اللواء الثامن يتمكن من القبض على أبو طارق الصبيحي.. هل يبث اعترافاته؟
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
قالت صفحات محلية بدرعا إن القيادي محمد قاسم الصبيحي المعروف محلياً بـ “أبو طارق الصبيحي” تعرض لكمين أثناء توجهه من منطقة اللجاة إلى السويداء أدى لاعتقاله من قبل جهة لم تُسمّها.
وأوضحت بأن شخص يدعى محمد العلوان يُلقب بـ “أبو نبال” في منطقة اللجاة قام باستدراج الصبيحي واعتقاله لصالح إحدى الجهات التي لم تأتي تلك الصفحات على ذكرها.
لكن العلوان خرج بشريط مسجّل قال فيه إن المدعو أبو موسى الطرشان تواصل معه مؤخراً وطلب منه تأمين الحماية لشخص يدعى “أبو علي” إلى منطقة اللجاة ثم إلى السويداء، تبيّن لاحقاً أنه أبو طارق الصبيحي.
ونفى العلوان علاقته بتسليم الصبيحي لأي جهة، مشيراً أن قام بتأمين نقله مصاباً إلى منطقة اللجاة ثم قام بنقله قبل عشرة أيام إلى محافظة السويداء، مع استمرار التواصل معه إلّا أن “الطرشان” طلب منه قبل يومين عدم مراسلة الصبيحي وقطع الاتصال الكلي معه.
اللواء الثامن يُلقي القبض على الصبيحي.. هل يبث اعترافاته؟
معلومات خاصة حصل عليها تجمع أحرار حوران أكدت بأن اللواء الثامن تمكن من إلقاء القبض على القيادي محمد الصبيحي “أبو طارق” يوم أمس الثلاثاء 2 من نيسان، أثناء عودته من محافظة السويداء إلى منطقة اللجاة.
وأشارت المصادر إلى أن الصبيحي كان يقيم خلال الأيام العشرة الماضية في السويداء عند المدعو “سليمان عبد الباقي” المرتبط أيضاً بأبو موسى الطرشان.
وجرت العادة ألّا يُعلن اللواء الثامن عن اعتقاله لقيادات يُلاحقها منذ سنوات، مثل قيادات تتبع لتنظيم الدولة “داعش” وأخرى مرتبطة بالتنظيم، ويقوم بتسليمهم لنظام الأسد بعد عقد صفقات معه بهدف تحصيل مكاسب خاصة، وفقاً لمصدر مطّلع لتجمع أحرار حوران.
ونقد المصدر سياسة اللواء الثامن في عدم نشر اعترافات لقيادات كانت جزءًا من الجريمة المنظمة وأعمال الاغتيال والتصفية التي أودت بحياة المئات من المدنيين والعناصر والقياديين السابقين بفصائل المعارضة، كان المستفيد الأول والأخير منها نظام الأسد وحلفائه.
وسبق أن قام اللواء الثامن باحتجاز قيادي في تنظيم داعش يدعى “أبو حمزة الشرعي” في بلدة أم المياذن في كانون الأول 2022، تبيّن فيما بعد أن اللواء قام بتسليمه لنظام الأسد.
وورد اسم “الشرعي” في تحقيق استقصائي أعدّه تجمع أحرار حوران بعنوان “تحت رعاية النظام.. الجنوب السوري بؤرة لميليشيا الاغتيالات والمخدرات” ذكر فيه أن الشرعي يعتبر المسؤول الأول عن حادثة التفجير الانتحاري الذي استهدف منزل القيادي غسان أبازيد في درعا البلد في الـ 28 من تشرين الأول 2022 والذي أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة القيادي غسان و 4 أشخاص آخرين بجروح متفاوتة.
ينحدر “الشرعي” من منطقة الغوطة الشرقية، له لقبين أحدهما “الختيار” والآخر “الشايب”، وكان يشغل منصب مسؤول المنطقة الشرقية بدرعا لصالح التنظيم، انتقل للسكن في حي طريق السد ما بين شهري آذار/تشرين الثاني من عام 2022، بحماية مباشرة من قبل عناصر مجموعة محمد المسالمة ومؤيد حرفوش، وبعد اندلاع الاشتباكات في الحي بنحو أسبوع انتقل إلى بلدة أم المياذن.
