تجمع أحرار حوران – وسام محمد
دعا وزير الخارجية الأردنية، أيمن الصفدي، دول الخليج العربي إلى التعاون مع بلاده في مجابهة تهريب المخدرات من الأراضي السورية، مشيرًا إلى فشل مساعي عمّان مع نظام الأسد.
وقال الصفدي في مقابلة له مع منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوم أمس الأربعاء 27 من أيلول، على قناة الشرق السعودية، إن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن ارتفعت وتيرتها بعد محادثات “التطبيع العربي” التي حدثت في جدّة وعمّان مع النظام السوري.
وأوضح أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لن تحل المشكلة، مضيفًا “الأردن سيفعل ما يتوجب عليه لحماية مصالحه، خصوصاً بما يتعلق بتهريب المخدرات، لأنه بعد 12 عاماً من النزاعات والصراعات المعروفة للجميع فالنظام السوري لا يسيطر على كامل أراضي سوريا”.
وأشار الصفدي إلى أن الأردن يواجه عملية تهريب المخدرات على درجة هائلة من التنظيم، مؤكدًا أنه لدى المهرّبين تكنولوجيا متقدمة للغاية فهم يستخدمون الطيارات المسيرة ولديهم نظارات الرؤية الليلية لديهم كل شيء لذا فنحن نواجه تحدياً كبيراً جداً.
وختم الصفدي “نحن نحمي حدودنا، جيشنا ووكالات أمننا متيقظة على الحدود على مدار اليوم، محاولة منع تهريب المخدرات إلى داخل البلاد، ولكن لنكن صريحين مقابل كل محاولتين أو ثلاثة يتم ضبطها ستمر محاولة أو اثنتان وهذا خطر تهديد لأمننا القومي وسنوقفه”.
لن نجعل اللاجئين ضحايا مرة أخرى
وعن ملف اللاجئين السوريين في الأردن، لفت الصفدي إلى أن الأردن من أكبر الدول التي تستضيف اللاجئين نسبة إلى عدد السكان، بالإضافة إلى وجود عدد كبير منهم في المملكة وليس في مخيمات اللجوء، منوهاً أن “اللاجئين هم ضحايا أزمة لا يمكننا جعلهم ضحايا مرة أخرى بحرمانهم من الحق بحياة كريمة”.
وأضاف “نعامل اللاجئين معاملة مساوية للأردنيين فيما يتعلق بالتعليم والصحة، لقد أعطينا 350 ألف تصريح عمل للسوريين، في وقت وصل متوسط البطالة في الأردن نحو 24%”.
لكنه أشار إلى أن الموارد بدأت تتناقص لأن اللاجئين لم يحصلوا على التمويل اللازم، ونرى الأعباء تزداد في هذه الأثناء للاستمرار في دعم اللاجئين.
الأردن يسقط مسيّرتين
وقبل يومين أعلن الجيش الأردني في بيان له عن تمكنه من إسقاط طائرتين مسيرتين محملتين بمواد مخدرة قادمتين من الأراضي السورية.
وأضاف أن الطائرتين كانتا محملتين بكمية من مادة الكريستال المخدّرة، وجرى تحويلها إلى الجهات المختصة.
وخلال الأسابيع الأخيرة زاد الصفدي من وتيرة تصريحاته المطالبة بوضع حد لعملية تهريب المخدرات عبر الحدود، رغم الحوار وتطبيع العلاقات مع النظام السوري.
وسبق تأكيد الصفدي تصريح ملك الأردن عبدالله الثاني حول شكوكه مما إذا كان رئيس النظام السوري بشار الأسد مسؤولاً بشكل كامل عن البلاد.
وقال الملك إنه غير متأكد مما إذا كان الأسد هو المسؤول الكامل عن البلاد في ضوء المشكلة الكبرى المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن.
وأضاف “أعتقد أن بشار لا يريد أن يحدث ذلك، ولا يريد صراعاً مع الأردن، لكن لا أعرف مدى سيطرته على سوريا”.
وأوضح أن إيران وعناصر مرتبطين لها داخل النظام السوري يستفيدون من تجارة المخدرات المزدهرة في البلاد.
وتابع “إننا نقاتل كل يوم على حدودنا لمنع دخول كميات هائلة من المخدرات إلى بلادنا، وهذه قضية رئيسية تستغلها جميع الأطراف، بما في ذلك بعض الأشخاص داخل النظام والإيرانيين ووكلائهم”.