متى سيزور الأسد درعا؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
زار رئيس النظام السوري بشار الأسد مدينة حلب بعد انقطاع دام لأكثر من 10 سنوات، كانت الزيارة التي بدأت يوم الجمعة واستمرت ليومين مفاجئة، حيث كان من المفترض والمتوقع أن يزور الأسد المدينة بعد سيطرة قواته عليها عام 2016، إذ شكل سقوط حلب في تلك الفترة انتصاراً عسكرياً للنظام وروسيا التي كانت قد بدأت تدخلها في سورية قبل بضعة أشهر.
وبعد مضي أكثر من 6 سنوات على سيطرته على المدينة زارها الأسد حاملاً في جعبته رسائل لأهالي المدينة ولدول الجوار على رأسها تركيا، رسائل الأسد للداخل لم تخلو من الوعود بتحسين الواقع المعاشي للسكان وإعادة الإعمار، وتحسين الأوضاع الخدمية.
كما برر الأسد تأخر زيارته للمدينة بعدم وجود ما يقدمه للأهالي سابقًا، بينما اعتبر افتتاح المحطة الحرارية وإعادة تشغيلها لتوليد الكهرباء، من أعظم الإنجازات التي حققها نظامه خلال السنوات الماضية، مستدركاً أن انقطاع زياراته للمدينة لا يعني انقطاع التواصل مع أهلها.
رسائل الأسد لتركيا لم تكن واضحة فالزيارة بذاتها رسالة خاصة وأنها جاءت في وقت تعد فيه تركيا العدة لعملية عسكرية في الشمال السوري ضد التنظيمات الكردية هناك، وسبق أن تواصل نظامه مع قادة تلك التنظيمات لتقديم المساعدة.
وبالعودة إلى أسباب انقطاع الأسد عن زيارة مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية لسنوات، يبدو أن تأخر الزيارة كان نتيجة مخاوف أمنية في الدرجة الأولى، وانتظر حتى تمكنت الميليشيات الإيرانية من إحكام السيطرة على المدينة وأريافها، إذ أوكلت مهمة حماية المدينة إلى ميليشيات محلية مدعومة من إيران، كذلك تنتشر الفرقة الرابعة داخل المدينة وفي بعض الأرياف القريبة منها.
ولم تكن حلب الوحيدة التي انقطع الأسد عن زيارتها منذ بداية الثورة، إذ لم يسبق له أن زار درعا منذ أكثر من 12 سنة، وانتشرت الشائعات بعد السيطرة عليها عام 2018 باقتراب زيارة الأسد لها، إلا أن المخاوف الأمنية ما زالت حاضرة، لا سيما وأن ميليشياته لم تبسط سيطرتها الكاملة على المحافظة، التي تشهد عمليات قتل واغتيال بشكل يومي.
ومع إعطاء الأسد الميليشيات الإيرانية حرية التصرف في محافظات الجنوب السوري، غير أن رفض السكان للمشروع الإيراني حال دون إكماله، ومنع الأسد من زيارتها بعد أكثر من أربع سنوات على سقوطها النظري بيد قواته.
الواقع يقول أن الأسد لن يتمكن من زيارة المحافظة الجنوبية قريباً، وزيارة شقيقتها في الشمال جاءت بعد توفر الظروف المناسبة وأخذ الضوء الأخضر من إيران التي أعادت تشغيل المحطة الحرارية، وأعطت الأسد امتيازات الحديث عنها في وقت تسيطر فيه إيران على المدينة سياسياً، وتتقاسم الاقتصاد مع تركيا.