شيوخ الدين هدف مشترك لإيران والنظام في درعا !
تجمع أحرار حوران – عامر الحوراني
طالت عمليات الاغتيال مؤخرًا الشيخ معتز أبو حمدان ابن مدينة طفس الواقعة غربي محافظة درعا، وإمام أحد مساجدها، والذي يتمتع بشعبية كبيرة فيها كما أنه شارك في الثورة السورية ومعروف بمعارضته لنظام الأسد.
توجهت أصابع الاتهام بعد اغتيال الشيخ معتز مباشرة لأذرع إيران في المنطقة، وبحسب ناشطون محليون إن خلية أمنيّة تتبع لفرع المخابرات الجوية المرتبط بإيران هي المسؤولة عن تنفيذ عملية اغتياله مساء يوم الجمعة الفائت 23 أيلول، وأصيبت زوجته وابنته إثر الاستهداف بجراح خطيرة.
رغم أن الشيخ معتز هو رجل دين مدني لم ينضم لأي جهة عسكرية أو سياسية قبل وبعد اتفاق التسوية عام 2018 الذي أفضى لسيطرة النظام على محافظة درعا، لكن كونه معارضًا لنظام الأسد والمشروع الإيراني، ما جعله يكون هدفًا لإيران والنظام.
وبحسب مصادر محليّة من مدينة طفس فإن إيران ونظام الأسد يعملان على التخلص من جميع الشخصيات المؤثرة في المدينة من رجال دين أو أشخاص يتمتعون بشعبية كبيرة ويمثلون عقبة في وجه مصالحهما، وهو الحال في كافة أنحاء المحافظة.
وكانت عمليات الاغتيال طالت قبل ذلك بفترة قصيرة، الشيخ فادي العاسمي ابن مدينة داعل بريف درعا الغربي، وهو أحد أبرز المعارضين في المنطقة ممن يواجهون المشروع الإيراني وكان عضو في اللجنة المركزية التي تشكلت بعد سيطرة النظام على المحافظة لتمثل الأهالي بعدد من رجال الدين والوجهاء وقادة سابقين في الجيش الحر.
وفقدت محافظة درعا العديد من أمثال الشيخ معتز وفادي منذ سيطر النظام عليها، من أبرزهم نديم القويدر قاضي سابق في محكمة دار العدل، موسى محمد العديل الحريري، محمد جمال الجلم، محمد قاسم كيوان كان له مساعي كبيرة في حل الخلافات العشائرية في مدينة طفس، محمود إبراهيم البنّات، علاء الزوباني وأحمد البقيرات وجميعهم شيوخ وأئمة مساجد في محافظة درعا.
وجميع المذكورين هم معارضين لنظام الأسد وعمل بعضهم سابقًا في محكمة دار العدل إبّان سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة، ثم انضم عدد منهم لاحقًا للجان المركزيّة المشكّلة في معظم مناطق محافظة درعا والمسؤولة عن التفاوض وتمثيل الأهالي أمام روسيا ونظام الأسد.
وفصلت وزارة الأوقاف السورية عدد من المشايخ من بينهم الشيخ علاء الزوباني الذي اغتيل لاحقًا، من الخطابة في المساجد يوم الجمعة في محافظة درعا بعد سيطرة روسيا ونظام الأسد على الجنوب السوري، بسبب عملهم على توعية الأهالي من خطر إيران ومن الالتحاق بصفوف الجيش.
وتسعى إيران لاستهداف كل من يقف بوجه مصالحها في الجنوب السوري والتخلّص منهم بالتوازي مع فتح أبواب هجرة الشباب من سوريا وتسهيلها من قبل النظام وشهدت محافظة درعا أكبر موجة لهجرة شبابها منها وهو ما يخدم أهداف إيران في إفراغ الجنوب السوري من أبنائه لإحكام السيطرة عليه بشكل أسهل.