالمخدرات من جهة، وزعزعة الاستقرار للدول العربية المجاورة وابتزازها من جهة أخرى.