التقرير الإحصائي الشامل للانتهاكات في محافظة درعا خلال شهر تموز/يوليو 2023
تجمع أحرار حوران – فريق التحرير
شهد شهر تموز/يوليو 2023 ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال والخطف، واستمرار في عمليات الاعتقال على يد قوات النظام في محافظة درعا ضمن فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاقية التسوية في تموز 2018 بين النظام السوري وفصائل المعارضة برعاية روسيّة.
القتلى:
سجل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران خلال شهر تمّوز مقتل 57 شخصاً في محافظة درعا، بينهم سيدتين وطفلين.
وفي التفاصيل، وثق المكتب مقتل 4 أشخاص “غير مدنيين” برصاص قوات النظام، اثنان منهم قتلا أثناء محاولة النظام اقتحام الحي الجنوبي لمدينة طفس، واثنان قتلا بكمين لقوات النظام بالقرب من الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين.
كما وثق المكتب مقتل طفلين، الأول متأثراً بجراحه التي أصيب بها إثر عملية اغتيال كان المستهدف بها شخص متواجد في المكان ذاته، والثاني قتل إثر انفجار لغم من مخلفات قوات النظام شرقي درعا.
وسجل مقتل 5 أشخاص (جميعهم من المدنيين باستثناء شخص واحد يعمل لدى فرع أمن الدولة، واحد ينحدر من خارج المحافظة) عثر الأهالي على جثثهم بعد تعرضهم للاختطاف في محافظة درعا.
كما قتل شخص “غير مدني” تحت التعذيب بعد اعتقاله من قبل مجموعة محلية تابعة لفرع أمن الدولة.
وأحصى مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران 42 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، وإصابة 15 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال.
وحول توزع قتلى الاغتيالات، فقد قتل 12 أشخاص (تصنيفهم من المدنيين) موزعين على النحو الآتي: امرأة، و9 أشخاص لم يسبق لهم الانتماء لأي جهة عسكرية بينهم شخصان يتهمان بالعمل في تجارة المخدرات، وشخص يتهم بالتعامل مع فروع النظام الأمنية، وآخر منشق عن قوات النظام، بالإضافة إلى عنصرين سابقين في الجيش الحر لم ينضموا عقب التسوية لأي جهة عسكرية (أحدهما ينحدر من خارج المحافظة).
في حين قتل 15 أشخاص (تصنيفهم من غير المدنيين) موزعين على النحو الآتي: 9 عناصر سابقين في الجيش الحر 4 منهم عملوا لصالح فرع الأمن العسكري بينهم قيادي، وثلاثة عملوا في صفوف اللواء الثامن من بينهم قيادي فصل عن اللواء في وقت سابق، وعنصر ضمن مجموعة محلية مسلّحة، وواحد يتهم بالعمل لصالح ميليشيا حزب الله اللبناني
كما قتل 4 عناصر من مجموعة عسكرية تابعة لفرع الأمن العسكري، وواحد في مجموعة تابعة لفرع أمن الدولة، وواحد يعمل في اللجان الشعبية.
وضمن ملف الاغتيالات سجل مقتل 10 عناصر من قوات النظام في عمليات استهداف متفرّقة في محافظة درعا.
كما قتل عنصر واحد من قوات النظام برصاص تنظيم داعش في دير الزور (ينحدر من محافظة درعا).
وبحسب المكتب فإنّ معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر حزيران جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”، باستثناء 4 عمليات بـ “عبوة ناسفة”، و3 عمليات بـ”طائرة مسيرة”، وعمليتان بـ” قنبلة يدوية”.
وجرت العادة ألّا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال التي تحدث في محافظة درعا، لتسجّل تلك العمليات تحت اسم مجهول، في وقتٍ يتهم فيه أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية من خلال تجنيدها لمليشيات محلّية بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ومشروع التمدد الإيراني في المنطقة.
وفي قسم الجنايات، وثق المكتب مقتل 8 أشخاص (تصنيفهم من المدنيين)، موزعين على النحو الآتي: سيدة قتلت بطلق ناري بظروف غامضة ولكن يعتقد انها هي من أطلقت النار على نفسها، و 3 أشخاص قتلوا إثر خلافات تطورت لاستخدام السلاح، وشخص واحد قتل نتيجة خلاف عشائري، وواحد قتل نفسه عن طريق طلق ناري خاطئ، وواحد قتل بتفجير نفسه بقنبلة يدوية دون معرفة الأسباب، ورجل يعمل في السحر والشعوذة.
استهداف البنى التحتية:
بدأت قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها حملة عسكرية استهدفت الأحياء والسهول الجنوبية لمدينة طفس غربي درعا، وحاصرت تلك المنطقة مدة أسبوعين مستهدفةً منازل المدنيين بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية وعربات الشيلكا ما أسفر عن دمار كبير في ممتلكات المدنيين الخاصة.
كما قامت قوات النظام والميليشيات المساندة لها بتدمير 14 بناءً لمدنيين في المنطقة الجنوبية لمدينة طفس بعد تفخيخها بالألغام والعبوات، من بينها بناء حكومي يتبع لمديرية الري ومنزل للقيادي السابق في فصائل المعارضة خلدون الزعبي.
أيضاً قامت تلك الميليشيات بتدمير أبراج الكهرباء وآبار المياه وتخريب الكثير من المحاصيل الزراعية وقامت بسرقة ونهب محاصيل أخرى.
واستهدفت قوات النظام بقذائف شديدة الإنفجار بواسطة طائرات مسيّرة، إيرانية الصنع، منزلين في مدينة طفس، أحدهما تعود ملكيته لإعلامي والآخر لمدني غير مرتبط بأي جهة عسكرية.
الإخفاء القسري:
وثق المكتب خلال شهر تمّوز اعتقال 25 شخصاً من قبل قوات النظام في محافظة درعا، أُفرج عن 6 منهم خلال الشهر ذاته.
يشير المحامي عاصم الزعبي، مدير مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، إلى أنّ أعداد المعتقلين في المحافظة تعتبر أكبر من الرقم الموثق لدى المكتب، نظراً لامتناع العديد من أهالي المعتقلين عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم لتخوّفات أمنيّة وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تُحكمها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام في المحافظة، مؤكداً أنّ عملية تدقيق بيانات المعتقلين تجري بشكل متواصل في المكتب.
وحسب توزع الجهات المنفذة لعمليات الاعتقال فقد تم توثيق 18 حالات اعتقال من قبل المخابرات العسكرية، و 4 حالات من قبل المخابرات الجوية، 3 حالات من قبل المخابرات العامة.
ووثق المكتب خلال شهر تمّوز 22 حالة اختطاف في محافظة درعا، من بينهم 13 شخصاً من أبناء المحافظة اختطفوا في ريف حمص الغربي أفرج عن 12 منهم وبقي شخص واحد مخطوف.
في حين قتل 6 أشخاص بعد تعرضهم للخطف في محافظة درعا، ويبقى 3 أشخاص في عداد المخطوفين حتى ساعة إعداد التقرير.