درعا : بعد دفع فدية مالية باهظة.. مسلّحون يُفرجون عن شاب مختطف منذ ثلاثة أشهر
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
أفرج مسلّحون عن الشاب نبيه الجوابرة بعد نحو ثلاثة أشهر على اختطافه في مدينة درعا، وسط مصير مجهول لعشرات المختطفين من أبناء المحافظة.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران بأن مسلّحون أفرجوا عن الشاب نبيه فواز ارشيد الجوابرة بعد تعرضه لعملية اختطاف في 12 آذار الماضي، أثناء عودته من درعا البلد إلى منزله في درعا المحطة.
وأشار المراسل إلى أن ذوي الجوابرة دفعوا فدية مالية للجهة الخاطفة قدرها 55 ألف دولار أمريكي، مقابل الإفراج عنه، بعد مفاوضات استمرت نحو ثلاثة أشهر بين الخاطفين وذويه.
وطالبت العصابة الخاطفة ذوي الجوابرة مسبقاً بدفع فدية مالية قدرها 150 ألف دولار أمريكي، تم تخفيضها مؤخراً لتصل إلى 55 ألف دولار.
وانتشر مؤخراً شريطاً مسجلاً للجوابرة يطالب ذويه بدفع الفدية المالية للخاطفين والعمل على إطلاق سراحه.
وسبق أن عرض ذوي الجوابرة مكافئة مالية قدرها 5000 دولار أمريكي لمن يوصل معلومة أكيدة عن مكان وجوده لذويه.
ينحدر الجوابرة من مدينة درعا، وهو مدني، لا يرتبط بأي جهة عسكرية.
وفي الـ 15 من آذار الماضي عقد وجهاء وأعيان مجلس عشيرة درعا اجتماعاً في المسجد العمري بدرعا البلد، وطالبوا بوضع حد لحوادث الاختطاف التي كثرت في الآونة الأخيرة في عموم المحافظة، مؤكدين على ضرورة الإسراع في الكشف عن مصير الجوابرة وإعادته إلى أهله.
وأكد والد الجوابرة في الاجتماع أنه لا يوجد أي عداوة أو أي تهديدات مسبقة للمختطف، وأن الحادثة جاءت بشكل مفاجئ.
وتحصل عمليات الخطف بالغالب بهدف جني الأموال من ذوي وأقارب المخطوفين، ما باتت تُعرف بالفديات المالية، حيث تطلب عصابات الخطف في كثير من الأحيان مبالغ مالية باهظة تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي.
وترتبط مجموعات الخطف بالغالب في أجهزة أمنية تتبع لنظام الأسد، بهدف إبقاء المنطقة في حالة فوضى وفلتان أمني مستمر، الأمر الذي يجعل من تلك الحوادث ذرائع لدى ضباط الأجهزة الأمنية بضرورة اقتحام المناطق بحجة مكافحة مجموعات الخطف والسرقة.
جزء من عمليات الخطف يُشرف عليه جهاز الأمن العسكري بدرعا، عن طريق اختطاف مدنيين ثم المفاوضة مع ذويهم على تسليم عدد من قطع السلاح الخفيف أو ما يقابل ثمنها نقداً.
اقرأ أيضًا.. تصاعد في عمليات الخطف بدرعا.. مَن المستفيد الأول؟
وفي شهر أيار الفائت، سجّل مكتب توثيق الانتهاكات في تجمع أحرار حوران، 13 مخطوفاً في محافظة درعا، أفرج عن 4 منهم خلال الشهر ذاته، وقتل 5 آخرين بعد اختطافهم بعمليات متفرقة، ولا يزال 4 شبان قيد الاختطاف.
ويبقى مصير عشرات المختطفين من أبناء محافظة درعا، مجهولاً، منذ سيطرة نظام الأسد والميليشيات الموالية له على المحافظة منتصف عام 2018، حتى باتت تأخذ عمليات الخطف منحى تصاعدياً، في ظل إثبات ضلوع مجموعات محلية جندها النظام لتنفيذ عمليات خطف مقابل التمويل الذاتي لتلك المجموعات، وجني ضباط النظام لمبالغ مالية طائلة من ذوي المختطفين.