من إيران.. هنا سوريا !
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
رفعت إحدى المؤيدات لنظام ولاية الفقيه صورة كتبت فيها “المتظاهرون بلا أصل.. إيران لن تكون دمشق” لا تعبر هذه الصورة عن رأي الفتاة التي رفعتها بقدر ما هي تعبير عن رأي النظام الحاكم في إيران والذي يسعى بكل ما أوتي من تسلط وشمولية للقضاء على الاحتجاجات التي تعيشها المحافظات الإيرانية منذ أيام.
تداولت صفحات مناهضة للنظام السوري الصورة مع عبارات لاذعة وجهت للفتاة الإيرانية ونظامها الحاكم، معتبرين أن “إيران” هي السبب الأول والأكبر فيما آلت إليه سوريا من دمار وقتل وتشريد.
تجاوزت الاحتجاجات التي يمكن اعتبارها ثورة على القيود التي فرضها نظام الخامنئي على الشعب الإيراني المدن الصغيرة ووصلت إلى كبرى المدن الإيرانية بما فيها الجامعات ومراكز تعليمية أعلن طلابها رفضهم للقمع والثورة الشاملة على الظلم الذي تعاني منه إيران منذ سبعينيات القرن الماضي.
ولعل تعامل الحرس الثوري وقوات الباسيج مع الانتفاضة الشعبية حملته رسالة الفتاة، رسالة حمالة أوجه وتقبل عدة تفسيرات، أبرزها أن النظام الإيراني الذي ساهم في تدمير دمشق لن يقبل أن تتحول طهران إلى دمشق ثانية، كذلك تعامل قواته لن يكون أقل بطشاً من تعاملهم مع الثائرين في سوريا.
واضح جداً من ردة فعل أجهزة القمع الإيرانية التي اعتادت على هذا النوع من الاحتجاجات الشعبية أن المنهجية واحدة لم تتغير وأن المظاهرات لن تساهم سوى في زيادة فقر الشعب الإيراني والتضييق عليه ومنعه من التعبير عن رأيه أو التغريد خارج سرب ولاية الفقيه.
تماماً كحال تعامله مع الدول العربية التي تمكنت قواته من دخولها، ساهمت في قمع الاحتجاجات الشعبية في سوريا وقتل السوريين بأسلحة إيرانية وفتاوى معممين يسبحون في تيار المرشد الأعلى، ثم أعادت الكرة ثانية في العراق ولبنان والآن ترسل رسالة إلى الشعب الإيراني على اختلافات مرجعياته الثقافية والقومية مفادها أن مصير المعارض للنظام لن يكون أحسن حالاً من مصائر الثائرين في البلدان العربية التي باتت خاضعة للقرار الإيراني قتل واعتقال وتنكيل الأمر الذي سيساهم ربما في إيقاف الاحتجاجات عند هذا معلنين رفض السواد الأعظم من الشعب الإيراني لولاية المرشد عليهم.