مجموعات “الجوية” تخطف.. والأمن العسكري يحاول خلق فتنة عشائرية جنوب سوريا
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
أقدمت مجموعة تتبع للواء الثامن على اعتقال 6 أشخاص من عشائر البدو بعد شنها حملة مداهمة استهدفت العديد من خيم النازحين من أبناء منطقة اللجاة في محيط بلدة أم المياذن شرقي درعا.
وقال مراسل تجمع أحرار حوران إن الحملة من قبل عناصر اللواء الثامن جاءت كوسيلة ضغط على عصابة خطف في منطقة اللجاة يتهمها اللواء باختطاف الشاب “محمد خير حسين المحاميد” المنحدر من بلدة أم المياذن شرقي درعا.
وأكد المراسل بأن المحتجزين الستة هم من المدنيّون ولا يرتبطون بأي جهة مسلّحة، مشيراً أنهم يعملون في المشاريع الزراعية في ريف درعا الشرقي.
وتعرض المحاميد لعملية اختطاف على الطريق الدولي دمشق – درعا بالقرب من جسر بلدة صيدا، وذلك أثناء عودته من العاصمة دمشق في 28 من شباط/فبراير الفائت.
محاولات لإيجاد فتنة عشائرية في الجنوب
قيادي سابق في فصائل المعارضة بدرعا، قال لتجمع أحرار حوران إن ضباط النظام السوري يسعون جاهدين لإيجاد فتنة بين عشائر الجنوب السوري، خاصة بين عشائر منطقة اللجاة وعشائر درعا، من خلال عمليات خطف وخطف مضاد تنفذها عصابات محلية مدعومة من فروع النظام الأمنية.
وأضاف القيادي أن تلك المحاولات لخلق فتنة عشائرية كانت واضحة في حادثة اختطاف اليافع رامي المفعلاني، ثم اختطاف الشاب عبدالله الزعبي، مشيراً إلى أن النظام يعمل على انفجار الأوضاع بشكل كبير بين مكونات الجنوب السوري وإحداث حالة من الفوضى والفلتان بين أهالي المنطقة الجنوبية.
أما القيادي السابق في فصائل المعارضة، محمد المحاميد المعروف بأبو عمر الزغلول (المقيم في الأردن) نشر عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أن هناك سياسة يتبعها النظام السوري وعلى رأسها رئيس الأمن العسكري لؤي العلي مفادها ضرب أبناء حوران بعضهم ببعض بتنفيذ من ميليشيات محلية مدعومة من النظام وميليشيا حزب الله وإيران.
ودعا المحاميد إلى “الانتباه من تلك الفتنة ومآربها وغايتها والمراد منها، الفتنة بين البدو والفلاحين”، كما وجّه رسالته إلى عشائر منطقة اللجاة “لا ننسى أن الغلبة للأحرار والشرفاء وهم كثر من بدو وأبناء حوران، البدو أهل ونسايب وجيران وشهدائنا وشهدائهم قضوا في خندق واحد، قاسمونا آلأمنا وهمومنا وعانوا معنا في التهجير والتدمير والحصار”.
شاهد.. الأمن العسكري يدعم عصابات الخطف في اللجاة
من جهته، خرج القيادي السابق في فصائل المعارضة، تمّام القطاعنة (المقيم في الشمال السوري)، بشريط مصوّر، قبل يومين، وجّه رسالة إلى عصابة خطف في منطقة اللجاة وحمّلهم مسؤولة اختطاف الزعبي، مشيراً أنهم باتوا معروفين للقاصي والداني في المنطقة.
وأوضح القطاعنة في حديثه أن هناك محاولات حثيثة من قبل رئيس فرع الأمن العسكري بدرعا، لؤي العلي، ومجموعات مرتبطة بالفرع، لخلق فتنة عشائرية بين أهالي حوران واللجاة، عن طريق عمليات الخطف الأخيرة في محافظة درعا، ودلّل على ذلك حمل أفراد عصابات الخطف لبطاقات صادرة عن أجهزة النظام الأمنية.
