ميليشيا الكسم بيدق بيد “الأمن العسكري” في درعا
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
تعرض الشاب عدي أبازيد لعملية خطف على يد عناصر يتبعون لفرع الأمن العسكري قرب المشفى الوطني بدرعا المحطة، مساء الخميس 13 تموز.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إن ميليشيا محلية يتزعمها “مصطفى المسالمة” الملقب محلياً بالكسم اختطفت الشاب عدي فراس أبازيد بواسطة سيارة من نوع “كيا ريو” بيضاء اللون، ثم اقتادوه إلى مقر الأمن العسكري في حي المطار بدرعا.
وتكررت انتهاكات الميليشيا التي يقودها الكسم في مدينة درعا وريفها مستهدفةً المعارضين والناشطين، وتتركز أعمالها على المداهمة والخطف والاعتقال والاغتيال.
مداهمات أمنيّة
وفي 12 من تموز الجاري اقتحمت ميليشيا الكسم مزرعة تقع على طريق “الطيبة – صيدا” في ريف درعا الشرقي، واعتقلت ناطور المزرعة “محمد غازي الهيلة” ثم اقتادته إلى مبنى فرع الأمن العسكري بدرعا.
كما قامت الميليشيا بسرقة ألواح الطاقة في المزرعة، ومصادرة جميع الهواتف النقالة لجميع المتواجدين في المزرعة من رجال ونساء.
وسبق أن شنت ميليشيا الكسم مداهمات أمنيّة لصالح الأمن العسكري في كل من بلدات اليادودة، وعتمان، وأم المياذن، واعتقلت مطلوبين قامت بتسليمهم للنظام السوري.
كما يقوم عناصر الكسم بإنشاء نقاط أمنية مؤقتة من مدة لأخرى على الطرقات الزراعية شرق مدينة داعل، وتفرض إتاوات مالية على المارة تحت تهديد السلاح.
وتعمد من حين لآخر إلى نصب حواجز طيارة في مدينة درعا وتعتقل شبان من المحافظة ثم تُسلّمهم لفروع النظام الأمنية، انتهى ببعضهم الموت تحت التعذيب.
وتتوجه أصابع الاتهام لـ “الكسم” بتورطه في عملية اعتقال “فارس أديب البيدر” القائد الميداني في “ألوية العمري” سابقاً، إذ سلم في 8 أيلول/سبتمبر 2018 لفرع الأمن العسكري في درعا المحطة، ولم ترد عنه أية معلومات حتى اليوم.
ميليشيا الكسم.. أداة للنظام
تملك ميليشيا الكسم مضادات أرضية وأسلحة خفيفة ومتوسطة، ويقدرها عدد عناصرها بأكثر من 100 عنصر، جلّهم من أبناء محافظة درعا، وترتبط الميليشيا بفرع الأمن العسكري بشكل مباشر كما تتلقى دعمها وتمويلها من رئيس الفرع، لؤي العلي، الذي يقدم لها تسهيلات كبيرة منها إعطاء عناصرها بطاقات أمنية وإعطائها الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات السرقة والنهب والخطف.
وتتخذ الميليشيا من حي المنشية موقعاً رئيسياً لها، كما تنتشر قوات له مع عناصر الأمن العسكري ضمن مفرزة أمنية في الجمرك القديم، وضمن أبنية سكنية في درعا المحطة.
وتشارك ميليشيا الكسم في حصار مدينة طفس الحالي وقامت باستهداف الأحياء الجنوبية للمدينة بالمضادات الأرضية ومختلف الأسلحة، كما التقط عناصر يتبعون للكسم صورة عند قبر القيادي السابق في فصائل المعارضة “خلدون بديوي الزعبي” الذي قُتل بعملية اغتيال في منطقة المفطرة على الطريق الواصل بين بلدة اليادودة وحي الضاحية في 25 آب/أغسطس 2022.
وسبق أن شاركت في حصار أحياء مدينة درعا (درعا البلد، طريق السد، المخيمات) خلال أشهر حزيران، تموز، آب، أيلول من عام 2021 إلى جانب ميليشيا الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية.
