من المستفيد من الاحتجاجات في الأردن ؟
تجمع أحرار حوران – سلام عبدالله
لا يمكننا تجريم المحتجين في الأردن وليس من حقنا أن نكيل لهم الاتهامات بالعمل لصالح جهات خارجية، كعادة الأنظمة العربية في تسويق رواياتها ضد المعارضين، وجميعنا يعرف أن من أسباب الاحتجاجات في الأردن مطالب على رأسها الأوضاع الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية عند معظم أبناء الطبقة المتوسطة الأمر الذي انعكس سلباً على حياة آلاف الأسر في المملكة، وجاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية ليزيد الطين بلّة، فكان للقرار انعكاسات على ارتفاع أسعار السلع بشكل عام.
الاحتجاجات بدأت بإضراب لسائقي النقل بما فيها سائقي سيارات الأجرة داخل مدن المملكة وسيارات الشحن داخل وخارج الأردن، مع احترام الحكومة لحق المواطنين في التعبير عن مطالبهم وحماية حقهم في التظاهر وتأمين أماكن الاعتصامات منعاً لأي فعل قد يعكر الصفو العام في المملكة.
وعلى الرغم من تلك الاحتياطات والانتشار الأمني الكثيف إلا أن المحظور وقع، في مدينة الحسينية جنوبي البلاد تعرض ضابط برتبة عقيد للقتل قنصاً برصاصة مجهول أثناء تأديته الخدمة.
كانت الحادثة مفاجأة للشارع الأردني بما فيه المحتجون الذين استنكروا الفعل، فعنصر الأمن أحد أبناء الشعب والتعدي عليه مدان عشائرياً قبل إدانته قضائياً، عشرات الأسئلة طرحت عن المستفيد من قتل الضابط والمبررات للقتل خاصة أن الأردن لم يشهد أعمال عنف ضد المحتجين ولم تُسجل أي حالة قتل بحقهم، إذا ما حاول البعض اعتبار عملية القتل كرد فعل على التجاوزات بحق المحتجين.
بعض تلك الأسئلة تجيب عنها حسابات “الذباب الإلكتروني” الذي تديره المخابرات الإيرانية، شنت تلك الحسابات حملة غير مسبوقة على الأردن محرضة على مزيد من العنف ومزيد من التخريب ومواجهة الأجهزة الأمنية.
لا تعرف تلك الدعوات البراءة ولا تريد الخير للأردن وكلنا يقين أنها لا تدعم حركات تحرر الشعوب ولو كان الأمر كذلك، لكان الأجدى بها أن تدين عمليات الإعدام التي تنفذها إيران بحق قادة التظاهرات في المدن الإيرانية.
على العكس من ذلك تسعى هذه الحسابات في حملة منظمة لتشويه صورة الأجهزة الأمنية في الأردن كجزء من الخطة التي تسعى قيادتها لتنفيذها في خطوة لإتمام الهلال الشيعي الذي حذر منه الملك عبدالله قبل سنوات.
والمتابع لتطورات الأحداث في الأردن وقبلها سوريا يعرف تماماً من الجهة التي تحاول التصعيد بالرغم من الاختلافات بين مطالب المحتجين في البلدين واختلاف البدايات وربما النهايات أيضاً ستكون مختلفة.
التشابه الوحيد بينها هو الجنوب، الاحتجاجات بدأت في سوريا جنوباً ومنها بدأت قوات النظام قتل المحتجين في الجنوب سقط أول ضحية وسالت أولى الدماء، في الأردن أيضاً وبخلاف سوريا بدأت أولى عمليات القتل في الجنوب، لكنها استهدفت ضابطاً على رأس عمله لا مواطناً يسعى إلى تحسين أوضاعه، هنا يمكننا تفسير ما حدث في سوريا وما قد يحدث في الأردن.
في سوريا حاولت إيران قمع الثورة عبر قتل المحتجين تماماً مثل ما تفعل في المدن الإيرانية، أما في الأردن فبدأت العملية بقتل الضابط لخلق حالة من الفوضى ودفع السلطات الأردنية إلى استخدام القوة في محاولة لخلق حالة من التشابه بين الأنظمة والحكومات وطريقة تعاملها مع الشعوب في المنطقة.
وأما عن تساؤلات البعض عن هدف إيران من تأجيج الأوضاع في بلد عربي ليس قريباً من حدودها ولا يشكل خطراً على أمنها القومي في وقت تشهد فيه إيران احتجاجات لم تهدأ وتيرتها منذ أشهر.
يمكن الإجابة عن السؤال من شعارات الثورة الإيرانية التي رفعتها بعد نجاح الثورة المزعومة عام 1979 والتي تصدرها شعار تصدير الثورة، الذي يعني السيطرة على دول المحيط.
عملياً سيطرت إيران على سوريا والعراق ولبنان واليمن، وبات الأردن في عين العاصفة الإيرانية لتحقيق الهدف في الوصول إلى السعودية قبلة العرب الروحية والاقتصادية والسياسية، أما عن قرب الأردن وبعدها من حدود إيران فإيران اليوم جارة للأردن في درعا، وتعتبر الأردن طريقاً لنقل المخدرات وشريان اقتصادي تحاول الأردن قطعه ما يضاعف رغبة إيران في القضاء عليه.