بعد سنوات على مقتله.. لماذا تُنشر تسريبات التنظيم اليوم؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبد الله
بدأ تجمع أحرار حوران قبل أيام بنشر تسريبات بين أمنيي تنظيم الدولة وبعض قادة المجموعات لتنفيذ أعمال ضد قيادات في الجيش الحر وتفجير مقرات واستهداف بعض نقاط تمركز العناصر والقيادات.
وحصل التجمع على التسريبات قبل أيام وبدأنا بنشرها تباعاً، لنبين للرأي العام في المنطقة الجنوبية من سوريا دور قادة وخلايا التنظيم في عمليات الاغتيال والاستهداف لقيادات في المعارضة منذ سنوات وقبل أن يسيطر النظام على المنطقة.
وكانت مثل هذه العمليات خدمة للنظام وحليفه الإيراني الذي كان يسعى للسيطرة على المنطقة، وكان عناصر وقادة التنظيم ينفذون تلك المهمة عبر التفجيرات والاغتيالات التي تسهل على النظام وحلفائه دخول المنطقة.
وفي ردنا على سبب تسريب التسجيلات في هذه الفترة، بررت المصادر التي زودتنا أن المحادثات التي عُثر عليها في هاتف الأمني لدى تنظيم الدولة “أسامة الزير المسالمة” بعد مقتله في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 تأخر نشرها لسبب أن فصائل المعارضة كانت تلاحق المجموعات المتورطة في مثل هذه العمليات، ونشر مثل هذه المقاطع والتسجيلات يؤثر بشكل مباشر على تلك العمليات.
إضافة أن هذه الوثائق والتسجيلات تعتبر من الأدلة الجنائية التي تدين العديد من الأشخاص في هذا الملف وتعتبر من أصول سرية التحقيق.
في السياق نفسه فقد اغتيل معظم فريق التحقيق التابع للبنيان المرصوص بعد اتفاق التسوية عام 2018 من قبل العناصر المدانة في التسجيلات الموجودة في هاتف “أسامة الزير”، وهو ما منع ظهورها في تلك الفترة على الإعلام.
في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2019 قضى الشاب “محمد قاسم الصياصنة” (أبو سليمان) محقق في البنيان المرصوص وأحد كوادر درعا البلد الثورية، بعملية اغتيال استهدفته مع شقيقه في درعا البلد.
وفي 26 آذار/مارس 2020 قضى القيادي السابق في الجيش الحر “معتز قناة” (أبو العز) مدير الملف الأمني في البنيان المرصوص، وقصى إلى جانبه القيادي “عدنان أبازيد” (أبو النور) بعملية اغتيال في منطقة طريق السد.
وبحسب مصادر محلية لتجمع أحرار حوران فإن المدعو “محمد المسالمة” الملقب بـ (هفو) أحد المتهمين باستهداف محققي البنيان المرصوص بهدف إخفاء الوثائق والتحقيقات التي كانت بحوزتهم والتي تكشف تورطه مع قادة من تنظيم الدولة بعمليات قتل وجرائم في محافظة درعا.
وتضيف المصادر أن بعض الأسماء المتورطة في العمل مع التنظيم كانت قد أعلنت رجوعها عن العمل لصالح التنظيم، وكان إعلانهم بمثابة فرصة لتسوية معهم.
وبعد إعلان المعركة ضد خلايا التنظيم في المنطقة وإعلان المجموعات المحلية قرار التخلص منها جاءت عملية نشر التسريبات للتعريف بطبيعة عمل هذه المجموعات وأسباب العملية العسكرية.