22 حالة وفاة و 55 مفقود من درعا في حادثة غرق “قارب الموت”
تجمع أحرار حوران – أيمن أبو نقطة
سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 22 حالة وفاة بينهم 3 نساء و 3 أطفال من أبناء محافظة درعا في حادثة غرق مركب يقل 750 مهاجراً قرب إحدى الجزر اليونانية، بعد انطلاقهم من مدينة طبرق الليبية إلى إيطاليا.
وقال المحامي عاصم الزعبي إنه تم توثيق وجود 112 شخصاً من أبناء محافظتي درعا والقنيطرة على متن المركب، نجا منهم 35 شخصاً، وسجّل وفاة 22 شخصاً بينهم 3 نساء و 3 أطفال، وبقي 55 شخصاً في عداد المفقودين.
وبلغ عدد الناجين من المركب 104 أشخاص، من بينهم 44 سورياً، والبقية من جنسيات متعددة منها الجنسية المصرية.
ولم تعثر فرق الإنقاء اليونانية سوى على 79 جثة بسبب عمق المياه في منطقة الغرق والتي تصل إلى 5 كيلومترات، في حين تشارك سفن خفر السواحل وفرقاطة بحرية وطائرات نقل عسكرية وطائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية، ومجموعة قوارب خاصة، في البحث عن ناجين، بعدما عاقت شدة الرياح عمليات البحث في البداية.
اقرأ أيضاً.. بيان صحفي – مركب طبرق وعشرات السوريين بين ضحايا ومفقودين
وأعلن نشطاء من محافظة درعا حداداً على أرواح ضحايا المركب في ظل توثيق عشرات الضحايا من أبناء المحافظة بين المهاجرين.
حادثة غرق المركب
بحسب رواية حصل عليها تجمع أحرار حوران من أحد الناجين فإن سفينة يونانية تسببت بغرق المركب بعد محاولة سحبه بالحبال وجره بقوة، الأمر الذي أدى لقلبه وغرق معظم من كان على متنه في وقت متأخر من يوم الثلاثاء الفائت 13 حزيران/يونيو.
وكان المركب قد تعرض لعطل في المحرك ورغم توجيه نداءات استغاثة للسلطات اليونانية إلا أن سفينة يونانية حاولت إبعاد المركب عن المياه اليونانية إلى المياه الإقليمية الدولية ما أدى لقلبه وغرق المهاجرين.
حاولت السلطات اليونانية التكتم على مسؤوليتها عن انقلاب المركب في البداية وطلبت من الناجين عدم التحدث ومنعت مقابلتهم من قبل وسائل الإعلام، لكن نشر صورة المركب قبل غرقه أثار جدلاً، ودفع المعارضة اليونانية للخروج بمظاهرات في مدينة كالاماتا التي نقل إليها ناجين.
هل تأخرت عملية الإنقاذ عمداً؟
من جهته اتهم النائب اليوناني، كريتو أرسينيس، السلطات اليونانية بجر سفينة المهاجرين قبل غرقها، وقال إن الناجين أخبروه بأنّ خفر السواحل اليوناني كان يجر القارب ثم انقلب فجأة، موضحاً أن هذه المعلومات لم تذكر في التقارير التي قدمها خفر السواحل حيال الحادثة، واصفاً ما حدث بأنه “جريمة واضحة”.
وأضاف النائب “عندما توضع الأسوار وتجري عمليات إعادة، فالفارون من بلادهم لإنقاذ أنفسهم سيسلكون طرقًا خطرة بشكل متزايد للوصول إلى بر الأمان”.
وقال موريس ستيرل، من معهد أبحاث الهجرة والدراسات بين الثقافات بجامعة أوسنابروك في ألمانيا “يتحدث خفر السواحل اليوناني عن تحول مفاجئ في الوزن. إذن ما الذي تسبب في التحول المفاجئ في الوزن؟ هل كان هناك ذعر على متن المركب؟ هل حدث شيء ما خلال محاولة تزويدهم بشيء ما؟ أم تم جرها؟ وبسبب هذا القطر، هل انقلب القارب؟”.
تنقل صحيفة الغارديان أيضًا تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي لخفر السواحل اليوناني التدخل في وقت سابق لمرافقة مركب المهاجرين إلى بر الأمان، وأكد مسؤولون حكوميون أن زوارق الدورية وسفن الشحن تتعقب المركب منذ ظهر الثلاثاء.
من جهته أيضاً قال الرئيس التنفيذي للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) هانز ليتينز، إنهم أبلغوا السلطات المحلية اليونانية مسبقاً بوجود مركب صيد مكدس بالمهاجرين قبل غرقه قبالة سواحل شبه جزيرة مورا.
ولفت في تصريح لصحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية إلى أن الوكالة رصدت الثلاثاء مركب صيد يتجه إلى اليونان وعلى متنه نحو 600 شخص مكدسين من قبل مهربي البشر على الأرجح.
وأوضح هانز “قمنا بواجبنا وأبلغنا السلطات المحلية بشأن المركب، ومن المحزن للغاية غرق المركب يوم الأربعاء ووقع حادث مأساوي آخر”.
اقرأ أيضاً.. مئات المفقودين في حادثة المركب.. هل تتوقف الهجرة بحراً؟
شركة الإنذار التي تدير شبكة عبر أوروبا تدعم عمليات الإنقاذ، قالت إنها تلقت تنبيهات من أشخاص كانوا على متن الطوابق العلوية والسفلية من القارب، قبل ساعات من غرقه، بينما أكدت السلطات اليونانية أنها نبهت وتحدثت إلى أشخاص على متن السفينة، قدروا عدد المهاجرين على متنها بـ750 شخصًا، وناشدوا بالمساعدة، لافتين إلى أن القبطان فرّ على متن قارب صغير.