هل قتل “أبو طارق الصبيحي” باشتباكات طريق السد؟
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
أعلنت قوات النظام يوم أمس السبت، العثور على جثث قياديين في تنظيم الدولة، أثناء عمليات التمشيط التي أجرتها في منطقة درعا البلد بعد انتهاء المواجهات العسكرية بين المجموعات المحلية واللواء الثامن من جهة، ومجموعات متهمة بالانضمام للتنظيم من جهة أخرى.
ونقلت الوكالة السورية للأنباء الموالية لنظام الأسد عن مصدر أمني قوله أنه جرى العثور على جثث قتلى أبرز متزعمي تنظيم داعش في حي طريق السد في مدينة درعا خلال عمليات التفتيش المستمرة.
ومن بين القتلى القيادي “محمد قاسم الصبيحي” (أبو طارق)، والأمير العام للتنظيم في درعا البلد “أبو حمزة الشامي”، إضافة إلى الأمير العسكري للتنظيم “أبو سالم الديري” بحسب المصدر.
مصدر خاص قال لتجمع أحرار حوران إن الصبيحي خرج مصاباً مع كادر مسعف من حي طريق السد خلال الأيام الخمسة الأولى من المواجهات العسكرية، وذلك عن طريق وادي الزيدي، حيث فُقد والكادر بشكل كامل.
وتفصل منطقة وادي الزيدي حي طريق السد عن مركز مدينة درعا البلد، وتنتهي عند قرية زيزون، غربي المحافظة، ويتحول اسم الوادي بعد القرية إلى اسم وادي اليرموك.
من جانبه تواصل تجمع أحرار حوران مع عدد من قادة المجموعات المحلية والشخصيات البارزة في المحافظة، ومعظمهم أكد أنه جرى تسليم الهلال الأحمر السوري عدد من الجثث تابعة لعناصر التنظيم، ولم يستطيعوا التأكد من وجود “الصبيحي” بينهم.
حيث نشر النظام صورة لإحدى الجثث قال إنها تعود للقيادي “الصبيحي” حيث يظهر عليها آثار كدمات وعمليات جراحية، ولم يتسنى لأهالي المنطقة التأكد منها.
وكانت المجموعات المحلية واللواء الثامن أطلقت عملاً عسكرياً في 31 تشرين الأول/أكتوبر الفائت، على مجموعة عناصر تتهمهم بالانضمام إلى تنظيم داعش في منطقة حي طريق السد.
وجاءت العملية العسكرية بعد تفجير انتحاري بحزام ناسف استهدف منزل القيادي السابق في الجيش الحر “غسان أكرم أبازيد” والذي أدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين بجروح.
وانتشر تسجيل صوتي للقيادي “خالد أبازيد” يتهم كلاً من “محمد المسالمة” الملقب بـ “هفو” و “مؤيد حرفوش” الملقب بـ “أبو طعجة” بإيواء قادة وعناصر من تنظيم داعش، الذين تم تجنيدهم من قبل المخابرات الجوية وإيران.
في حين نفى كلاً منهما الاتهامات المنسوبة إليهم بتبعيتهم لتنظيم داعش واتهموا المجموعات المحلية بتبعيتها لفرع الأمن العسكري.
ووجه ناشطون وقادة سابقين في الجيش الحر أصابع الإتهام لجهاز الأمن العسكري والميليشيات الإيرانية بنقل قادة وعناصر التنظيم من منطقة لأخرى بهدف تصاعد عمليات القتل بحق أبناء محافظة درعا، وخلق الذرائع للقيام بحملات عسكرية تستهدف المناطق التي ما زال يحاول فرض سيطرته عليها.
من هو أبو طارق الصبيحي؟
ينحدر “محمد قاسم الصبيحي” من بلدة عتمان شمالي درعا، وكان قيادياً سابقاً في إحدى فصائل الجيش الحر قبيل سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية على المحافظة عام 2018.
في أيار/مايو 2020 داهمت مجموعة كان يتزعمها “الصبيحي” مخفر شرطة المزيريب، واحتجزت عناصره البالغ عددهم 9 قتلتهم جميعاً على خلفية اغتيال ابنه “شجاع الصبيحي” وأحد أقاربه “محمد أحمد الصبيحي” والذين عثر على جثتيهما بالقرب من حاجز للمخابرات الجوية في ريف درعا الأوسط.
اقرأ أيضاً.. قتلى في ريف درعا.. والنظام المُتهم
ومطلع عام 2021 أصيب “الصبيحي” بجروح جراء تعرضه لمحاولة اغتيال عن طريق انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من بلدة المزيريب غربي درعا.
وتتهمه قوات النظام بالوقوف وراء العديد من العمليات التي استهدفت آليات وعناصر تابعين لها في ريف درعا الغربي، كما تتهمه بالتبعية لتنظيم الدولة، بينما قالت مصادر مطّلعة لتجمع أحرار حوران إنّ الصبيحي لم يكن تابعاً للتنظيم.
وطالبت قوات النظام إبان محاصرة مدينة طفس في كانون الثاني/يناير 2021 بترحيل “الصبيحي” برفقة خمسة آخرين بتسليم أنفسهم أو الترحيل القسري إلى الشمالي السوري، لتجري عقبها مفاوضات مع اللجنة المركزية لريف درعا الغربي، والتي أفضت إلى دخول قوات النظام إلى المدينة، وتسليم عدد من الأسلحة والذخائر.
وفي منتصف آذار/مارس من العام ذاته، قامت ميليشيات الفرقة الرابعة المدعومة من إيران، بتفجير منزل يلتصق بمنزل “الصبيحي” في بلدة المزيريب غربي درعا، بعد أن قامت بتفخيخه، متهمةً الصبيحي أنه كان متواجداً بهذا المنزل.
في أيّار/مايو 2022 تداول ناشطون تسجيلاً صوتياً للصبيحي نفى تفويضه لأي أحد للحديث باسمه مع النظام السوري قائلاً “أنا لم أجالس أيًا من أركان النظام، وقد طلب مني الروس الجلوس معهم فرفضت، وكذلك طلب مني العميد لؤي العلي قائد الأمن العسكري بدرعا ورفضت”.