تفاصيل اغتيال “الشاغوري” بعملية احترافية أودت لمقتل شابين آخرين
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
قُتل صباح اليوم الجمعة، 20 كانون الثاني، القيادي السابق في الجيش الحر، محمد علي الشاغوري الملقب “أبو عمر الشاغوري”، مع اثنين آخرين تواجدوا برفقته في منزله الكائن في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران، إنّ حوالي 25 شخصًا مجهولًا نفذوا عملية الاغتيال بالأسلحة الخفيفة بحق “أبو عمر الشاغوري” أحد أبرز المطلوبين لنظام الأسد في ريف درعا الغربي عن طريق مهاجمة منزله ودارت اشتباكات عنيفة أثناء الهجوم أسفرت عن مقتل الشاغوري وشابين آخرين من مجموعته.
ووردت أنباء تفيد بأنّ الشابين أحمد خالد المصري ومحسن زيتاوي الذين كانوا برفقة الشاغوري وجدت جثثهم في معمل الكنسروة شمال بلدة المزيريب.
وقال مصدر خاص لتجمع أحرار حوران إن عملية الاغتيال هذه عملية محكمة قياسًا بتفاصيلها إذ أن منفذي الهجوم على منزل الشاغوري يبدو بأنهم محترفون جدًا فبعد مقتل الشاغوري طاردهم الشابين أحمد المصري ومحسن زيتاوي بالدراجات النارية لكنهم نصبوا الفخاخ على طريق انسحابهم وتمكنوا من قتل الشابين أيضًا ورمي جثثهم في الكنسروة.
وبحسب مصدر مقرّب من الشاغوري أوضح بأنه ساهم بكشف خلية سرقة ونهب بعد إلقاء القبض على خمسة منهم في بلدة المزيريب قبل أيام واعترفوا بسرقة 50 موقعًا ما بين محل تجاري أو منزل بقيمة مسروقات تجاوزت 250 مليون وما زالت هذه الخلية محتجزة عند مجموعة محلية يقودها الشاغوري في المزيريب.
ويعد الشاغوري أحد الأشخاص الستة الذين طالب نظام الأسد والفرقة الرابعة ذراع إيران بتهجيرهم مع عائلاتهم نحو الشمال السوري إبان الحملة العسكرية للنظام على مدينة طفس والقرى المحيطة بها بريف درعا الغربي في كانون الثاني من عام 2021.
وكان الشاغوري سابقًا قياديًا في فصيل محلي يتبع للجيش الحر وشارك في العديد من المعارك ضد نظام الأسد وفقد قدمه بانفجار لغم خلال معركة تحرير تل الجموع العسكري بريف درعا الغربي عام 2014 بالإضافة لتعرضه لعدة إصابات أخرى خلال المعارك التي دارت قبل العام 2018.
وبالرغم من ذلك فإن الشاغوري شخصية جدليّة في المنطقة إذ اتّهمته اللجان المركزية بتدبير عملية استهدافها على طريق “المزيريب – العجمي”، أواخر أيار 2021 لتداهم اللجنة المركزية مزرعته بعدها وأصبحت هذه الحادثة شعلة للخلافات بين الطرفين.
ونشر تسجيل مسرّب للشاغوري تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماع لمكالمة هاتفية في تموز 2021، يتحدث فيها مع العميد غياث دلة قائد قوات الغيث التابعة للفرقة الرابعة المدعومة من إيران والمشاركة حينها بالحملة العسكرية على مدينة طفس وهو ما أثار سخط الكثير ممن يعرفونه وتسببت بالشكوك حول تنسيقه مع ضباط النظام.
اقرأ أيضًا.. درعا : اغتيال مطلوبين للنظام
وكان قد ورد اسم السعد والشاغوري ضمن فيديو مسجل لاعترافات محمد ربيع العودات المعروف “حمودة تسيل” الذي ألقي القبض عليه من قبل الأمن العسكري، وظهر بفيديو يعترف فيه بمبايعة تنظيم الدولة، ومشاركته إلى جانب الشاغوري بوضع عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات ابتزاز لمدنيين في المنطقة.
وكان الشاغوري قد نفى أكثر من مرة ارتباطه بتنظيم الدولة، ومع ذلك بقي النظام مصراً على ترحيله من المنطقة إلى الشمال السوري.
وتستمر الميليشيات وأجهزة النظام الأمنية عبر أذرعهم باستهداف الشخصيات المعارضة والقياديين، إضافة إلى عمليات الاغتيال النوعية التي تستهدف الشخصيات المؤثرة في المحافظة والتي تعمل كمحرض ضد المشروع الإيراني.
وتلعب إيران الدور الأكبر في عمليات الاغتيال الحاصلة بمحافظة درعا بداية كانت عن طريق الفرقة الرابعة وبعدها عن طريق خلايا أمنيّة تتبع للمخابرات الجوية التي أصبحت تتولى ملف الاغتيالات بشكل أكبر خدمة لمصالح إيران في المنطقة الجنوبية من سوريا.
ووثق مكتب التوثيق في تجمع أحرار حوران 388 عملية ومحاولة اغتيال على مدار العام الفائت 2022، نتج عنها مقتل 313 شخصًا من إجمالي عدد القتلى الكلي، موزعين على 222 قتيلًا مدنيًا، و 91 قتيلًا من غير المدنيين.