حقيقة ما يجري في درعا؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبدالله
كثُر اللغط مؤخراً عن الأحداث الجارية في درعا، وكثرت معها التحليلات والتساؤلات المنطقية وغير المنطقية، التي بدأت مع العملية العسكرية في جاسم وما تزال مستمرة مع انتقال العمل العسكري إلى درعا البلد، بعد حادثة التفجير الانتحاري والتي كانت سبباً مباشراً في إعلان المعركة ضد خلايا تنظيم داعش ومن يساندهم من أبناء المنطقة.
لؤي العلي يدعم الدواعش؟
من بين التساؤلات المنطقية والمحقة؛ كيف يمكن أن يكون لؤي العلي داعماً لقادة التنظيم في الوقت الذي تتدخل مجموعاته المحلية للقضاء عليه؟
وللإجابة عن هذا السؤال ينبغي علينا الوقوف في محطات عديدة بدءاً من ظهور التنظيم بعد ادعاءات النظام القضاء عليه في منطقة حوض اليرموك منتصف العام 2018 وحتى إعلان الفصائل المحلية المعركة ضد خلاياه المنتشرة في أكثر من منطقة.
المحطة الأولى والأهم كانت اعتقال بعض عناصر وقادة التنظيم بعد العملية العسكرية في آب/أغسطس 2018، وسرعان ما أطلقت المخابرات الجوية والفرقة الرابعة سراح العشرات قادة وعناصر التنظيم بعد أشهر من الاعتقال، في محاولة منها لخلط الأوراق في المنطقة وإيجاد الحجج للتدخل تنفيذاً للمخطط الإيراني في الجنوب، ولا يعني إطلاق سراح قادة من التنظيم التنسيق بين الطرفين بالضرورة، إلا أن مخابرات الأسد وإيران تدرك أن الهدف الأول للتنظيم سيكون التخلص من معارضي النظام بتهم الردة والعمالة وهي مصلحة للنظام وإيران في المقام الأول.
كما أن ارتباط بعض قادة التنظيم بمخابرات النظام تسهل عليه التحكم بالعناصر وتوجهيهم لتحقيق الأهداف التي أطلق سراحهم من أجلها.
اقرأ أيضاً.. مهام أمراء داعش في درعا من الفتك بجسد الثورة إلى سجون الأسد ثم لصفوف قوّاته
كما وفّر النظام الحماية اللازمة لقادة التنظيم ممن أخرجهم من سجونه أو أولئك الذين بقوا في المنطقة، إذ منع العميد “لؤي العلي” قائد إحدى المجموعات التي تعمل لصالح الأمن العسكري من اقتحام مزرعة منتصف العام 2019 كان يتحصن فيها القيادي في التنظيم خالد النابلسي “أبو البراء” كذلك سهلت قوات النظام دخول بعض العناصر والقيادات من ريف دمشق الجنوبي إلى المنطقة.
وكانت المحطة الثانية محاولة نظام الأسد ابتزاز الأهالي وإجبارهم على أحد أمرين؛ فإما أن تدخل قواته لملاحقة التنظيم أو أن يتخلص الأهالي منهم، والرابح في هذه المعادلة وعلى اختلاف الخيار هو للنظام الذي يسعى للتخلص من الطرفين بضربهم ببعض.
عناصر التنظيم ثوار ؟
روّجت صفحات وحسابات بعضها وهمي وغير معروف من يديره لرواية مفادها أن مجموعات محلية تتبع للنظام تلاحق رافضي التسوية وهو ما ينفيه الواقع وتكذبه الأحداث على الأرض.
في حي طريق السد يتحصن قادة التنظيم في نقاط تتبع لمحمد المسالمة الملقب “هفو” ومؤيد حرفوش “أبو طعجة” والمعروف عن هذه الأسماء تورطها في عمليات اغتيال بحق قادة وعناصر سابقين في فصائل المعارضة، وعمليات أخرى لصالح تجار مخدرات، وتسهيل تنقل عناصر وقادة التنظيم مقابل مبالغ مالية.
يتجاوز عدد العمليات التي نفذتها مجموعات من التنظيم وأخرى على صلة بقيادته أكثر من 100 عملية في جاسم ودرعا البلد وغربي المحافظة، استهدفت في معظمها معارضين للنظام أو أصحاب رؤوس أموال بعد امتناعهم عن دفع الأتاوات المفروضة عليهم لصالح التنظيم.
الفيلق عدو.. ومظاهرات لإخراجه ؟
يحاول “تجمع أحرار حوران” التزام الحياد ونقل الواقع من دون التحزب لجهة أو طرف، مراعياً أن تكون مصلحة أهالي المنطقة أولوية، وتوجيه البوصلة دوماً نحو معاناة الناس على اختلاف المسبب والجهة، وسبق للتجمع أن نشر انتهاكات عناصر اللواء الثامن في أكثر من منطقة في المحافظة.
وعليه وجب التنويه أن اللواء الثامن وبحسب المعلومات من جاسم ودرعا البلد دخل المعركة بناء على طلب من الأهالي، وبعد التواصل مع قادة ميدانيين في اللواء أكدوا أن العملية العسكرية لم تكن بأوامر من النظام، مع التوضيح أن تبيعة اللواء الإدارية لشعبة المخابرات العسكرية 265 في السويداء.
وأما عن المظاهرة التي خرجت من المسجد العمري متجهة إلى حي طريق السد رافعةً شعارات خروج الفيلق من المنطقة، فإن تلك المظاهرة كما أوضح أحد منظميها أن لها ثلاثة مطالب، الأول حقن الدماء بين أبناء المحافظة، وإعادة الأهالي إلى منازلها، ومحاولة توفير حلول غير الحلول العسكرية.
المحامي عدنان المسالمة أكد في اجتماع لوجهاء وأعيان درعا البلد يوم أمس الاثنين 8 تشرين الثاني، أنّ النظام رفض مشاركة اللواء الثامن، لكن الأهالي أرادوا تدخل اللواء الثامن في العمل العسكري ضمن منطقة طريق السد بدرعا.