حي المنشية وأهميته الإستراتيجية لفصائل الثوار وقوات الأسد ..
درعا : الأحد / 16 – نيسان – 2017
أبو ربيع الحوراني لتجمع أحرار حوران
حي المنشية.. أحد أحياء “درعا البلد” يقع في الجهة الغربية منها و يتصل بجمرك درعا القديم من الجهة الجنوبية ولا يبعد عن بوابته الرئيسية سوى مئات الأمتار ، فيما يشرف من الجهة الشمالية والشمالية الغربية على منطقة “سجنة” الإستراتيجية والقسم الغربي من درعا المحطة “مركز المدينة” والذي تسيطر عليه قوات الأسد..
هذا القسم الذي يضم قيادة اللواء 132 وبعض القطعات العسكرية التابعة له بالإضافة لفرع الأمن العسكري ومنطقة “البانوراما” التي تضم كتيبة المدفعية 285 وغرفة عمليات قوات الأسد الرئيسية في المحافظة.
لهذه الأسباب يكتسب هذا الحي أهميته الإستراتيجية الكبيرة بالنسبة لفصائل الثوار وقوات الأسد على حد سواء.
وتكمن أهمية هذا الحي بالنسبة لقوات الأسد كونه على تماس مباشر مع جمرك درعا القديم الشريان الوحيد الذي يصل ريف درعا الشرقي بريفها الغربي ، والتي حاولت قوات الأسد أكثر من مرة التسلل إليه بغية فرض سيطرتها عليه في نية منها لفصل الريفين عن بعضهما البعض ، ومنع التواصل بين الفصائل العاملة في المحافظة ، إلا أن هذه المحاولات باءت جميعها بالفشل بعد تصدي الفصائل العاملة هناك لهذه المحاولات و التي كانت سبباً رئيساً في إعلان عدة فصائل ثورية مؤخراً عن تشكيل “غرفة عمليات البنيان المرصوص” والتي أطلقت معركة أسمتها “الموت ولا المذلة” ضد قوات الأسد داخل حي المنشية بهدف تحريره والسيطرة عليه وقطع الطريق على مخططات قوات الأسد.
وقد تمكنت هذه الفصائل وبعد اشتباكات عنيفة من السيطرة على أجزاء واسعة من الحي قدرت بـ 85 % من كامل مساحته، حيث تم على اثرها مقتل وجرح وأسر العشرات من قوات الأسد والميليشيات المتعاونة معها وتدمير عدد كبير من تحصيناته وآلياته العسكرية داخل الحي وذلك حسب بيانات غرفة “عمليات البنيان المرصوص”
هذا وتَعتَبرُ قوات الأسد أن هذا الحي هو خط الدفاع الأول عن مركز المدينة من جهة درعا البلد كونه يقع في منطقة مرتفعة تشرف على أجزاء واسعة من مركز المدينه التي تخضع لسيطرتها حيث نقاطها العسكرية وفروعها الأمنية والتي قد تصبح بين عشية وضحاها في مرمى نيران الثوار إذا ما تمت السيطرة عليه من قبلهم ، ولهذا عمدت قوات الأسد على جعله قلعة محصنة منذ احتلالها له في نيسان من العام 2011 . لأنها تدرك جيداً أن خسارتها لهذا الحي يعرضها للكثير من المخاطر ويعتبر تهديداً حقيقياً لوجودها.
فيما تنظر فصائل الثوار لحي المنشية بمنظور آخر يختلف تماماً، وتعتبر أن تحريرها لهذا الحي هو إنهاء الاحتلال لآخر معقل من معاقل قوات الأسد في درعا البلد ورحيل آخر جندي أسدي عن أرضها ، ثم يتسنى لها الانتقال إلى المرحلة الثانية والأهم وهي تحرير درعا المحطة انطلاقاً من درعا البلد بعد تأمين السيطرة على طريق “سجنة” الواصل بين درعا المحطة وأحياء درعا البلد وهذا ما يعطي الفصائل مجالاً واسعاً للتحرك والمناورة من خلال استهدافهم المباشر لأهم النقاط العسكرية لقوات الأسد وفروعه الأمنية التي تعتبر الخزان البشري لهذه القوات داخل المدينة .