ما أسباب استهداف إسرائيل لمواقع عسكرية محددة.. وماذا عن الجنوب؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
نشرت صحف إسرائيلية في الأيام الماضية مجموعة من التقارير التي تتحدث عن نشاط الميليشيات الإيرانية ومواقع تمركزها داخل الأراضي السورية.
أحد تلك التقارير تحدث عن خمسة مواقع تسطير عليها إيران بشكل كامل وتتخذ منها مخازن للأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة، بالإضافة لمراكز تدريب على استخدام تلك الأسلحة.
وبحسب التقرير فقد تركزت هذه المواقع في مصياف وريف حماة وبعض المطارات العسكرية في حمص، إضافة لمطار دمشق ومحيطه ومطار حلب، الذي باتت تستخدمه إيران بكثرة لنقل شحنات الأسلحة إلى سوريا ومنها إلى لبنان. الأمر الذي دفع إسرائيل لاستهدافه أكثر من مرة لمنع الطائرات الإيرانية المزودة بأسلحة حديثة نوعياً من الهبوط وإفراغ الحمولة، وهو ما شهده مطار دمشق بالتزامن مع قصف مطار حلب.
التقارير المنشورة في الصحافة الإسرائيلية لم تأتي على ذكر أي موقع لإيران وميليشياتها في المنطقة الجنوبية باستثناء دمشق ومحيطها، ومجمل ما نقلته تلك التقارير مواقع باتت معروفة للسوريين وأجهزة الاستخبارات المهتمة بمواقع تلك الميليشيات وأنشطتها، وسبق أن تعرضت تلك المواقع للقصف والاستهداف عدة مرات.
اللافت أن ما جاءت به تقارير الصحافة الإسرائيلية تركز بشكل خاص على المواقع التي تستهدفها الطائرات الإسرائيلية داخل سوريا وهي رسالة موجهة بشكل خاص للداخل الإسرائيلي، لتبرير عمليات القصف وحشد التأييد الشعبي اللازم لها، وضمان عدم وجود أصوات منددة بتلك العمليات داخل الكنيست أو الحكومة، على اعتبار أن مثل هذه الضربات تأتي ضمن الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي وإبعاد الخطر الإيراني عنها في المقام الأول.
ومما لا شك فيه أن هدف هذه العمليات هو منع إيران من إدخال أسلحة متطورة إلى ميليشياتها بالقرب من الحدود الإسرائيلية ومن ثم التهديد باستخدام هذه الأسلحة، لتحقيق نوع من الردع وإجبار إسرائيل على القبول بالوجود الإيراني في سوريا كأمر واقع.
تفيد التقارير الصحفية وبيانات الجيش الإسرائيلي وحديث القادة والخبراء العسكريين أن مشكلة إسرائيل الحقيقة هي وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله اللبناني الذي يسيطر على الجانب الآخر من الحدود في لبنان، وكذلك وجود معسكرات داخل سوريا للتدريب على هذه الأسلحة ومخازن ومستودعات لنقلها، وهي الأولوية التي تسعى إلى تدميرها، في وقت لا تمانع فيه إسرائيل من وجود مجموعات إيرانية بالقرب من حدودها في سوريا إذا ما كان الغرض من تواجدها يقتصر على الإشراف على تصنيع وتهريب المخدرات إلى الدول الدول العربية، وهذا ما يفسر إحجام الصحافة الإسرائيلية عن ذكر مصانع الكبتاجون التي تنتشر بالقرب من حدودها والتي يزيد عددها على خمسة معامل على أقل تقدير بطاقة إنتاجية تتجاوز مليون حبة يومياً، الجزء الأكبر منها معد للتهريب إلى دول الخليج العربي، كذلك لا تمانع إسرائيل في وجود خلايا محلية جندتها إيران غرضها اغتيال ناشطين ومعارضين لمشروعها في المنطقة، طالما أن تلك المجموعات تلتزم بالأهداف التي تأسست لأجلها “المخدرات والاغتيال” مع مراقبة مستمرة لعملها عبر معلومات دورية تحصل عليها من عدة جهات عن أهداف ونشاط وتمركز تلك المجموعات.
المعادلة الإسرائيلية واضحة وكذلك الأهداف الإيرانية، لا مشكلة عند إسرائيل في الوجود الإيراني داخل سوريا إذا ما اقتصر وجودها على تجارة المخدرات والاغتيال والسيطرة على مفاصل الدولة من دون وجود تهديد مباشر لأمن إسرائيل، وكذلك إيران تهدف من وجودها في الجنوب لتأمين موارد اقتصادية تغطي نفقات المجموعات العاملة معها عبر تصنيع المخدرات والاتجار بها.