تجمع أحرار حوران: الذكرى السادسة من العمل الثوري لأكبر مؤسسة إعلامية تطوعية مهنية حرة ومستقلة
تجمع أحرار حوران – سيرين الحوراني
ابن الثورة ولد من رحمها وكان الناطق باسمها، لم يتبع لأي أجندة كانت، تأسس مع الأشهر الأولى من انطلاق الثورة السورية، بجهود عدد من المتطوعين من أبناء حوران الغيارى، جنوب سوريا.
يضم التجمع ضمن كوادر عمله نحو خمسين من مراسليه الميدانيين، المتدربين على مهارات العمل الصحفي، الذين يغطون غالبية المناطق في الجنوب السوري.
ويحضى التجمع باعتراف من مجلس محافظة درعا الحرة، إذ تم خلال الشهر الحالي وبالتعاون مع الأخير، إصدار بطاقات تعريفية لمراسلي التجمع الميدانيين المنتشرين في الجنوب السوري.
استطاع التجمع منذ تأسيسه أن يكون له مكانة وحيزاً واسعاً في الثورة، وكان نبراس المؤسسات الثورية العاملة في الجنوب السوري برغم إمكانياته المتواضعة أثبت التجمع وجوده، واستطاع أن يوصل رسالته الثورية إلى العالم من خلال المداخلات التلفزيونية، والنقل المباشر، لكثير من التظاهرات السلمية عبر الفضائيات العالمية، والتي ما زالت موثقة بالصوت والصورة حتى اللحظة.
“يعمل التجمع ضمن مكاتب عمل عديدة كمكتب التوثيق، المهتم بتوثيق الانتهاكات التي ترتكب بحق الأبرياء في المحافظة، وتوثيق الشهداء والمعتقلين والمخطوفين، ناهيك عن القصف الذي تتعرض له محافظة درعا بشتى أنواع الأسلحة”، أحمد أبو زيد، مدير التجمع في دورته الحالية، من مدينة الحراك شرقي درعا.
ويعتبر التجمع مؤسسة متكاملة حيث تحتوي على مكاتب النشر والتحرير والتصميم والمونتاج بالإضافة لمكتب المداخلات التلفزيونية والموارد البشرية، بحسب أبو زيد.
وعن عمل التجمع أوضح أبو زيد، بأنّه يعمل على مدار الساعة لتغطية الأحداث الميدانية والإنسانية والعسكرية رغم الكثير من المصاعب التي تعتري العمل، وخطورة تنقل المراسلين بين مناطق الجنوب السوري.
وقال مالك خطاب، مدير مكتب التصميم والمونتاج في التجمع “شهد مكتب التصميم والمونتاج تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة من عمله، ونسعى في هذا الصدد ضمن الإمكانات المتوفرة بين أيدينا لنقل عمل إعلامي باحترافية وتقنية عالية”.
وأضاف خطاب “التجمع عبارة عن عائلة كبيرة تضم عدداً من الأخوة من خيرة إعلاميي حوران، يتقاسمون الحلوة والمرة بدون التطرق للموضوع المادي، بالرغم من أهميته لذلك نشعر بحرية أكبر في إبداء الرأي، وإيصال أفكارنا ورسائلنا عبر منصة حرة كمنصة التجمع”.
وتطرّق خطاب في حديثه إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه التجمع، فقال “شباب التجمع لديهم الكثير من الأفكار الجديدة والرائعة والهمة العظيمة وما ينقصهم بشكل أساسي هو الدعم المادي، من تكاليف النت وتنقلاتهم بالدرجة الأولى، ومن ثم في المعدات اللازمة اللوجستية ليصل التجمع إلى الحرفية في العمل الإعلامي”.
أرواح قدمت ثمن الكلمة الحرة وشهداء قضوا في سبيل إيصال الحقيقة إلى العالم، حيث قضى أربعة إعلاميين عبر مسيرته الثورية فقد استشهد “حسان عبدالرحمن الزعبي” الملقب بـ “أبو اسحاق الحوراني” من مواليد بلدة اليادودة، أثناء تدخله لفض نزاع بين فصيلين عسكريين في 28.1.2014 ويعد الزعبي واحد من مؤسسي التجمع.
واستشهد المراسل الميداني “عمار بشير الكامل” من مواليد بلدة غصم شرقي درعا، أثناء تغطيته الإعلامية بالقرب من مدينة خربة غزالة المحتلة في 10.1.2017 ، فيما استشهد المراسل الميداني “عمر أحمد أبو نبوت” الملقب بـ “أبو تيم الحوراني” من مواليد درعا البلد، أثناء تغطيته لمجريات معركة الموت ولا المذلة بعد يوم من انطلاقها في 13.2.2017 في حي المنشية بدرعا البلد.
واستشهد المراسل الميداني “محمود عويضة الجباوي” الملقب بـ “حبّوس” من مواليد درعا البلد، جراء الإشتباكات الدائرة ضد ما يسمى بجيش خالد المبايع لتنظيم داعش في 20.3.2017 حوض اليرموك غربي درعا.
وقال محمود الحوراني، العضو في مكتب التحرير “التجمع يعني لي شيء عظيم، كونه واكب منذ بدايات الثورة المباركة المظاهرات، وأولى هذا الجانب اهتماماً كبيراً. وما أشعر فيه بالفخر من خلال عملي ضمن التجمع هو الحرية المطلقة في عملنا دون أي ضغوطات تفرض علينا وعدم تبعية التجمع لأجندات خارجية”.
وتحدّث أبو عبيدة الرفاعي، عضواً في مكتب النشر “أعمل مع فريق عمل ضمن مكتب النشر على متابعة الأحداث الخاصة بالجنوب السوري ونتحرى صحة الأخبار من شبكة مراسلين في التجمع موزعين على غالبية مناطق الجنوب السوري”.
وأشار الرفاعي “نبتعد في صياغتنا عن الأخبار التي تفضي إلى الفتن وما يفرح به نظام الأسد وتنظيم داعش إذ نسعى جاهدين لدحض الشائعات ورفع معنويات أهلنا الصامدين في حوران”.
لقد آمن التجمع من بداية تأسيسه بأهميه الكلمة، وقدرتها على النفاذ إلى العقول قبل القلوب، فكانت كلمتهم قوية قوة السلاح آمنوا بها وعاهدوا أنفسهم بإيصالها، حرة لا لبس فيها. فكان عهدهم صادقاً صدق كلماتهم وتقاريرهم صادقة صدق دماءهم التي روت الأرض، فاخضرّت وأزهرت فرحاً بأبناء عاهدوا فصدقوا وجعلوا كلمتهم عليا تعانق آمال وآلام أهلهم ووطنهم لتصل بهم نحو زوال الظلم والطغيان ونيل الحرية.