الحدود السورية الأردنية تشتعل.. هل بدأ المخطط الإيراني ضد الأردن؟
تجمع أحرار حوران – راشد الحوراني
تشهد الحدود السورية الأردنية، منذ العام 2018 بعد سيطرة النظام السوري على الجنوب بموجب تسوية برعاية الروس، عمليات تهريب للمخدرات لم تتمكن أي جهة حتى الآن من ضبطها أو الحد منها، فهي في الواقع تصب في صالح النظام وإيران اقتصاديا بسبب المردود المادي الكبير لها.
الوجود الميليشياوي الإيراني الذي بدأ بالتغلغل والسيطرة على الجنوب منذ خمس سنوات، لم يكن فقط من أجل تهريب المخدرات، فالنظام لوحده قادر على رعاية هذه التجارة، فهناك هدف إيراني أبعد من ذلك، وهو استهداف الأردن آخر البوابات العربية التي تقف عائقًا في وجه مشروع ثورة الخميني بتشييع المنطقة.
الحرب على غزة جاءت فرصة لإيران وأدواتها في سوريا وغيرها فرصة ليس فقط للمزاودة في الشعارات، وإنما للبدء بتنفيذ المخطط الأكبر بفرض السيطرة على المنطقة سواء بالقوة، أو إحداث الفوضى، أو بتبادل المصالح مع الدول الكبرى ومع إسرائيل نفسها.
اشتباكات غير مسبوقة
شهدت الأسابيع الماضية عمليات عديدة لتهريب المخدرات وبكميات كبيرة منها ما أعلنت الأجهزة الأردنية المختصة أنها أحبطتها، وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف مهربو المخدرات عن محاولاتهم اليومية، لكن الأمر أخيرًا لم يقتصر على المخدرات بل تعداها إلى أسلحة نوعية، وزادت عمليات التهريب خلال الأيام الخمسة الماضية.
مصدر عسكري أردني، صرح الإثنين 18 كانون الأول، أن حرس الحدود الأردني يخوض اشتباكات على الحدود الشمالية مع مجموعات مسلحة ومهربين حاولوا إدخال مخدرات وأسلحة أوتوماتيكية وصاروخية إلى الأردن، وأن حرس الحدود تمكن من اعتقال 9 منهم وعرض صورهم مع بعض المخدرات والأسلحة المضبوطة.
كما أعلن المصدر العسكري ضبط 4 مليون و926 ألف حبة كبتاغون، و12858 كف حشيش تم تحويلها للجهات المختصة، في عملية هي الأكبر لهذا العام يتم إحباطها، كما تم ضبط صواريخ من طراز “روكيت لانشر”، وقذائف “آر بي جي”، وأسلحة أوتوماتيكية، وكميات كبيرة من المتفجرات والألغام المضادة للأفراد.
وبحسب الأجهزة الأردنية المختصة فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن العملية يقف خلفها مخطط لاستهداف الأمن الوطني الأردني، وأن الأشخاص الذين اعتقلوا جميعهم من الجنسية السورية.
من جهته قال الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، لموقع CNN إن القوات المسلحة الأردنية تحارب مجموعات تهريب مدعومة من قوى إقليمية على الحدود السورية.
واعتبر مبيضين أن الفوضى في سوريا وانفلات السلطة أدى إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات التي تقود حربًا إقليمية وتصدر المخدرات للأردن ومنها لدول خليجية وعربية.
وأردف أن “الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات، وهي إشكالية كبرى ليست أردنية فقط بقدر ما هي مشكلة إقليمية وجزء من الصراع الذي تقوده هذه المليشيات مستهدفة أمن واستقرار الأردن”.
وأشار مبيضين أن المهربين لجأوا لاستغلال الظروف الجوية والمناخية التي يرافقها الضباب في أوقات متأخرة من الليل وحتى الفجر للقيام بعمليات التهريب، إضافة لاستخدامهم تقنيات متطورة.
حرب إيرانية؟
الاستهداف الإيراني للأردن ليس جديدًا، فالأردن أول من حذر على لسان العاهل الأردني، عبدالله الثاني بن الحسين، من خطر الهلال الشيعي والذي تحقق فعلا وتريد إيران مده نحو الجنوب، أي ليشمل الأردن والسعودية التي تعتبر الهدف الإيراني الرئيسي.
