دون إعلان رسمي.. اللواء الثامن يُسلّم “الصبيحي” للأمن العسكري
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
قالت مصادر خاصة لموقع تجمع أحرار حوران إن اللواء الثامن سلّم القيادي محمد قاسم الصبيحي لفرع الأمن العسكري بدرعا، مساء أمس الخميس 4 من نيسان، بعد احتجاز دام لعدة أيّام في مدينة بصرى الشام شرقي درعا.
وجاء تسليم “أبو طارق الصبيحي” اللقب المعروف فيه محليًا، بعد أربعة أيام على احتجازه بكمين نصبه اللواء الثامن خلال عودته من محافظة السويداء إلى منطقة اللجاة، حيث أقدم قادة من اللواء الثامن على التحقيق معه واستجوابه خلال الأيام الماضية، وفقاً لذات المصادر.
ولم يُعلن اللواء الثامن عن تمكنه من اعتقال الصبيحي حتى الآن، إذ جرت العادة ألّا يُعلن اللواء عن اعتقاله قيادات يُلاحقها منذ سنوات، مثل قيادات تتبع لتنظيم الدولة “داعش” وأخرى مرتبطة بالتنظيم.
اقرأ أيضًا.. اللواء الثامن يتمكن من القبض على أبو طارق الصبيحي.. هل يبث اعترافاته؟
ونقد البعض سياسة اللواء الثامن في تسليم قيادات تمكن من اعتقالها مؤخراً لنظام الأسد، كانت تلك القيادات جزءًا من الجريمة المنظمة وأعمال الاغتيال والتصفية التي أودت بحياة المئات من المدنيين والعناصر والقياديين السابقين بفصائل المعارضة.
كذلك انتقد متابعون عدم إعلان اللواء الثامن اعتقال الصبيحي وبثه لاعترافاته والجهات التي يرتبط معها، والتي أسهمت بعمليات قتل كثيرة جلّها في الريف الغربي لدرعا، كان المستفيد الأول والأخير منها نظام الأسد وحلفائه.
اللواء الثامن.. السيطرة والنفوذ
وينتهج اللواء الثامن منذ تشكيله بدرعا سياسة خاصة، يحاول خلالها تحصيل المكاسب التي تدعم سيطرته ونفوذه في محافظة درعا، سواء مع الأطراف المحلية أو الدولية.
ويبدو أن اللواء بات يلعب مع كافة الأطراف دون استثناء، حيث بدا تقرّبه من فرع الأمن العسكري يتضح مؤخراً يحاول اللواء تحصيل مكاسب خاصّة تحفظ كيانه كحالة فريدة عن بقية المحافظات السورية التي سيطر عليها نظام الأسد.
وكان اللواء الثامن أُلحق إداريًا بشعبة المخابرات العسكرية السورية أواخر العام 2021، وحافظ على وجوده في مدينة بصرى الشام والعديد من بلدات الريف الشرقي، إضافة لمجموعات تابعة له في مدينة إنخل وبلدة غباغب شمالي درعا.
سبق ذلك سلسلة من الإجراءات تضمنت التضييق على نفوذ اللواء في درعا، وتخفيض رواتب عناصره ثم قطعها بالكامل وإلغاء معسكر سلمى بعد أن تلقى تمويلاً لثلاث سنوات من قبل موسكو، وسط ضغوطات روسية على اللواء لزجه في معارك البادية السورية ضد تنظيم الدولة، الأمر الذي رفضته قيادة اللواء آنذاك.
اللواء الثامن في مواجهة التنظيم
ودخل اللواء الثامن إلى جانب اللجان المركزية ومجموعات محلية مستقلة في أكثر من مرّة باشتباكات مباشرة مع خلايا ومجموعات اتهمها بالتبعية لتنظيم الدولة “داعش”، من بينها مداهمة أوكار لتنظيم الدولة في مدينة جاسم في تشرين الأول 2022، وفي معركة حي طريق السد ضد مجموعات محمد المسالمة ومؤيد حرفوش المتهمة بارتباطها مع قيادات التنظيم في تشرين الثاني 2022.
