تجمع أحرار حوران – عماد البصيري
تتوجه الأنظار إلى ليبيا مجددًا، حيث يحتجز مئات المهاجرين السوريين على يد ميليشيات مسلحة أثناء محاولتهم عبور البحر إلى إيطاليا.
ويعاني المهاجرون من التعذيب والضرب والتجويع في سجون غير رسمية، في ظروف إنسانية قاسية للغاية.
وحصل موقع “تجمع أحرار حوران” على فيديو وصور حصرية من داخل سجن زوارة في ليبيا، توثق معاناة المهاجرين السوريين الذين تعرضوا للاعتقال بعد هجوم من ميليشيات مسلحة أثناء محاولتهم العبور إلى إيطاليا.
تكشف الفيديوهات والصور عن تعذيب المهاجرين ونقص الطعام والشراب، وانتشار الأمراض مثل “الجرب” بين المحتجزين.
محمد السامري (اسم وهمي)، أحد الناجين من السجن، كشف لتجمع أحرار حوران أنه دفع 2500 دولار أمريكي للخروج من السجن، مشيراً إلى أن ظروف الاحتجاز كانت كارثية، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية داخل الهنغار المكتظ بالمحتجزين.
السامري أضاف أنه لم يتمكن من دخول الحمام لمدة خمسة أيام بسبب عدم توفر المياه، مما أثر على حالته النفسية، وأوضح أن مدير السجن، ليبي الجنسية يدعى “أكرم”، كان يهدد المحتجزين بإطلاق النار إذا لم يدفعوا الأموال للإفراج عنهم.
السامري أشار أيضًا إلى أن الميليشيات سلبت أموالهم وهواتفهم ووثائقهم الثبوتية، بما في ذلك جوازات السفر والهويات الشخصية، وأضاف أن أحد المحتجزين، الذي كان يعاني من مشاكل قلبية، كاد أن يفقد حياته بسبب نقص الرعاية الصحية.
الفيديوهات تظهر السجناء ينتظرون عند باب السجن للحصول على الماء والطعام، بينما يقوم السجانون بتوزيع كميات قليلة جداً، ويقتصر الطعام على وجبة واحدة في اليوم تتكون من قطعة خبز وقرص جبنة.
وأكد المصدر أن جميع المحتجزين أصيبوا بمرض الجرب بسبب سوء النظافة وعدم توفر المياه، مما أدى إلى انتشار المرض في مناطق حساسة من أجسادهم. الوضع الصحي داخل السجن كان متدهوراً للغاية، حيث أمضى السجناء ثلاثة أيام بدون ماء، مما أدى إلى حالات جفاف بينهم.
ويتعرض السجناء للإهانات والضرب من قبل السجانين، الذين ينتمون إلى جنسيات ليبية وأفريقية، ويعيشون في ظل تهديدات مستمرة إذا حاولوا المطالبة بشيء.
المصدر أشار إلى أن هناك عدة سجون في ليبيا تديرها مليشيات محلية، مثل سجن “بئر الغنم” وسجن “عين زارة” في طرابلس، حيث يعاني المحتجزون من أوضاع صحية متدهورة ويتعرضون للتعذيب والتجويع.
فقدان الاتصال مع 26 مهاجراً سورياً بينهم سيدتين و 5 أطفال
وقبل أسبوع فقد الاتصال مع 26 مهاجراً سورياً، بينهم سيدتين و 5 أطفال، معظمهم من أبناء محافظة درعا، وهم: حنين عماد الرواشده، عبير محمد مفلح، يزن هاني الرواشده، محمد عدي الرواشده، حسن عماد الرواشده، حمزه مبارك، محمد جاد مبارك، إبان احمد مبارك، عاهد عاشور، أنس منيب البردان، ماهر ابو شنب، محمود برمو، أسامة برمو، خالد شنبور، رامي بردان، سامر العمر، عبد الرحيم حريدين، رأفت محمد خليف، عمر احمد خليف، عدنان طارق المسالمة، حسن علي نعمان، والأطفال هم: زين يزن الرواشده، جود حسن الرواشده، محمد حسن الرواشده، هاني يزن الرواشده، عماد يزن الرواشده.
مأساة تتكرر بفقدان الاتصال مع 16 مهاجراً قرب سواحل القره بوللي
وفي 12 آب الجاري فقد الاتصال أيضاً مع 16 مهاجراً سورياً بينهم 4 نساء، نصفهم من أبناء محافظة درعا، فقدوا قرب شاطئ القره بوللي في ليبيا، وهم: تسنيم جمال، ختام الصادق، راما السقول، جهاد السقول، براء الدباس، أسامة العاسمي، إيهاب شحادات، محمد ركان المصري، عيسى الحسين، عبدالرحمن يوسف الأحمد، محمد يوسف الأحمد، إبراهيم يوسف حريدين، قاسم الشمالي، زينب دعاس، أيهم خليل، محمود صلاح الدين عبد الغني.
ولم يتمكن ذوو المهاجرين من الرحلتين السابقتين من التواصل معهم. مصادر خاصة لـ”تجمع أحرار حوران” رجحت أنهم قد يكونون محتجزين في سجون سرية بليبيا. وأضافت المصادر أن منسق عملية التهريب، المعروف بلقب “الذيب الدرعاوي” وهو من محافظة درعا، رفض تقديم أي معلومات عنهم لأهالي المفقودين.