بحسب محليين، فالأردن بعد اشتباكات اليوم التي امتدت من الفجر حتى المساء، يواجه حربًا أمنية وسياسية وعسكرية، وليست عمليات تهريب مخدرات اعتيادية، فهناك عملية استنزاف ممنهجة للجيش الأردني على الحدود الشمالية، بالتوازي مع التوتر على الحدود بين الأردن وإسرائيل من جهة، والحشد الشعبي العراقي الذي يتربص بالأردن مدفوعًا من إيران على الحدود الشرقية.
وفي تفاصيل حصل عليها “تجمع أحرار حوران” من مصادر خاصة، فإن العمليات التي جرت من الجانب السوري، هي عمليات نفذتها ميليشيات إيرانية محترفة ومسلحة، وهو السبب الذي أدى لوقوع إصابات عديدة في صفوف حرس الحدود الأردني من جهة، وطول مدة الاشتباكات التي تجاوزت الـ 11 ساعة، في حين لم يتجاوز أي اشتباك أو إطلاق نار سابق على مهربي المخدرات أكثر من ساعة في أطول وقت ليفروا إلى الداخل السوري ويتركوا ما يحملون من مخدرات.
أيضًا بحسب المعلومات فإن من تم إلقاء القبض عليهم هم مهربون اعتادوا عبور الحدود يحملون المخدرات والسلاح مقابل أجر من التجار الرئيسيين، ومن أتباع إيران والنظام السوري في المنطقة.
كما تشير كل معطيات العملية التي جرت اليوم، أنها عملية عدائية متعمدة عنوانها الكبير تهريب المخدرات، وحقيقتها استهداف أمن الأردن بشكل واضح، وحرب غير معلنة ضده من قبل إيران، فإيران هي من تصدر الأوامر لميليشياتها التي لا يمكن أن تتحرك دون أوامر الحرس الثوري وفيلق القدس الإيرانيين.
الأسد وتواطؤ متعمد
في شهر آب الماضي، وخلال لقاء لرئيس النظام السوري بشار الأسد، مع قناة “سكاي نيوز العربية” الإماراتية، أكد الأسد أن حكومته غير مسؤولة عن محاربة تجارة وتهريب المخدرات، وأن على الدول المتضررة أن تقوم بذلك، متهمًا الدول العربية الإقليمية بأنها من أوجدت البيئة لهذه التجارة.
في حين أنه قبل العام 2018، لم يكن هناك تسجيل لعمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن، أي خلال فترة سيطرة المعارضة السورية.
وما جرى اليوم على الحدود بين البلدين، يؤكد تواطؤ الأسد ومؤسسته العسكرية والأمنية، مع إيران وحزب الله اللبناني في الأعمال العدوانية ضد الأردن، وخاصة الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، والتي تعتبر الأبرز في رعاية وحماية تجارة المخدرات، إضافة إلى جهازي الأمن العسكري والمخابرات الجوية.
الأردن ومن خلال مسؤوليه، أرسل عدة رسائل للأسد، من أجل منع إرسال شحنات المخدرات، ولكن لم يكن ليعطي أي إجابة شافية، وكان حديثه يتمحور حول الفساد والانفلات الأمني في سوريا، ونفس الأمر جرى مع إيران التي لا تزال تحاول خداع الأردن دون أن تقوم بأي إجراء يذكر.
هي حرب بدأت من قبل إيران، وأدواتها النظام السوري وحزب الله ضد الأردن والسعودية ودول الخليج، ولن تقتصر على ما جرى اليوم، والأردن بات يعرف أن إيران هي العقل المدبر لكل شيء، ويعلم مدى خطر مخططها لاستهداف أمنه الوطني، واستمرار ما يجري سيجر المنطقة خلال المرحلة القادمة لمواجهات كبيرة، فيها خيارين فقط، إما أن تتوحد الدول العربية لهزيمة إيران والأسد وحزب الله، أو سيطرة إيران المطلقة على كامل المنطقة.