درعا في دائرة الخطر ولن تكون استثناء .!
تجمع أحرار حوران – أبو ربيع الحوراني
في قراءة سريعة للأحداث الميدانية المتلاحقة التي شهدتها وتشهدها العديد من المناطق السورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة والتي غيرت كثيراً في خارطة التموضع الميداني على الأرض يتضح مدى الخطر الداهم الذي ينتظر محافظة درعا والتي تعيش اليوم حالة من الركود الميداني والترقب بانتظار المجهول .
والمتابع لهذه التطورات يدرك بلا شك أن محافظة درعا هي في دائرة الاستهداف الحتمي ولن تكون في منأى عن ذلك رغم شمولها اتفاق “خفض التصعيد” الذي التزمت به معظم الفصائل من طرف واحد على عكس قوات الأسد التي عمدت على خرقه منذ الساعات الأولى لدخوله حيز التنفيذ من خلال استهدافاتها المتكررة وشبه اليومية للعديد من مدن وبلدات المحافظة .
هذا الاتفاق “الفخ” الذي نُصب بإحكام وأوقع بعض فصائل درعا في هدن مفتوحة أضعفت موقفها وبدأت تشكل خطراً حقيقياً ستظهر تداعياته ونتائجه الوخيمة قريباً وسيدفع الجميع ثمن بقاء التمسك بهذا الخيار إذا لم تتنبه هذه الفصائل وتأخذ الدروس والعبر مما جرى في منطقة “بيت جن” وما يجري الآن في كل من الغوطة الشرقية وريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وما سبقها من مناطق أخرى خرجت من دائرة الصراع مثل داريا ووادي بردى ومنطقة القلمون وغيرها الكثير .!
مخطئ من يظن أن لدى روسيا وقوات الأسد خيارات أخرى أو استثناءات لمنطقة دون غيرها بل يتفقان على الرؤى والأهداف ويعتبران أن كل الفصائل التي تعارض نظام الأسد وتطالب برحيله هي فصائل متشددة وإرهابية يجب محاربتها والقضاء عليها ، وهذا ما أثبتته الوقائع الميدانية الأخيرة من خلال الدعم الجوي الروسي اللامحدود الذي حضيت به قوات الأسد والميليشيات المتعاونة معها والذي ساهم كثيراً في استعادة الكثير من المناطق المحررة .
وما التصريحات التي صدرت عن قاعدة “حميميم أمس الأحد والتي اتهمت فيها فصائل درعا بخرق اتفاق “خفض التصعيد” إلا رسالة استباقية تأتي في هذا السياق وتحمل الكثير من الإشارات التي يجب التوقف عندها ملياً وقراءتها بشكل صحيح ودقيق..
إن غياب بعض فصائل الجبهة الجنوبية عن المشهد الميداني منذ زمن جاء بعد أن منحت هذه الفصائل نفسها قسطاً كبيراً من “الراحة” وصل إلى حد السبات العميق ما يطرح تساؤلات كثيرة عن مدى رغبة وقدرة وجهوزية هذه الفصائل للمرحلة القادمة التي تتطلب من الجميع ضرورة اليقظة التامة والمشاركة الفاعلة والتنسيق المستمر فيما بينها وعلى كافة المستويات لتفويت الفرصة على قوات الأسد وتجنيب حوران وأهلها تبعات ما يخطط لها ويحاك .
ليس سراً إذا قلنا أن محافظة “درعا” هي في دائرة الخطر القادم ولن تكون استثناءً في هذه المعادلة بل هي على قائمة المناطق المستهدفة من قبل روسيا وقوات الأسد التي بدأت منذ زمن وحسب بعض المعلومات على استقدام قوات إضافية لتعزيز بعض مواقعها داخل مناطق تواجدها في المحافظة تحضيراً لما هو قادم .!
وما يحضر لدرعا ربما هو أكبر بكثير مما يتوقعه البعض نظراً للحقد الدفين الذي يكنه نظام الأسد لهذه المحافظة الصامدة التي أشعلت شرارة الثورة في الثامن عشر من آذار لعام 2011 والتي لقن أبطالها العدو الأسدي وميليشياته دروساً عظيمة في التضحية والبذل واستطاعوا تحرير مانسبته 65% من أراضي المحافظة التي كانت تخضع لسيطرة قوات الأسد .
ما هو مطلوب اليوم ومن كافة الفصائل العاملة على أرض حوران أفراداً وجماعات ضرورة الاستنفار الكامل واليقظة التامة والتأهب الدائم لمواجهة ما يحاك لهذه المحافظة والانتقال من حالة التشظي والتراخي والسبات التي كانت عنواناً عريضاً للمرحلة الماضية إلى مرحلة جديدة أكثر إشراقاً عنوانها التوحد والتنظيم والتنسيق والتخطيط السليم لدرء الخطر القادم الذي لم ولن يسلم منه أحد .
خطورة المرحلة تتطلب من كافة الفعاليات الشعبية والمؤسسات الثورية بما فيها الإعلامية ان تأخذ دورها الحقيقي وتستنفر كل طاقاتها لأداء واجبها الوطني الكامل كل حسب موقعه وامكاناته لوضع الجميع امام مسؤولياته لتجاوز كل المعوقات ومضاعفة الجهود والارتقاء لمستوى التحديات والطموحات التي تعيد للثورة ألقها وللنفوس طمأنينتها .
تنويه : المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.