مرفأ بيروت ومطار حلب.. ماذا بعد؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
لم تعد أخبار القصف الإسرائيلي للأراضي السورية تشغل وسائل الإعلام المحلية والعربية، وما عادت تلك الأخبار تثير الدهشة والاستغراب من فعل تعتبره الدول ذات السيادة خرقاً لسيادتها يستوجب الرد، ويستدعي إعلان النفير العام لوضع خطة محكمة تعيد اعتبار الدولة ورموزها.
أخبار القصف الإسرائيلي شبه اليومية للأراضي السورية تندرج اليوم ضمن قائمة الأخبار الاعتيادية المألوفة للمتلقي، وتأتي بعد عدة أخبار تعتبر أكثر أهمية، فتكرار المشهد يبعث على الملل، وتكرار القصف هنا دفع وسائل الإعلام بما فيها وكالة الأنباء الرسمية لنظام الأسد إلى اعتماد صياغة واحد للخبر تبدأ بـ “صرح مصدر عسكري مسؤول” وتنتهي ب”واقتصرت الأضرار على المادية” في إشارة منها لعدم اكتراث النظام بأرواح القتلى من العسكريين، ولا المدنيين الذين تطالع صواريخ دفاعه الجوي إذا ما أُطلقت للتصدي.
تماماً تشبه حالة عدم اكتراث النظام بعدد القتلى، حالة السلطات اللبنانية التي ما زالت تحاول كسب المزيد من الوقت لطي قضية انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 من المدنيين الأبرياء وآلاف الجرحى.
وبعد أكثر من عامين على انفجار المرفأ، لم يتمكن المكلفون بالتحقيق في الحادثة من إدانة المسؤولين عن الحادثة، بعد رفض المسؤولين والنواب خاصة المحسوبين على حركة أمل الاستجواب، نافين مسؤوليتهم عن الحادثة، وبالرغم من عدم توجيه دعاوى استجواب لمسؤولين من حزب الله إلا أنّ الحزب شن هجوماً على القاضي طارق البيطار المسؤول عن التحقيق في القضية.
إذن فالقضية واضحة والمسؤول عن تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ بات معلوماً للجميع، يحاول التّهرب من الاستجواب والمماطلة وكسب الوقت لتسقط القضية بالتقادم، ويذهب حق أهالي الضحايا أدراج الرياح، كما حدث مع آلاف العائلات السورية التي شردها حلف المقاومة ودمر منازلهم وقتّل أبناءهم.
محور المقاومة اليوم في أقوى حالاته على الشعوب التي يحكمها بشكل مباشر أو عبر أذرعه المنتشرة في تلك البلدان العربية التي وصل إليها، صحيح أنّ المقاومة اليوم مقتصرة على الشعوب، وهدفها الرئيس قمع أي حركة تحررية من نير المستعمر الداخلي الجاثم على صدور مؤيديه ومعارضيه، إلا أنّ هدف المحور كما يرى القائمون عليه يحتاج التضحية في سبيل تحقيق الهدف والوصول إلى هلال إيران الشيعي الذي يعد بالمزيد من الدماء والتهجير للشعوب العربية واحتلال عواصم لم تكن يوماً ضمن حسابات إيران، ولا تهمها إن دمرتها إسرائيل أو غيرها طالما أنّ المعركة خارج أراضيها والمتضررين ليسوا من حملة الجنسية الإيرانية وإن كانوا من ذات المذهب والعقيدة، فتدمير مطار حلب ومرفأ بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء، وحرق شعوب المنطقة بنيران التوسع الإيراني لم تكن يوماً ضمن حسابات إيران التي تحاول إتمام هلالها بجماجم العرب وبناهم التحتية.