“10 شباط القادم ليس كما قبله” نظام الأسد يستخدم الحرب النفسية ضد مدينة الصنمين “شعلة الثورة”
تجمع أحرار حوران – أحمد المجاريش
عادت قوات الأسد لاتباع سياسة الحرب النفسية في محافظة درعا جنوب سوريا، بعد استلام العقيد في قوات الأسد “لؤي العلي” “ذو السمعة السيئة” رئيساً لفرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية، وذلك عن طريق اتباع أساليب الاشاعات والتدليس على أبناء مدينة الصنمين.
وفي التفاصيل تحدث سلام المحمد، مراسل تجمع أحرار حوران في مدينة الصنمين “طالبت قوات الأسد أمس الاثنين، كافة القاطنين في مدينة الصنمين بإخلائها بشكل كامل اعتبارًا من الساعة الخامسة والنصف من فجر يوم الثلاثاء”.
وأوضح المحمد، “هددت قوات الأسد كل من يبقى في المدينة، وحملته مسؤولية نفسه، وأنها سوف تعتبر المدينة منطقة أعمال قتالية اعتبارًا من الساعة العاشرة صباحًا، مستخدمة سلاح الجو بقصف الأحياء السكنية”.
وحسب ناشطون في المدينة فإنّ قوات الأسد تذرعت بقضية اختطاف عنصر تابع لها للسيطرة على كامل المدينة، ونوهوا إلى إنّ قوات الأسد هم من قاموا بإطلاق النار على سيارة قيادة الفرقة التاسعة بهدف اتهام الثوار بذلك.
وكان موكب لضباط كبار في الفرقة التاسعة التابعة لقوات الأسد قد تعرض مساء الجمعة الماضية لإطلاق رصاص من قبل مجهولين.
وبعد ساعة واحدة من تهديد أبناء الصنمين بالإخلاء، أعلنت معظم الفصائل العسكرية الثورية في الجنوب السوري، عبر مجموعة بيانات، عن جاهزيتها الكاملة لفتح الجبهات مع قوات الأسد، للتخفيف عن مدينة الصنمين في حال هجوم الأخيرة عليها.
وأعلن 18 تشكيلًا عسكريًا، في محافظة درعا استعداده للدفاع عن مدينة الصنمين، في وجه أي عملية عسكرية محتملة لنظام الأسد في المنطقة.
وذكر بيان لـ “جيش الثورة”، بأنّ أي خرق من قبل النظام وبالأخص السعي لتهجير المدنيين في الصنمين، سيتم الرد عليه بكافة الوسائل المتاحة.
وتابع البيان، “سيتم استهداف جميع نقاط الميليشيات الطائفية في كل المنطقة الجنوبية، وذلك بالتعاون مع جميع فصائل الجيش الحر في حوران”.
تراجعت قوات الأسد، اليوم الثلاثاء، عن تهديدها لأبناء الصنيمن، وذلك بعد أن عقدت الفرقة التاسعة التابعة لقوات الأسد اجتماعا حضره محافظ درعا وقيادة الفرقة التاسعة وعدد من أبناء مدينة الصنمين.
وعما حصل بالإجتماع، قال محمد أبو حمزة، الناطق باسم غرفة عمليات مدينة الصنمين، لـ “تجمع أحرار حوران” ، “أبلغت قوات الأسد أبناء المدينة الذين حضروا الإجتماع بوقف العمل بالقرار الذي صدر أمس الإثنين، بخصوص إخلاء المدينة، ولكن يجب على الفصائل تسليم العسكري المخطوف دون تحديد فترة زمنية بذلك”.
وأضاف أبو حمزة ” تراجعت قوات الأسد عن بيان الإخلاء بعد سلسلة من البيانات لفصائل الجيش الحر في المحافظة، تهدد نظام الأسد بعدم الاقتراب من أهالي المدينة وتهجيرهم”.
وأردف أبو حمزة “تعمل قيادة الفرقة التاسعة الآن على وتر الحرب النفسية عن طريق ابلاغ الوجهاء أنّ بعض الثوار في المدينة قاموا بتسليم سلاحهم للفرقة وأن معظم أهالي المدينة سيجرون مصالحة، وهددوا بأنّ تاريخ 10 من الشهر القادم ليس كما قبله” في إشارة إلى أنّ عملية خفض التصعيد ستنتهي بتاريخ 10 شباط القادم.
واستطرد قائلًا “ننفي نفيًا قاطعًا ما يروج له نظام الأسد من قيام بعض الثوار في المدينة من تسليم أنفسهم وإجراء مصالحات” محذرًا من الإنجرار وراء هذه الإشاعات التي يعمد إليها نظام الأسد بين الحين والآخر.
الصنمين، مدينة في شمال محافظة درعا، يقطنها أكثر من 120 ألف نسمة، منهم 6000 شاب متخلّف عن الخدمة الإلزامية ومطلوب لقوات الأسد، وهي من أوائل المدن التي ثارت ضد نظام الأسد، وعانت ما عانت من ويلات المجازر في كل مرة تقتحم فيها قوات الأسد المدينة.
وقال ناشطون في درعا، إنّ “العقيد لؤي العلي يسعى لاتخاذ نفس الطريق الذي انتهجه رئيس فرع الأمن العسكري السابق وفيق الناصر في قرية محجة، في كانون الثاني من العام الماضي، محذرين قادة الفصائل العسكرية من ترك الصنيمن لوحدها بعد الإشاعات التي يروج لها نظام الأسد بقيام بعض ثوار الصنيمن بتسليم أسلحتهم لقيادة الفرقة التاسعة”.
وتعتبر المدينة ذات أهمية استراتيجية وعسكرية كبيرة، ويكفي القول أنّها الشريان الأهم لقوات الأسد في كامل الجنوب السوري، حيث فيها الفرقة التاسعة وكامل تشكيلاتها إضافة إلى تشكيلات أخرى مستقلة، وكلها تشكل سورًا يحيط بالمدينة من كل الجوانب.