اقرأ أيضًا.. “الكسم” من قائد لواء في “الحر” إلى لعبة بيد النظام
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022 حاول الكسم الانخراط في المعركة التي أطلقها قادة محلّيون في حي طريق السد بدرعا ضد مجموعات تتهمها بالتبعية لتنظيم الدولة “داعش” إلّا أن أهالي بدرعا رفضوا مشاركته معتبرينه أحد الشخصيات التابعة للنظام السوري.
ويعتبر الكسم من الشخصيات المنبوذة في الوسط الاجتماعي في مدينة درعا بعد انضمامه لفرع الأمن العسكري في صيف عام 2018، بعد أن كان يعمل ضمن فصائل المعارضة سابقاً.
الكسم والعقوبات الدولية!
على الرغم من إدراج اسم القيادي مصطفى المسالمة على قوائم العقوبات الغربية في 28 آذار/مارس من العام الجاري، إلّا أن ذلك لم يحد من نشاطه في انتهاكات منظمة في حق السكان المدنيين في المنطقة.
وأدرج اسم الكسم على لوائح عقوبات المملكة المتحدة أنه يتزعم ميليشيا محلية تتلقى دعمها من شعبة المخابرات العسكرية في سوريا، وتعمل في تجارة وتهريب المخدرات من درعا إلى المملكة الأردنية.
ثماني محاولات لاغتيال الكسم
وتعرض مصطفى المسالمة، لثماني محاولات اغتيال منذ سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في تموز 2018، بإطلاق رصاص وعبوات ناسفة استهدفته في مدينة درعا، بعض المحاولات أسفرت عن مقتل مرافقيه وإصابة آخرين.
ونجا الكسم من محاولة اغتيال إثر استهداف مقره على طريق الضاحية في درعا المحطة بسيارة مفخخة، أدت إلى إصابة 5 عناصر من مجموعته في شباط/فبراير من العام الجاري.
اقرأ أيضًا.. درعا : كيف وظّف النظام قيادات في الثورة لخدمة مصالحه؟
وفي الثالث من حزيران 2022 تعرض الكسم لمحاولة اغتيال في حي المطار بدرعا المحطة، أصيب خلالها بجروح خفيفة، واتهم الكسم حينها القيادي في الأمن العسكري عماد أبو زريق بأنه المدبر لمحاولة اغتياله، الأمر الذي أشعل خلافاً كبيراً بينهما.
في حين استهدف تفجير منزل الكسم في حي المنشية بدرعا البلد في تموز/يوليو 2020 أسفر عن مقتل عنصرين من مجموعته وهما “باسل هاني المسالمة”، “وسيم قاسم المسالمة” (شقيق الكسم) فيما أصيب آخرون جلّهم من عائلة المسالمة بينهم طفلين.
وفي 24 كانون الأول/ديسمبر 2019 قتل شقيق الكسم الآخر “وسام قاسم المسالمة” المعروف بـ”العجلوقة” بعبوة ناسفة بالقرب من دوار الكازية بدرعا البلد.
وسبق أن صرّح قيادي سابق في الجيش الحر لتجمع أحرار حوران “لا أعتقد أن لنظام الأسد علاقة بمحاولات اغتيال الكسم، إذ أنه لا مصلحة له بموته، فهو عميل له، وينفذ أوامره، وما يفعله النظام حالياً، هو إطلاق يد الكسم، لاستفزاز المحيط، أي أن الكسم سيكون الشماعة وتمهيد أي استباحة للنظام في خطواته اللاحقة، وذلك بخطوات مشرعة”.
اقرأ أيضًا.. “الاغتيالات في درعا” عمليات ممنهجة تحصد أبناء المحافظة.. فمن المسؤول؟
ومنذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 جنّد نظام الأسد العديد من المجموعات المحلية من أبناء محافظة درعا وسلّمها السلاح والبطاقات الأمنية بهدف القيام بأعمال أمنية لاغتيال القياديين والعناصر السابقين في فصائل الثوار، وراح ضحية ذلك العشرات من أبناء المنطقة الذين فضلوا البقاء في المنطقة وعدم الانضمام لقوات النظام.