العاصفة المطرية تزيد معاناة النازحين في مخيمات درعا و القنيطرة
تجمع أحرار حوران – سيرين الحوراني
آلام ومعاناة كبيرة تتعاظم قسوتها في المخيمات، لتصبح فجأة وبدون سابق إنذار كارثة تهدد ساكنيها وتهدد وجودهم وحياة أطفالهم خاصة في ظل عاصفة مطرية هي الأولى في هذا الشتاء.
يسكن الخوف قاطني المخيمات منذ بداية هذا الفصل، والذين يفتقدون في ظل هذا الوضع المأساوي إلى المسكن الآمن وأغطية ترد البرد ولا حتى وسائل تدفئة تخفف من وطأة البرد عن أجساد أنهكها المرض وأتعبها برد الشتاء.
تعرضت العديد من مخيمات محافظتي درعا والقنيطرة (الجمعة) إلى أمطار غزيرة مصحوبة بالرياح، أدت لانهيار العديد من الخيم البالية فوق ساكنيها تبعها نداءات استغاثة من قاطني المخيمات لفرق الدفاع المدني في المحافظتين.
وأوضح نسيم حسين، مدير مخيم تل عكاشة في محافظة القنيطرة لـ “تجمع أحرار حوران” “تعرض المخيم إلى عاصفة مطرية أدت لانهيار مجموعات من الخيم فوق ساكنيها، والتي أصبحت بدورها مستنقعات مائية موحلة بسبب الأمطار الغزيرة وعدم تصريفها مما اضطرت إدارة المخيم إلى جمع كل عائلتين أو ثلاث عائلات في خيمة واحدة حفاظًا على سلامتهم، ريثما يتم تدارك هذه المأساة”.
ولا يقتصر الأمر على مخيم تل عكاشة فقد تضررت غالبية المخيمات في محافظة القنيطرة ومنها ( مخيم الرفيد، مخيم بريقة، مخيم الرحمة، مخيم أهل الشام، مخيم الكرامة، مخيم الشحار).
وأضاف حسين “سارعت فرق الدفاع المدني بالحضور إلى المخيمات المتضررة وساعدت المنكوبين فيها حيث تم تدارك الوضع مؤقتًا”.
وناشد حسين المنظمات الإنسانية بالنظر إلى وضع مخيمات درعا و القنيطرة كافة، لكون الخيم الموجودة تعتبر “بالية” وقد تجاوزت الخمس سنوات، حيث لا تقوى على حماية ساكنيها من كبار السن والأطفال والنساء الذين يعانون معاناة مأسوية في هذه الأوقات.
وكان تجمع أحرار حوران بثّ شريطًا مصوّرًا قبل شهر لخيم مهترئة يتكدّس فيها نازحون لأكثر من ثلاث سنوات في مخيم الرفيد بمحافظة القنيطرة.
وتواصل تجمع أحرار حوران مساء الأمس مع أيمن السحيتي، أحد المسؤولين عن مخيم تل السمن بريف درعا الغربي، الذي أشار إلى أنّ هذه العاصفة تسببت بانهيار الخيم و تمزقها فضلًا عن فيضان المياه داخل الخيم وإرغام ساكنيها على تركها حرصًا على سلامتهم.
من جهته قال عمر المدلجي، مراسل تجمع أحرار حوران شرقي درعا، “أدت العاصفة المطرية إلى تطاير الخيم الواقعة ضمن المخيمات العشوائية بالقرب من بلدات المسيفرة والغرايا بريف درعا الشرقي، والتي أصبحت أشبه بالمستنقعات المائية وذلك لسوء تصريف المياه”.
يجدر بالذكر أنّه يقطن في مخيمات القنيطرة قرابة الـ 10 آلاف نازح، مهجّرين من مناطق مثلث الموت والغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق منذ ربيع عام 2013 ، بعد اندلاع معارك ضارية بين الثوار وقوات الأسد في تلك المناطق.
وتتسبب العواصف المطرية والثلوج كل شتاء بوفاة العديد من الأطفال أو الشيوخ وذلك لكون وجود المخيمات ضمن مناطق صحراوية أو مرتفعة فتكون برودتها مرتفعة، بالإضافة لبعدها عن المناطق المأهولة بالسكان مما يزيد من عبء السكان في تأمين حاجاتهم الأساسية.