الأوضاع الاقتصادية تؤثر سلباً على الأطفال الرضع وتهدد سلامتهم
تجمع أحرار حوران – شريف عبد الرحمن
دفعت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تشهدها البلاد، العديد من أهالي محافظة درعا إلى العودة في الزمن واستخدام وسائل “منقرضة” لتنظيف الأطفال الرضع.
وتعمد العديد من النساء إلى وضع قطع من القماش بديلاً عن حفاضات الأطفال، نتيجة الارتفاع الكبير في أسعارها، وعدم القدرة على تأمينها.
وقالت شمس عمر، وهو اسم مستعار لسيدة من ريف درعا الشرقي، يصعب علينا مثل الكثير من العائلات شراء فوط الأطفال وخصوصاً أننا بلا معيل منذ أن قتل زوجي بعملية اغتيال قبل 6 أشهر، وذلك نظراً لأسعارها المرتفعة، والتي وصلت إلى 70 ألف ليرة سورية.
وأضافت، قمت بتمزيق ملابس قديمة لأطفالي الأكبر سناً، وصنعت منها بواسطة الخياطة اليدوية، عدداً من الحفاضات أقوم بتبديلها من حين لآخر لطفلتي التي تبلغ من العمر 7 أشهر.
“أقوم بوضع قطعة من القماش الناعم، وهي القطعة الداخلية الملامسة لجلد الطفل، ثم أقوم بوضع طبقة قماشية سميكة، ومن ثم ألبسها بأكياس بلاستيكية وذلك من أجل مقاومة التسريب الذي اعتدنا عليه منذ استخدام هذه الوسيلة للتنظيف، وأخيراً أضيف شرائط من المطاط للتثبيت”.
وأوضحت أن هذه الفوط غير صحية للأطفال، ويعانون من تسلخات جلدية واحمرار في المناطق الحساسة، لكن هي البديل الوحيد في ظل هذه الظروف القاسية، وذلك على حد تعبيرها.
وبدورها قالت سيدة فضلت الكشف عن اسمها إلى المعاناة الكبيرة التي تمر بها أثناء تنظيف تلك الفوط يدوياً، حيث أنه لا يصح وضعها في آلات التنظيف مع الملابس الأخرى، وبذلك لا تُنظف بشكل جيد ويجعل الطفل عرضة للأمراض.
ولجأت العديد من العائلات إلى شراء فوط الأطفال من محلات مخصصة تبيعها بواسطة الوزن، ويبلغ سعر الكيلو غرام الواحد 55 ألف ليرة سورية.
وقال أحمد شافي، مالك متجر لبيع الفوط، إن هذه الطريقة في البيع تتميز أن الزبائن يستطيعون شراء الفوط من أجل حاجتهم اليومية بالقطعة أو القطعتين.
وأوضح أن معظم زبائنه من العمال الذين يعملون بالمياومة، بالإضافة إلى العائلات التي تكون بلا معيل، مشيراً أنه عدد كبير منهم يشتري القطعة او القطعتين بالدَّين.
وفي السياق ذاته، وصل سعر علبة حليب الأطفال إلى أكثر من 70 ألف ليرة، في حين يحتاج الطفل الرضيع وسطياً إلى علبتين في الشهر، أي ما يعادل أكثر من نصف راتب الموظف في القطاع العام لدى النظام، الأمر الذي دفع البعض إلى اللجوء لحليب الأبقار عن طريق خلطه بالماء بنسبة ثلث للحليب وثلثين للماء، والذي يعد طبياً أمراً خطيراً يهدد حياة الطفل.
وبالنسبة لأدوية الأطفال، ونظراً لارتفاع سعرها، يقومون باستبدالها بالأعشاب الطبيعية التي تنبت في المحافظة، وذلك نتيجة توفرها في معظم السهول الزراعية والحدائق المنزلية.
وتشهد محافظة درعا أوضاعاً اقتصادية سيئة ازدادت بشكل ملحوظ منذ سيطرة النظام عليها بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع فصائل المعارضة في تموز 2018 وعجزه عن تقديم الخدمات، حيث انتشر الفقر انعدمت فرص العمل للبشان، وذلك بعد خسارة المحافظة عشرات المنظمات والجمعيات الإغاثية والدولية التي كانت تقدم الرعاية والخدمات لمئات الآلاف من المدنيين.