مصير مجهول لـ 33 طالب لجوء بعد فقدان قاربهم قرب السواحل الليبية
وفي 31 تشرين الأول 2023 تعرض قارب يقل نحو 33 شخص من طالبي اللجوء من جنسيات مختلفة، غالبيتهم من السوريين، للفقدان قرب السواحل الليبية، عرف من بينهم:معتز عاطف حسن، حمزه محمد حسن، ماجد منهل الشولي، محمد رافع زطيمه، إسماعيل عصام البريدي، محمد قاسم الخبي، محمد نبيل السيد، أحمد محمد الرفاعي، محمد تيسير الغزاوي، محمد بهاء مروان الكور، راسم محمد السالم، أحمد زكريا الحريري، صقر علي الكور، إبراهيم تيسير العزالدين، مجد سامر جاد، أحمد ثائر صمادي، وائل حسين المتعب، مهدي محمد الرمضان، محمد أنور المذيب، محمد نور راضي العوض، أحمد خير محمد خير ابو خروب، عمر طعمة عرار، حيدرة عبد المنعم المحمد، جبر غسان الفالوجي، حسين علي الداهوك.
ونشر حينها المهرب “مرعي محمد المرغني” الملقب بـ (الحاج وليد) ليبي الجنسية، ومندوب الركاب “عمار جهاد العمارين” من مدينة نوى بدرعا ويقيم في مدينة بنغازي الليبية، قائمة بأسماء ركاب قارب على أنهم وصلوا إلى سواحل إيطاليا، لكن المنشور حذف بعد ساعات وأبلغوا ذويهم بأنهم اعتقلوا ونقلوا إلى السجون الليبية.
وفي 10 تشرين الثاني 2023 أفاد الحاج وليد والعمارين لأهالي الركاب بأن القارب اختطف من قبل ميليشيات في البحر، دون تمكنهم من التواصل معهم.
ومن المهربين المسؤولين عن اختفاء 33 مهاجراً، عرف أيضاً علي اشنينة من مدينة الخمس الليبية، والمهرب “فرزات بكر الرفاعي” من مدينة نوى ويقيم في طرابلس الليبية، والمندوب “أنس عبد النور أبازيد” من درعا البلد.
مصير مجهول لـ 42 طالب لجوء في مدينة الخمس الليبية
وفي 29 تشرين الثاني 2023 اختفى 42 مهاجراً سورياً بينهم نساء وأطفال في مدينة الخمس الليبية، وقطع التواصل معهم بشكل كلي في تمام الساعة العاشرة ليلاً حتى هذا اليوم، الأمر الذي سبب حالة من الهلع لعشرات العوائل التي تبحث عن أبنائها المفقودين في ليبيا.
وفي شهر كانون الثاني 2024 عثر على جثث ثلاثة أشخاص منهم في مشفى المقريف في مدينة أجدابيا مرفق مع كل جثة تقرير طبيب شرعي، حيث جرى التعرف عليهم من خلال جواز سفر خاص بهم ملفوف على يد الشخص.
المفقودون الذكور: محمد أنس الجبّان 1998، أحمد فراس عبار 2004، معاذ ياسين أبازيد 2002، محمد خالد علوة 2002، حمزة سعود المسالمة 2002، قاسم محمد المسالمة 2000، حسن محمد المسالمة 2004، موفق محمد المسالمة 2001، نضال الشيخ سليمان 2005، يمان فؤاد منصور 2000، غالب بشار محاميد 2000، ريان بشار محاميد 2005، قاسم محمد سليم الحريري 1992، خالد جمال بارودي 1986، أسامة نجيب حسون 1984، قاسم محمد المسالمة 1983، حسن محمد حرب 1971، حكمات الزوباني، إبراهيم حكمات الزوباني، هادي أسامة أبازيد 1992، يوسف ابراهيم آيس 1990، ممدوح الحسين من الكسوة، باسل محمود نصار 1985، محمد بطحة أبو رامي (سائق)، أيهم حميدي العمارين 2005، أحمد عمر خراطة 1991، ناصر ربيع خراطة 2003، راغب سمير شعبان 1996.
وعرف من النساء المفقودات: هدية أبو شعر 1999، هديل إبراهيم المسالمة (حامل)، ولاء سعيد سوسة 1997، ولاء درويش زهر البان 1995، أماني أحمد الأحمد 1984، أسماء إبراهيم 1984، ولاء أحمد بيرقدار 1987، رزان جمعة.
وعرف من الأطفال المفقودين: ريتاج الرفاعي 2013، محمد باسل الخيوتي 2011، أحمد بشار محاميد 2010، محمد أنور المذيب 2007، خليل إبراهيم المسالمة 2007، محمد خير عروب 2006.
وناشد أهالي المفقودين السلطات الليبية والمنظمات الدولية بالتحقيق الفوري لمعرفة مصير المفقودين من أبنائهم، دون أي معلومات حتى الآن.
عمليات الهجرة من سوريا لا تزال مستمرة، حيث يسعى السوريون للهروب من الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في بلادهم، مهما كان الثمن.
* تم إنجاز هذه المادة بالتعاون مع غرفة الإنقاذ.