كيف أصيب الصبيحي مؤخراً؟
قال العلوان أنه نقل الصبيحي قبل 10 أيام مصاباً بجروح إلى السويداء، وطبقاً لحديث علوان فإن مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران أكدت بأن أبو طارق الصبيحي تعرض للإصابة بجروح مع أحد مرافقيه، قبل شهر في الـ 4 من آذار الفائت، وذلك أثناء تواجده بمنزل “عاصم الخطيب” في بلدة اليادودة غربي درعا، بعد أن استُهدف المنزل بقذائف من طائرة مسيرة تابعة لقوات النظام.
وأكدت المصادر أن الصبيحي شارك مع عناصر مجموعته في الاشتباكات إلى جانب مجموعة محمد جاد الله الزعبي بعد أن هاجم اللواء الثامن واللجان المركزية مواقع تمركزهم في بلدة اليادودة، مطلع العام الجاري في الـ 8 من كانون الثاني الماضي.
لكن خلافات نشبت مؤخراً بين الصبيحي وقيادات كانت قد تؤمن له الحماية في المنطقة الغربية، الأمر الذي اضطره لمغادرتها، بحسب مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران.
وشاركت مجموعة الصبيحي في عدة معارك ومواجهات ضد اللواء الثامن واللجان المركزية منذ عدة سنوات، أبرزها معركة حي طريق السد عام 2022 والتي أذاع الصبيحي فيها نبأ مقتله، لكن مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران حينها نفت نبأ مقتله وأكدت خروجه مصاباً مع كادر مسعف من حي طريق السد خلال الأيام الخمسة الأولى من المواجهات المسلّحة.
معلومات خاصة حصل عليها تجمع أحرار حوران أكدت بأن الصبيحي خرج حينها من حي طريق السد بمساعدة مجموعة محمد المسالمة “هفّو” ومؤيد حرفوش “أبو طعجة” إلى بلدة نصيب، ومنها جرى تأمين في مدينة طفس بمنزل تحت حماية المدعو “محمد بديوي الزعبي”، وكان يتنقل بين مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا.
دخل الصبيحي بمواجهة مباشرة مع اللجان المركزية غربي درعا بعد حادثة مقتل ابنه وأحد أقاربه قرب حاجز للمخابرات الجوية في ريف درعا الأوسط في الـ 4 من أيّار 2020 موجّها الاتهام للمركزية بالوقوف خلف مقتل ابنه وقريبه، لتنشأ “حرب ثأر” مع قيادات اللجنة، تلك الحرب التي مكّنت النابلسي من تجنيد الصبيحي للعمل المشترك فيما بعد ضد قيادات المركزية.
لكن هناك أشخاص استغلوا خلاف الصبيحي مع اللجان المركزية، فقدّموا الدعم الكامل للصبيحي بهدف تحقيق مآربهم ومآرب مشغليهم أيضًا الرامية إلى انفلات الوضع الأمني في محافظة درعا وتحقيق صراعات داخلية، كان المستفيد الأول منها نظام الأسد.
لعلّ أبرز الأشخاص الذين قدّموا الدعم اللامحدود لأبو طارق الصبيحي، هو القيادي صلاح الطرشان، المعروف محلياً بـ “أبو موسى الطرشان”، وهو قيادي سابق في فصيل جبهة ثوار سوريا الذي كان يقوده أبو أسامة الجولان المقرّب من دولة الإمارات والمقيم فيها حاليًا.
علاقة الطرشان بالصبيحي
مصدر قيادي سابق في فصائل المعارضة بدرعا، قال لموقع تجمع أحرار حوران إن القيادي السابق في فصيل جبهة ثوار سوريا، صلاح بركات الطرشان، المعروف محلياً بـ “أبو موسى الطرشان” يعتبر أحد المحرك والمشغل الرئيسي لأبو طارق الصبيحي، من خلال دعمه مالياً ولوجستياً وتأمين تنقله من منطقة إلى أخرى.
وسبق أن نشرت موقع تجمع أحرار حوران تقريراً بعنوان “درعا: موسم الهجرة إلى الشمال.. والإمارات” وأشار فيه أن دولة الإمارات استقبلت عشرات المعارضين من بينهم قادة فصائل متهمين بجرائم حرب، في وقت طردت فيه الأكثر إجرامًا كما فعلت مع القيادي في فصيل “جبهة ثوار سوريا”، “صلاح الطرشان” (أبو موسى) الذي عمل لسنوات كقائد فرقة “سيف الجنوب” وعُرف عنه المشاركة في عمليات اغتيال وتجارة المخدرات، اعتقلت الإمارات “الطرشان” لأشهر قبل أن تبلغه قرارها بضرورة مغادرة أراضي الدولة، لتكون وجهته التالية إقليم كردستان العراق “أربيل”.