كذلك شارك اللواء في مداهمة بلدة اليادودة في كانون الثاني 2024 ضد مجموعتي محمد جاد الله الزعبي وإياد الغانم موجهًا لها اتهاماً بالتنسيق مع خلايا التنظيم والعمل على اغتيال قيادات محلية مثل القيادي البارز في اللجان المركزية راضي الحشيش.
وشارك أيضًا في الشهر ذاته بمداهمة أحد أوكار التنظيم في مدينة نوى، أسفرت عن مقتل أسامة العزيزي الذي شغل منصب “والي حوران” لدى التنظيم، وخمسة من مرافقيه.
مجموعات النظام خط أحمر!
إلّا أن اتهامات محلّية طالت اللواء الثامن لعدم دخوله باشتباكات مع مجموعات محسوبة بشكل مباشر على أجهزة النظام الأمنية وثبت تورطها بجرائم قتل وخطف لصالح تلك الأجهزة، من بينها مجموعة محمد الرفاعي “أبو علي اللحام” المرتبطة بفرع المخابرات الجوية في بلدة أم ولد، ومجموعة محسن الهيمد المرتبطة بكل من تنظيم الدولة وشعبة المخابرات العسكرية في مدينة الصنمين.
وعلل البعض ذلك، بأن تبعية اللواء الثامن الإدارية لجهاز الأمن العسكري تُحكمه في عدم الدخول بمواجهات مباشرة مع مجموعات محسوبة على النظام السوري، في الوقت ذاته تُبرر شخصيات مقرّبة من اللواء بأن هناك غاية لدى ضباط النظام وعلى رأسهم مسؤول الأمن العسكري لؤي العلي بحدوث تلك المواجهات بهدف اتّساع رقعة الخلافات المحلية والعشائرية.
اللواء الثامن.. وتحقيق المكاسب
وسبق أن قام اللواء الثامن باحتجاز قيادي في تنظيم داعش يدعى “أبو حمزة الشرعي” في بلدة أم المياذن في كانون الأول 2022، تبيّن فيما بعد أن اللواء قام بتسليمه لنظام الأسد.
كذلك أقدم اللواء على تسليم شابين لجهاز الأمن الجنائي في كانون الأول 2022، بعد أن أُلقى القبض عليهما خلال تنفيذهما عملية اغتيال طالت متعاون مع أجهزة النظام الأمنية ومرتبط بميليشيا حزب الله اللبناني يدعى “خالد محي الدين الحريري” في بلدة علما شرقي درعا.
ويلحظ أن اللواء يرغب في كسب ود كافة الأطراف بما فيهم النظام السوري، بهدف الحصول على مكاسب ومنافع خاصة، وفقاً لمصادر متقاطعة في المنطقة.
في المقابل، انتقد آخرون إطلاق اللواء الثامن سراح تجّار مخدرات وآخرون يعملون في تهريب المخدرات، مقابل دفعهم إتاوات مالية، من بينهم محمد السويدان المعروف محلياً بـ “حمودة أبو العرق”، وعبدالله الرويس ابن مهرّب المخدرات البارز رافع الرويس.
وعاد السويدان بعد الإفراج عنه للعمل في تجارة وتهريب المخدرات بالتنسيق مع المدعو غسان أبو زريق في منطقة نصيب، كذلك يُعرف رافع الرويس بارتباطه مع ميليشيا حزب الله اللبناني وعمله في تهريب المخدرات.
يرى البعض أن للواء الثامن مساحة للعمل بشكل مستقل في المنطقة بعد تمكنه من إلقاء القبض على شخصيات مرتبطة بالنظام السوري يُوجَّه لها الاتهام بتنفيذ عمليات الاغتيال والخطف لصالح النظام، ويراهن البعض أن اللواء قد يكون صمام أمان للمنطقة بديلاً عن النظام في وقت لاحقٍ.
في حين يرى البعض أن اللواء الثامن مكبل ومقيد لا يمكنه تخطّي النظام السوري في اتخاذ قرارات مصيرية تخص المنطقة الجنوبية، الأمر الذي يجعله في سياسة “صفر مشاكل” مع الجميع، لاسيما مع بقاء استمرار علاقات اللواء مع روسيا وأمريكا والدول الراعية للملف السوري.