ما أسباب تراجع عمليات التهريب إلى الأردن ؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
تراجعت عمليات التهريب بشكل ملحوظ من سورية إلى الأردن خلال شهر تموز /يوليو الجاري، ولم تسجل أي عملية تهريب، كما لم تذكر السلطات الأردنية إحباط عمليات تهريب مخدرات أو أسلحة كباقي الأشهر.
وبحسب الاحصائيات والأرقام التي اطّلع عليها تجمع أحرار حوران فقد أحبطت الأردن 361 عملية تهريب من الأراضي السورية خلال عام 2021 الماضي، ضبطت خلالها قرابة 15.5 مليون حبة مخدر من أنواع مختلفة وأكثر من 16 ألف عبوة “حشيش مخدر”، ومع انتصاف العام 2022 صادرت الأردن أكثر من 20 مليون حبة كبتاغون ونصف مليون كف حشيش أي بمعدل عملية تهريب واحدة يوميًا منذ مطلع العام الجاري.
وطوال السنوات الماضية عانت الأردن من خطر عمليات التهريب التي اتخذت من أراضيها نقطة عبور الى دول الخليج العربي، إضافة لتصريف بعض تلك الشحنات وترويجها داخل الأردن.
تلك العمليات دفعت المسؤولين الأردنيين إلى إطلاق تصريحات اتهمت إيران والفرقة الرابعة في جيش النظام بالمسؤولية المباشرة عن تلك العمليات التي لم تتوقف منذ عام 2018.
أعقب تلك التصريحات إعلان الملك عبدالله الثاني عن تأسيس تحالف عربي الغرض منه التصدي للخطر الإيراني بمختلف أشكاله بدءًا من عمليات التهريب وانتهاء بوضع حد لإيران ومنعها من التدخل في شؤون دول الجوار.
في هذه الأثناء اجتمع وفد رسمي أردني مع الإيرانيين في بغداد بهدف احتواء إيران والتوصل إلى صيغة تفاهم تجنب الأردن الشرور الإيرانية المحيطة.
ومن الواضح أن الاجتماع الأردني – الإيراني أثمر عن نتائج مرضية للطرفين، عمليات التهريب تراجعت بشكل واضح وهو ما تسعى إليه الأردن، خاصة وانها لا تريد إغلاق معبر نصيب في وجه حركة التجارة والعبور بين البلدين، فذلك سينعكس سلبًا على الاقتصاد الأردني، وإيران لا تسعى في الوقت الراهن لأكثر من بسط نفوذ وتوسيع سيطرتها في المنطقة الجنوبية من سوريا.
إذا فالاتفاق الضمني بين الطرفين ينص على وقف التهريب وعدم تهديد الأمن القومي الأردني بحسب تصريحات رئيس الوزراء الأردني ووزير الخارجية الأخيرة، التي شددت على انفتاح علاقة صحية مع إيران، وعدم وجود تهديدات مباشرة للأردن من الجانب الإيراني.
هذه التصريحات تعني أن الأردن اختار البراغماتية وبدأ يتعامل مع الشأن السوري بحسب الواقع الموجود بما يتناسب مع المصلحة الأردنية.
وما عملية إحباط محاولة التهريب التي أعلنت عنها قوات النظام أمس إلا بداية مرحلة جديدة من الممكن أن تساهم في ضبط الميليشيات الموجودة في المنطقة الجنوبية.
صحيح أن العملية قد تكون مفتلعة لكنها رسالة تحمل الكثير من الإلتزام الإيراني باحترام أمن الأردن، على الأقل في المرحلة الراهنة، إذ يشكك كثير من المراقبين باستمرار هذه العلاقة على المدى الطويل، خاصة وأن المخدرات تعتبر اليوم أحد أهم الموارد الاقتصادية لحلف المقاومة الذي تقوده إيران، ويشكل النظام السوري أحد اركانه الرئيسية.