الثورة السورية تنهي عامها العشرين ..!
تجمع أحرار حوران
بقلم : قاسم الجاموس
سنوات عجاف عاشها الشّعب السّوري تجرعَ فيها مرارة الأسى وقاسى فيها الكثير من آلامِ القهرِ وتعلّم دروسًا في أشكال الخذلان وعلّم العالم دروسًا في الصّبرِ و الإيمان والشّجاعة، فقد عجزتْ البشّرية عن فهم هذه المعضلة وكيف لهذا الشعب أن يصبر على الظلم و آلة القتل الوحشية كل هذه السنين!
لكلّ سنة منها نكهة مميزة ولون مختلف استقبلها وتقبلها بكل تفاصيلها.
نكهة الانتصارات .. نكهة الصّبر .. دموع الفرح والحزن .. الحماس .. المرارة .. اختلطت المشاعر والمواقف، ولم يفقد هذا الشّعب الأمل يومًا، فقد كان الثّوار يشتعلون حماسًا على الرغم من كل ماعصف بهم من أحداث، وتعهدوا بالاستمرار والحفاظ على الثورة بالرغم من كيد الأعداء الذين حاولوا مرارًا وتكرارًا قتلها بإخمادها والالتفاف عليها ولكنّهم فشلوا .. حاولوا إدارتها لمصالحهم بطريقة ماسونية تحت شعار “فرق تسد ” ولكن خابوا وخابت مساعيهم.
تعدد أعداء الثورة، وكلّ منهم يبحث عن رزقه في ثروات وطننا دون الاكتراث للطريقة التي يسلبون بها حتى وإن كانت إجراميّة وتقوم على الدّماء والأشلاء ،وهذا ليس عنهم بغريب هكذا هو منهج القتلة والطّغاة منذ الأزل، فكيف لنا أن نتوقع أن ليل أمريكا لا يشبه الليل في موسكو وأن ليل طهران لا يختلف عن ليل قطر توافقت مصالحهم فسفكوا الدماء وعاثوا فسادًا في الأرض.
نصبوا القواعدَ واحتلوا السماء .. أزهقوا الأرواح وحاصروا الثوار هجروا ودمروا و طال إجرامهم البشر والحجر والشجر وبسمات الأطفال.. لقد قتلوا كل شيء .!
كثيرة هي المجازر .. وعظيمة هي التضحيات .. هائلة هي المصائب .. وكثيرة هي الأكاذيب
كم من قلق وقلق أقلق بان كي مون ؟
وكم من دمعة ذُرِفتْ من عيني أردوغان ؟
هكذا صرح الفيصل!
إسرائيل تعالج المصابين!
كم من امتعاض وشجب وتنديد كاذب ضحكوا به على أنفسهم وكان خدمة لمصالحهم ليس إلا، ولا علاقة له بالتخفيف من المعاناة.
أحداث .. بل قهر وأواجاع وأحزان مرّ بها السّوريون طوال هذه السنين تكاد تبدو واضحة على وجوههم التي أنهكها كذب من حولهم وهوانهم على الجميع، فلا أحد يعرف معنى أن تقضي عائلة كاملة في برميل حقد دون ذنب فتتمزق أشلاؤهم وتضيع تحت الركام، ولا أحد يعرف معنى أن تختنق بلدة كاملة بالأسلحة الكمياوية وتموت بصمت مطبق!
ولا أحد يعلم معنى أن تتحول أحياء ومدن كاملة إلى حطام .!
أن يتشرّد الأهالي ويُهجروا من بيوتهم غصبًا ويسلب منهم كل شيء دون أن يحرك ذلك من ضمير أحد، ولكنهم يعلمون جيدًا معنى اللثام الأسود الذي زجوا به بيننا، وشحذوا سكينه بأيديهم لقطع رقابنا والتمثيل بجثثنا بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، وكأننا حقل تجارب لمارساتهم وممارسات حزب الله والميليشيات الطائفية التي نكلت بالشعب السوري وأذاقته الأمرين لشدة حقدهم ولؤمهم، وكأنهم فقدوا إنسانيتهم وتجردوا منها.
ولكن كان هناك من يدافع عن الأرضِ والعرض بشراسة ولم يسمح أن نكون لقمة سائغة للطغاة
الثائرون الحقيقيون الصادقون، منهم قاداتنا الذين كانوا في الطليعة .. فصار منهم شهداء .. وأصبحوا قدوة لنا
استشهد أبو الفرات .. استشهد عبد القادر الصّالح .. استشهد ياسر العبود
ولكنّهم بقيوا أحياء فينا يمدونا بالعزم والعزيمة، ولكن ما الذي حصل ؟ وما الذي تغير !
بدأت الضغوضات.. وبدأ معها فصل المسرحيات .. وفود مصالحات و مفاوضات ومؤتمرات ومنصات وتجميد للجبهات ..
وقد كان الشعب يتفرج على هذه المسرحيات الهزلية بقرف وازدراء ؟
ماذا فعلتم بهذه المؤتمرات ؟
هل ارحتم أرواح الشهداء ؟
هل أخذتم حق من قضوا تحت الركام ؟
هل أعدتم بناء حجارة الأحياء الحطام ؟
هل أعدتم من تهجر عن أرضه أم تركتموهم يعانون في ظل الخيام ؟
قمم عربية وخليجية وولائم طعام
والهدف منها سفك الدماء والغرق في مستنقع النفاق !
ألم تشبعوا من أشلائنا !؟
ألم ترتووا من دمائنا !؟
لم تجلب قممكم غير العار لكم
تحالف يزهق أرواح أبناء جلدتكم
وعدس وبرغل لا يعنينا ولا يفيدنا شيء
ليس هذا ما نريد ونبتغي.
أليس فيكم صدّام لا يهاب أحد و يرفض أوامر الحاخام دون خوف و يمدنا بصواريخ نحرّم بها عليهم سماءنا ..أم كلكم مثل بشار الأسد بلا هيبة تفتخرون بتبعيتكم و بصنع غيركم بلا خجل وتطأطون رؤوسكم مثله، ولكن كيف لمن لم يتأثر لما حصل للمسجد الأقصى مسرى الرّسول صلى الله عليه وسلم، أنْ يتأثر بدماءِ أهل الشام
تباً لكم يا أعداء ثورتنا اليتيمة ..
سنعيدها سيرتها الأولى ولن نسمح لكم بأن تقتلوها ..
لن نفرح بمجيء الكهرباء وأي مظهر من مظاهر الرفاهية التي حرمنا منها ولا نريدها طالما أنّ هناك منْ تكبلهم القيود في غياهب المعتقلات، لن تجعلونا نتنازل لما هو أدنى، ولن تفرضوا علينا شروطًا مقابل التخلي عن مبادئنا.
سننهي أعوامكم العشرين وستولي إلى غير رجعة .. ونبدأ عامنا الأول بعد العشرين بفكّ كل الشيفرات و وضع النقاط على الحروف والعبور على جسر التحرير، وهذا ليس تفاؤل مفرط بل قناعة مطلقة وثقة برجال الثورة وصناديدها وأمر محتوم لا مرد له والأيام دول بيننا.
ملتقانا خربة غزالة أليست حضن الوطن غزالة ؟ سنقوم بتسوية الوضع معها وسنطلب منها السماح عن السّنين التي مضت
وسنرفع راية ثورتنا على جامعها المغتصب.
تنويه : المقال يُعبّر عن رأي كاتبه، وتجمع أحرار حوران ليس مسؤولاً عن مضمونه.