درعا : العثور على جثة “أبو طارق الصبيحي” قرب المزيريب
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
عثر أهالي بلدة المزيريب غربي درعا، فجر اليوم الأربعاء 26 من حزيران، على جثة القيادي محمد قاسم الصبيحي المعروف محلياً بـ “أبو طارق الصبيحي” والذي احتجزه اللواء الثامن قبل نحو ثلاثة أشهر في منطقة اللجاة شمال شرقي درعا.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران بأن الأهالي عثروا على جثة الصبيحي بالقرب من بلدة المزيريب مقتولاً بالرصاص ويظهر عليه آثار تعذيب.
وفي الـ 2 من نيسان الفائت، تمكن اللواء الثامن من إلقاء القبض على الصبيحي أثناء عودته من محافظة السويداء في كمين محكم نصبه له في منطقة اللجاة، بعد أن قضى نحو 10 أيام في منزل المدعو “سليمان عبد الباقي” في ريف السويداء الغربي.
اقرأ أيضًا.. اللواء الثامن يتمكن من القبض على أبو طارق الصبيحي.. هل يبث اعترافاته؟
ولم يُعلن اللواء الثامن منذ ذلك الحين عن إلقاءه القبض على الصبيحي، كذلك لم يبث أي اعترافات له حتى الآن، غير أن تصريحات من قيادات تابعة للواء -رفضت الكشف عن اسمها- تحدّثت لوكالات إعلامية أن الصبيحي احتُجز من قبل اللواء الثامن ولم يتم تسليمه للنظام على الإطلاق، دون أن يظهر اللواء أي دليل ملموس على ذلك.
في حين شككت مصادر محلية بالتصريحات التي أدلى بها قادة في اللواء الثامن حول عدم تسليمه لنظام الأسد، وذكرت تلك المصادر أن الصبيحي سُلّم في وقت سابق لفرع الأمن العسكري بدرعا ثم أُعيد إلى سجن خاص باللواء في مدينة بصرى الشام.
وقال مصدر محلي لتجمع أحرار حوران إن الصبيحي قُتل في شعبة المخابرات العسكرية بدمشق وتم نقله مقتولاً إلى فرع الأمن العسكري بدرعا المحطة مساء الأمس، والذي قام بدوه بإلقاء جثته في محيط المزيريب من قبل مجموعات متعاونة مع الفرع هناك.
ولم يتمكن التجمع من التحقق من صحة حديث المصدر الأخير حتى الآن.
من هو أبو طارق الصبيحي؟
ينحدر الصبيحي من بلدة عتمان، وكان قيادياً سابقاً في إحدى فصائل الجيش الحر قبيل سيطرة النظام على المحافظة عام 2018، وبعد ذلك قاد مجموعة في الريف الغربي اتُهمت مجموعته بالتنسيق والعمل مع تنظيم الدولة “داعش” لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قيادات وعناصر منخرطين في اللجان المركزية بدرعا.
ودخل الصبيحي في مواجهة مباشرة مع اللجان المركزية بعد حادثة مقتل ابنه وأحد أقاربه قرب حاجز للمخابرات الجوية في ريف درعا الأوسط في الـ 4 من أيّار 2020 موجّها الاتهام للمركزية بالوقوف خلف مقتل ابنه وقريبه، لتنشأ “حرب ثأر” مع قيادات اللجنة، تلك الحرب التي مكّنت النابلسي من تجنيد الصبيحي للعمل المشترك فيما بعد ضد قيادات المركزية.
لكن هناك أشخاص استغلوا خلاف الصبيحي مع اللجان المركزية، فقدّموا الدعم الكامل للصبيحي بهدف تحقيق مآربهم ومآرب مشغليهم أيضًا الرامية إلى انفلات الوضع الأمني في محافظة درعا وتحقيق صراعات داخلية، كان المستفيد الأول منها نظام الأسد.
لعلّ أبرز الأشخاص الذين قدّموا الدعم اللامحدود لأبو طارق الصبيحي، هو القيادي صلاح الطرشان، المعروف محلياً بـ “أبو موسى الطرشان” المقيم حاليًا في أربيل، وهو قيادي سابق في فصيل جبهة ثوار سوريا الذي كان يقوده أبو أسامة الجولاني المقرّب من دولة الإمارات والمقيم فيها حاليًا.
وفي تشرين الثاني 2022 بثت وكالة سانا الموالية لنظام الأسد خبراً حول مقتل القيادي محمد الصبيحي إلى جانب قياديين آخرين من تنظيم داعش في حي طريق السد بدرعا المحطة، إيان المعركة التي أطلقتها الفصائل المحلية ضد مجموعات متهمة بالاتباط والتعاون مع تنظيم داعش.
لكن مصادر خاصة لتجمع أحرار حوران قالت حينها إن الصبيحي خرج مصاباً مع كادر مسعف من حي طريق السد خلال الأيام الخمسة الأولى من المواجهات العسكرية، وذلك عن طريق وادي الزيدي، حيث فُقد والكادر بشكل كامل.
معلومات خاصة حصل عليها تجمع أحرار حوران أكدت بأن الصبيحي خرج حينها من حي طريق السد بمساعدة مجموعة محمد المسالمة “هفّو” ومؤيد حرفوش “أبو طعجة” إلى بلدة نصيب، ومنها جرى تأمين في مدينة طفس بمنزل تحت حماية المدعو “محمد بديوي الزعبي”، وكان يتنقل بين مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا.