ما الرابط بين الجنوب السوري والنووي الإيراني ؟
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
يشكل الجنوب السوري المحطة الأبرز والأهم لإيران وميليشياتها، والنظام السوري في عمليات تهريب المخدرات، وابتزاز دول الجوار، إذ تعمل إيران على توسيع نفوذها في الوقت الذي تحاول فيه إخفاء هذا الوجود، والترويج لرغبتها في الانخراط بالمجتمع الدولي.
الملف النووي للتغطية والابتزاز
تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأربعاء 29 حزيران، مباحثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في محاولة لإحياء اتفاق الملف النووي الإيراني، حيث أكدت الخارجية الأميركية قبل أيام مشاركة وفد أميركي في جولة المفاوضات غير مباشرة، في حين وصل كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي باقري إلى الدوحة يوم أمس الثلاثاء، بحسب تقارير صحفية.
المفاوضات تأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه المواقف العربية مؤخرا حول تدخل طهران، في دول الجوار وخاصة سوريا واليمن، حيث ازدادت عمليات التغلغل الإيراني جنوب سوريا في الآونة الأخيرة، على خلفية الانسحابات الروسية، كما زاد استهداف الحوثيين في اليمن للسعودية والإمارات.
وبحسب مختصين، لـ”تجمع أحرار حوران”، فإن إيران ومن خلال اختيارها دولة عربية لاستئناف المفاوضات، تمسك بيدها العديد من الأوراق للمساومة، من بينها التواجد في الجنوب السوري، حيث أنها من الممكن أن توهم الأطراف الأخرى وخاصة العربية منها أنها ستنسحب من جنوب سوريا كأحد التنازلات.
ولكن بحسب المختصين، فإن إيران لن تنسحب من الجنوب، حيث انخرطت ميليشياتها في صفوف الجيش النظام، من خلال التواجد في القطع العسكرية النظامية، وارتداء زي جيش النظام، ومن ناحية أخرى فإن إيران تعتمد على وكلاء محليين يتبعون لجهاز الأمن العسكري بشكل رئيسي، بالإضافة إلى مجموعات من المرتزقة خاصة في تنفيذ عمليات الاغتيال لإبقاء الجنوب في حالة فوضى، من المؤكد أنها ستتصاعد، وقد بدأ التصاعد يوم أمس في السويداء إثر اغتيال شابين على طريق السويداء دمشق، وبنفس الآلية المستخدمة في درعا.
المخدرات غير قابلة للتنازل
تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية قبل أيام، تحدث عن اكتشاف إحدى أكبر شبكات تهريب المخدرات خلال السنوات الأخيرة، وعلاقة دمشق بها، حيث أشار التقرير إلى أن قصة اكتشاف المخدرات بدأت في رومانيا، تحديدًا في نيسان/أبريل 2020، عندما تم العثور على بضاعة معدات مثيرة للجدل، وبعد فتحها تبين وجود 2.1 مليون حبة كبتاجون وبقيمة تصل إلى 43.5 مليون يورو.
وثائق البضاعة بينت أنها قادمة من سوريا، باتجاه السعودية، مرورًا برومانيا، وبعد تتبع المكالمات، تم الوصول إلى شخص باسم أبو فؤاد، وهو سوري اسمه الحقيقي إياد، من مدينة اللاذقية، كان يدير هناك شركة للاستيراد والتصدير، قبل إغلاق شركته من طرف الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد.
ومن خلال شحنات كثيرة، تبين أن سوريا باتت مصدرا للمخدرات في المنطقة المتوسطية، وتحول تصدير الكبتاجون إلى أهم بضاعة تصدر من هناك حسب ما يؤكده جول رايبورن، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، بقوله “أعتقد أن نظام الأسد لن يستطيع تحمل استمرار خسائر مصادرة شحنات الكبتاجون”، لكن الأمر لا يتعلق فقط بأن النظام يغض الطرف عن هذه التجارة، بل “هو الكارتل” حسب تصريحاته.
وحول أرباح هذه التجارة، بين التحقيق، أن قيمة شحنات المخدرات وصلت إلى 5.7 مليار دولار عام 2021 حسب بعض التقديرات، أي أعلى بكثير من قيمة شحنات المواد القانونية، وتوجه بشكل كبير إلى الخليج، خصوصًا إلى دبي والسعودية، إذ يستهلك 40 من متعاطي المخدرات في السعودية هذه الحبوب، كما توجه كذلك إلى ليبيا.
تقارير سابقة لـ”تجمع أحرار حوران” أوضحت أن تجارة المخدرات وتصنيعها، وخاصة حبوب الكبتاجون باتت العمود الفقري للموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها إيران والنظام السوري بعد العقوبات الغربية التي فرضت على عليهم والتي أدت لانخفاض مواردهم الاقتصادية.
وبحسب “التجمع”، قامت الميليشيات الإيرانية، والنظام السوري، بإنشاء نحو 11 معملًا لكبس حبوب الكبتاغون في درعا، كما بدأت مؤخرُا بنقل مكابس مشابهة لإنتاج الحبوب المخدرة في السويداء.
مصدر مطلع على عمليات إنتاج المخدرات، أكد خلال حديثه لـ”تجمع أحرار حوران”، أن الاعتماد الإيراني على الجنوب السوري في إنتاج وتهريب المخدرات، أصبح ضرورة ملحة لإيران ونظام الأسد، بعد انكشاف الشحنات الكبيرة في رومانيا ومصر وغيرها.
وبين المصدر، أن إيران استطاعت من خلال الجنوب السوري تعويض خسائر مالية كبيرة بوقت قياسي، لذلك فمن غير الممكن أن تُفرط إيران بالجنوب السوري، حيث باتت المنطقة بوابتها الرئيسية لتهريب المخدرات إلى الأردن والسعودية ودول الخليج.
يشار إلى أن تقريرًا صدر مؤخرًا عن معهد “نيو لاينز” الأميريكي، أوضح أن قيمة تجارة حبوب الكبتاجون في الشرق الأوسط، تجاوزت 5 مليارات دولار خلال العام 2021، مؤكدًا تورط أفراد من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكبار أركان حكومته، وحزب الله اللبناني في تصنيع الكبتاجون وتهريبه.