عصابة تابعة للمخابرات الجوية
مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران أكدت بأن المسؤول عن اختطاف المحاميد عصابة تعمل لصالح جهاز المخابرات الجوية في ريف درعا الشرقي، يتزعمها المدعو فادي الفروخ، المنحدر من ريف السويداء، ويتردد إلى قرية أم ولد الذي تربطه فيها علاقة وثيقة بالقيادي محمد علي الرفاعي، المعروف محلياً بأبو علي اللحام، والذي يتزعم مجموعة محلية تتبع للمخابرات الجوية.
وأضاف المصدر، أنه على الرغم من دعم وحماية “اللحام” لمجموعات الخطف والاغتيال وتهريب المخدرات في ريف درعا الشرقي، إلا أن اللواء الثامن لا يحرك ساكناً ضد مجموعة اللحام ولا ضد المجموعات الأخرى المرتبطة بها في بلدة المسيفرة ومنطقة اللجاة.
وتنشط مجموعة الفروخ بعملها في الخطف والسلب على الأوتوستراد الدولي دمشق – درعا، وسبق أن نشر تجمع أحرار حوران معلومات عن أفراد العصابة، وهم: فراس الديري، فادي الفروخ، وبشار الفروخ، وأكد على ذلك مصدر من “حركة رجال الكرامة” في محافظة السويداء.
والمجموعة الأخيرة مسؤولة عن اختطاف الشاب “عمر حسان العلي السويدان” (18 عامًا) الذي أفرج عنه في 30 من تشرين الثاني 2023 بعد نحو أسبوعين على اختطافه على أوتوستراد دمشق – درعا في المنطقة الواصلة بين بلدتي خربة غزالة والغارية الغربية أثناء عودته من العاصمة دمشق إلى مسقط رأسه بلدة الجيزة شرقي درعا.
وكان أفراد العصابة الخاطفة يرتدون حينها زي جيش النظام عندما اعترضوا سيارة كانت تقل “السويدان” مع شقيقه ووالدته أثناء عودتهم من العاصمة دمشق، وقاموا بإطلاق النار لإجبار السيارة على التوقّف، ليقدموا على ضرب السائق ووالدته وشقيقه ثم قاموا باختطافه ونقله إلى ريف السويداء الغربي، مكان تواجد العصابة الخاطفة.
وفي حادثة خطف اليافع رامي المفعلاني المنحدر من بلدة ناحتة، تمكن تجمع أحرار حوران من معرفة أسماء لأفراد العصابة الخاطفة وارتباطها بالمخابرات الجوية عن طريق كل من أبو علي اللحام ومحمد سلطان الكراحشة في قرية أم ولد.
اختطاف الشاب عبدالله الزعبي
وفي السياق ذاته، تستمر عصابة خطف في ريف درعا الشمالي باختطاف الشاب عبدالله عبدالحميد الزعبي (19 عامًا) من بلدة دير البخت، منذ 24 شباط الفائت، والذي اختطف من مزرعة دجاج كان يعمل فيها مع شقيقه في بلدة دير البخت شمالي درعا.
وفي الثاني من آذار الجاري تلقت عائلة الزعبي اتصالاً من عصابة الخطف تبلغهم بترك الشاب عبدالله قرب وادي العرام الواقع بين بلدتي دير البخت وكفرشمس، ليبدأ أقارب الزعبي بعملية بحث عليه دون أن يتمكنوا من العثور عليه.
وفي اجتماع لوجهاء من حوران وبلدة دير البخت قبل يومين، ذكر الشيخ فارس أحمد الزعبي أنهم تمكنوا من رصد مكالمات من برج كريم وبرج جدل في منطقة اللجاة عن طريق شبكة سرياتيل، وأعطوا مهلة لعصابة الخطف مدتها 24 ساعة للكشف عن مصيره مهددين بالتصعيد حال عدم إطلاق سراحه.
وتعيش مناطق الجنوب السوري حالة مستمرة من الفوضى والفلتان الأمني الذي ترعاه أجهزة النظام السوري الأمنية عن طريق مجموعات وخلايا تابعة لها منذ سيطرتها على المحافظة عام 2018، يُراد منها الحصول على فديات مالية من ذوي المخطوفين، وتنفيذ مهام أمنية أخرى كتنفيذ الاغتيالات وتجارة وتهريب المخدرات لصالح النظام وميليشيا حزب الله اللبناني.