إعادة تفعيل حاجز عسكري وتحركات أمنية مكثفة في درعا تثير القلق
أحرار حوران – عامر الحوراني
شهدت مدينة درعا في الأيام الأخيرة نشاطاً أمنياً مكثفاً وإعادة تفعيل حاجز عسكري في خطوة غير متوقعة، مما أثار تساؤلات وقلقاً بين الأهالي، وسط غموض حول أسباب هذا التشديد الأمني المفاجئ.
وأفاد مراسل تجمع أحرار حوران أن قوات النظام أعادت تمركزها، قبل نحو أسبوع، في نقطة عسكرية بمنطقة بنايات سجنة، الواقعة بين حي المنشية وحي الضاحية بمدينة درعا، بعد حوالي عامين من إخلائها. وقد رافق تمركز العناصر، الذين يتجاوز عددهم 20 عنصراً مسلحين بأسلحة خفيفة، تدقيق أمني على المارة، مع توجيه أسئلة حول وجهتهم وسبب تنقلهم، مما أثار استياء سكان المنطقة.
ولم يتسنَّ لنا التأكد من تبعية العناصر المتمركزين في الحاجز، إن كانوا من مرتبات الجيش أم من الأفرع الأمنية.
يأتي هذا التمركز بعد مرور أكثر من عام على إلغاء الحاجز الذي كانت تتولى إدارته الفرقة 15 ثم ميليشيا محلية تابعة للأمن العسكري، والتي انسحبت بعد اغتيال قائدها مصطفى المسالمة، المعروف بـ”الكسم”، في 9 آب من العام الماضي 2023.
بالتوازي مع ذلك، تصاعدت عمليات التفتيش وانتشار الدوريات الأمنية المشتركة في أنحاء متفرقة من مدينة درعا. فقد ازداد عدد هذه الدوريات في الأحياء وزادت تحركاتها٫ وفق مصادر محلية.
ولم تُعرف حتى الآن الأسباب الحقيقية وراء هذه التحركات الأمنية الجديدة والتشديد المفاجئ. فقد كانت هذه الدوريات الأمنية تنتشر سابقاً على مفارق ونقاط محددة، وتقتصر على إيقاف السيارات والدراجات النارية. ولكن خلال الشهر الأخير، توسعت هذه التحركات لتشمل توقيف المارة وطلب أوراقهم الثبوتية ودفاتر الخدمة العسكرية ووثائق التأجيل، مما زاد من حالة الريبة والقلق بين الأهالي.
يُشار إلى أن العديد من الحواجز العسكرية في محافظة درعا تتسبب بمضايقات متكررة للأهالي، بما في ذلك عمليات الاعتقال العشوائية. يُعد حاجز “منكت الحطب” في ريف درعا الشمالي على أوتستراد دمشق-درعا من أبرز هذه الحواجز، حيث يشهد اعتقالات مستمرة لسكان المحافظة، مما يثير غضباً شعبياً وتوترات أمنية في المنطقة.
وقد شهدت بلدة محجة توتراً أمنياً في 7 آب الجاري بعد اعتقال يافعين من أبنائها على حاجز “منكت الحطب”، ما أدى إلى اشتباكات محدودة واستهداف مقر عناصر فرع أمن الدولة في البلدة من قبل مسلحين محليين، مما أجبر النظام على الإفراج عن المعتقلين.