وذكر المصدر أن الطرشان قد يعمل لصالح دولة الإمارات من مكان إقامته في أربيل، وقد يرتبط بغيرها، لكن المصدر يؤكد ارتباط الطرشان بمهرّبي وتجار المخدرات المحليين بدرعا والذين يعملون لصالح مكتب أمن الفرقة الرابعة وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة، وارتباطه الوثيق مع مجموعة أبو طارق الصبيحي، المتهمة بتنسيقها مع خلايا تنظيم الدولة “داعش” في الجنوب السوري من جهة أخرى.
كذلك استغّل الطرشان خلافه السابق مع قيادات في فصيل “جيش المعتز بالله” والتي انخرطت ضمن اللجان المركزية، فحاول التخلّص منهم عن طريق تقديم دعمه لأبو طارق الصبيحي، وبدأ هذا الدعم يتضح خاصة بعد مقتل شقيقه القيادي خلدون الطرشان الذي انضم لمكتب أمن الفرقة الرابعة عقب التسوية، والذي قتل بعملية اغتيال تعرض لها قرب خراب الشحم في الـ 6 من أيّار/مايو 2021.
تلك الخلافات بين الطرشان وقيادات تابعة لجيش المعتز سابقاً نشبت بعد قيام الطرشان بقتل العديد من الأشخاص قبيل سيطرة النظام على درعا، وكان أبرزهم اغتيال الشاب حمزة الزوباني في بلدة اليادودة والتي تمت بإشراف “صلاح الطرشان” وبتنفيذ من شقيقه خلدون.
بعد حادثة قتل الزوباني، طرد أهالي اليادودة خلدون الطرشان وشقيقه مع عوائلهم مع حرق منازلهم في البلدة، فتوجّهوا إلى مسقط رأسهم، قرية خراب الشحم، انخرط خلدون في صفوف الفرقة الرابعة ليكن الذراع التنفيذية لمهرّب تاجر المخدرات المعتقل حاليًا عند نظام الأسد “أبو سالم الخالدي” والمرتبط أيضاً مع مكتب أمن الفرقة الرابعة.
أما شقيقه صلاح فغادر المنطقة بعد سيطرة النظام متوجهاً إلى لبنان ومنها إلى دولة الإمارات، وبعدها بنحو عام إلى أربيل في العراق، مكان إقامته الحالية.
أبرز الشخصيات التي ترتبط بالصبيحي
ويعرف الصبيحي بارتباطه الوثيق مع قيادات تنظيم داعش في محافظة درعا، كانت المصلحة مشتركة فيما بينهم للقضاء على خصومهم، فكّل من انخرط ضمن فصائل المعارضة سابقاً هو هدف مباشر للتنظيم، وكل من انخرط في فلك اللجان المركزية واللواء الثامن هو هدف لأبو طارق الصبيحي.
فكان أسامة العزيزي، الذي شغل منصب “والي حوران” لدى تنظيم داعش، من أبزر الشخصيات التي تنسق مع الصبيحي، والقيادي يوسف النابلسي المعروف بـ “أبو خالد الجحش” من الشخصيات المرتبطة به أيضًا، كذلك مجموعات هفّو وأبو طعجة في حي طريق السد، وشخصيات في ريف درعا الغربي مثل حابس كيوان، ومحمد بديوي الزعبي، ومحمد جاد الله الزعبي وغيرهم.
وكانت صفحات إعلامية رديفة للتنظيم تُسهم في الترويج لصالح التنظيم على أنه الطرف الذي ينشط في قتال قوات النظام، ومن أبرزها “قناة درعا بلحظة” والتي تنشط على موقع فيسبوك، وتطبيق تليجرام، إضافة لصفحة رديفة تُعرف باسم “كواسر حوران”، ويشرف على تلك المجموعات شخصيات مقرّبة من الصبيحي والعزيزي، كان من بينهم أسامة العزيزي سابقًا، ثم مرافق الصبيحي، المدعو قاسم القرقطي، والمدعو نزار أحمد الحريري المقيم حاليًا في دولة ليبيا.