اشتباكات جديدة في جاسم.. ومناشدات للتدخل الفوري ووقف إطلاق النار
تجمع أحرار حوران – وسام محمد
قتل قيادي وأصيب شقيقه بعملية اغتيال نفذها مسلّحون وسط مدينة جاسم شمالي درعا، وقتل شاب برصاص طائش قرب مكان حادثة الاغتيال، ظهر اليوم الأحد 7 من تموز، لتندلع اشتباكات مسلّحة بين مجموعتين محلّيتين في المدينة مساء اليوم.
واندلعت الاشتباكات المسلّحة عقب عملية اغتيال طالت القيادي عبدالله إسماعيل الحلقي “أبو عاصم” أسفرت عن مقتله وإصابة شقيقه زكريا الذي كان برفقته، بجروح نقل على إثرها إلى المشفى.
وأسفرت عملية الاغتيال عن مقتل الشاب المدني مجد غازي الغزاوي برصاص طائش عندما كان يستقل دراجة نارية بالقرب من مكان العملية.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران بتجدد الاشتباكات المسلحة بين مجموعة حسام الحلقي الملقب ب(البوجي) من جهة، ومجموعة وائل الجلم المعروف ب (وائل الغبيني) من جهة أخرى، وذلك على خلفية اتهام الأخير بوقوفه خلف اغتيال القيادي الحلقي ظهر اليوم.
وأدت الاشتباكات إلى نزوح العديد من العائلات من الحيين الغربي والجنوبي لمدينة جاسم على خلفية استنفار المجموعات المسلّحة فيها، وتصاعد حدّة التوتر فيما بينها، وسط استخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة كالأسلحة الرشاشة وقواذف الآربيجيه.
وأقدم عناصر يتبعون لمجموعة الغبيني بإغلاق بعض الطرقات الفرعية في الحي الجنوبي بالحجارة، حيث يعتبر الحي الجنوبي نقطة تمركز لمجموعة الغبيني، في حين يعد الحي الغربي نقطة تمركز لمجموعة الحلقي.
وناشد مدنيون في جاسم عبر تجمع أحرار حوران الفصائل المحلية بدرعا بضرورة التدخل الفوري كقوات فصل لوقف إطلاق النار ومنع تصاعد حدة الاشتباكات بين الطرفين المتنازعين في المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف بين المدنيين خاصة الأطفال والنساء.
وسبق أن اشتبكت المجموعتين أكثر من مرة في مدينة جاسم، آخرها في نيسان الفائت، أسفرت حينها عن مقتل الشابين محمد عبد اللطيف الجراد، ومأمون محمد الحايك.
اتهامات متبادلة
وكانت المجموعتين المتنازعتين في جاسم تعملان ضمن تكتل واحد، إذ برز ذلك بشكل جلي في قتال تنظيم الدولة “داعش” وإنهاء وجوده وقتل زعيمه في جاسم في تشرين الأول 2022، ثم تفرّقت المجموعتين بعد خلافات حصلت فيما بينها، حيث عزا البعض ذلك في محاولة من القيادات لزيادة نفوذهم واحتكار طرقات خاصة بكل طرف.
في حين عزا البعض الآخر تلك الخلافات لسعي أجهزة النظام الأمنية في إحداث شرخ وفتنة بين تلك المجموعات بهدف ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة وإحداث اقتتال عشائري، يكون النظام المستفيد الأول فيه من خلال إشغال تلك المجموعات ببعضها البعض، وتحييد قيادات تلك المجموعات عبر تصفيتها.
سبق أن تعرض الغبيني لعدة محاولات اغتيال، كان آخرها في شباط 2023 من قبل مجموعة عناصر بعضهم يتبعون لتنظيم داعش، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من خلاف حصل بينه وبين أمراء التنظيم إبان أحداث مدينة جاسم في تشرين الأول 2022.
بعد وقوع الخلاف، وسائل إعلام رديفة لتنظيم داعش سرّبت تسجيلاً صوتياً للغبيني وهو يبلغ أحد عناصر التنظيم عن الأشخاص المتواجدين في منزل القيادي “كنان العيد” ويحدد الأسلحة التي يحملونها، ويلمح إلى أنه الوقت المناسب للدخول إلى منزل العيد وتنفيذ عملية الاغتيال التي حصلت في تموز 2022 أدت لمقتله وذلك بعد يومين من عودته من دولة الإمارات وحضوره اجتماعًا ضم عدد من قادة الفصائل السابقين في المعارضة هناك.